قطر وسياسة كيد النسا
فشل اجتماع الإرهابيين بالدوحة بشأن ليبيا بالتزامن مع نجاح «لقاء الأشقاء» بالقاهرة
السبت، 09 مارس 2019 07:00 م
تستمر الجهود المصرية فى محاولة التقريب بين الأشقاء في ليبيا ، حتى تستعيد طربلس أمنها وأمانها، وتستقر أوضاعها ، بعد أن ارتكبت الجماعات الإرهابية على أرضها ابشع الجرائم منذ اندلاع ما سمى بثورة 17 فبراير التى اطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي من سدة الحكم.
فى القاهرة جرى استضافة اجتماعًا ثلاثيًّا لدول الجوار الليبي ضم مصر وتونس والجزائر؛ لدراسة تطورات الأوضاع في ليبيا، وهو الاجتماع الذى جعل قطر تسارع باحتضان اجتماع لإخوان ليبيا، فى خطوة وصفها مراقبون بانها «مجرد تعبيرا عن خيبة أمل النظام القطري وحلفائه في ليبيا، وأنه لم يعد بإمكانه أن يفضي إلى أية نتيجة».
مصادر ليبية قالت فى تصريحات لها أن انتصارات الجيش الوطني وسيطرته بالكامل على مناطق الجنوب، وعلى الحدود المشتركة مع تشاد والنيجر والجزائر، أربكت النظام القطري الذي سارع الأسبوع الماضي لعقد اجتماع للقيادات الإخوانية في ليبيا، حضره مفتي الإرهاب الصادق الغرياني.
وفق المصادر الليبية فقد جرى نقل «الغرياني» في طائرة خاصة من إسطنبول إلى الدوحة، كما أن الاجتماع حضره الإرهابيان الإخوانيان علي الصلابي وشقيقه إسماعيل، وعدد من قيادات الجماعة المقاتلة إلى يتزعمها عبد الحكيم بالحاج، كان على رأسها الإرهابي سامي الساعدي المعروف باسم «أبي المنذر»، فضلاً عن ممثلين من المخابرات القطرية، والذين أكدوا انزعاجهم من التحولات الميدانية على التراب الليبي بعد سيطرة الجيش الوطني على إقليم فزان بالكامل في ظل ترحيب شعبي كبير.
كشفت المصادر أن الاجتماع كان الهدف منه بلورة خطة لبث الفتنة في غربي ليبيا، وتحشيد ما تبقى من قوات منظومة فجر ليبيا، لا سيما في مصراتة والزاوية وغريان، للتصدي لقوات الجيش في حالة تقدمها نحو الحدود مع تونس.
«الغرياني» قال فى الاجتماع وفق المصادر إنه سبق أن دعا ما وصفها بكتائب الثوار لإعلان الحرب في المنطقة الغربية ضد كل من يبدي تعاطفاً أو تعاوناً مع الجيش، وأنه لم يعد يثق في ميليشيات طرابلس، وإنما يراها مستعدة لاستقبال الجيش الوطني، زاعماً أن مشروع فبراير قد انتهى، وأن مصير متطرفي غرب البلاد سيكون القتل أو السجن أو مغادرة البلاد، كما حدث مع نظرائهم في المنطقة الشرقية والجنوب.
وزير الخارجية الجزائري،عبدالقادر مساهل،قال أن الاجتماع بالقاهرة تطرق إلى تطورات الأحداث الجارية في ليبيا خلال الفترة الأخيرة، حسب وكالة الأنباء الليبية في طرابلس.
وتابع «مساهل» في تصريح صحفي، للقناة الجزائرية الثالثة الناطقة باللغة الفرنسية، أن الاجتماع جاء ضمن الجهود المتواصلة من أجل لم شمل الفرقاء الليبيين، مؤكدًا أن تحديد مستقبل البلاد يقع على عاتق الشعب الليبى لافتا إلى أهمية إيجاد حلول للأزمة الليبية «بعيدًا عن التدخلات والأسلحة، بل إنه يتعين تشجيع الحوار السياسي بين أبناء الشعب الليبي». وأكد مساهل أن الحل «يتم من خلال الحوار بين الليبيين، والجميع اليوم موافق على فكرة الحوار».
اللقاء الأخير الذي جمع القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج في أبوظبي، سيشكل خطوة حاسمة لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا، وسيهيّئ المناخ الأمني والسياسي المناسب لإجراء الانتخابات والتعجيل بحلول سياسية سلمية وفق مراقبون ليبيون.
رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي،ائز السراج، كان قد كشف تفاصيل لقائه قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الخميس الماضي، في مدينة أبو ظبي الإماراتية.
وقال السراج، في كلمته أمام اجتماع عمداء البلديات، إن اجتماع أبو ظبي الذي جمعه بالمشير خليفة حفتر، انتهى بالاتفاق على ثلاث نقاط رئيسية لحلحلة الأزمة الليبية.
وتابع إنه اتفق مع حفتر على «عدم إطالة الفترة الانتقالية، وتوحيد المؤسسات والإصرار على ذلك، وإنجاز الانتخابات قبل نهاية 2019 مع توفير المناخ الملائم لإجرائها».
وتابع: «السلام هو خيارنا، والبديل هو حرب أهلية تدمر البنية التحتية، وهو ليس خيارنا"، لافتا إلى أن "هناك فئة صغيرة تحاول أن تجرنا إلى تدمير كل إمكانياتنا ولا أظن أن الليبيين سيرتضون بذلك».
ولفت السراج أن عدم التوافق بين الليبيين «يعني استمرار الصراع، واستمرار من يوفر السلاح لهذه الأطراف، والخاسر في الأخير هو الوطن».
وتابع: «كفى مزايدات، وليس لأحد الحق في إصدار صكوك الوطنية، ولا إقصاء لأحد لأنه ما يمكن البناء عليه اليوم ربما لا يكون متاحا غدا».
رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع، محمد العبّاني قال فى تصريحات له أن هذا اللقاء الهام، الذي يأتي في أعقاب سيطرة الجيش على المناطق في الجنوب وتحريرها من الجماعات المتشدّدة، سوف يساهم في تحقيق الاستقرار في ليبيا، وفي تأمين كلّ التحركات السياسية، وعقد اللقاءات والمؤتمرات الرامية إلى توحيد مؤسسات الدولة وإنهاء الانقسام».
وتابع محمد العباني، أنّ «ما يعطل إيجاد حلول جذرية في ليبيا، هو انتشار الميليشيات، خاصة في العاصمة الليبية طرابلس“، معتبرًا أنّ ”بسط الجيش سيطرته على كل الأراضي الليبية، سيجعل من إجراء الانتخابات أمرًا ممكنًا».
وأشار العباني، إلى أنّ «الحلول السياسية في ليبيا لا يمكن أن تتحقّق، إلا إذا اقتنع كل الفرقاء السياسيين والعسكريين بأهمية دعم المؤسسة العسكرية، ومساندتها في حربها على الإرهاب».
«بسط الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر لسيطرته على الأراضي الليبية، هو البوابة الرئيسية لتحقيق أي توافقات سياسية»، هذا ما أكده الناشط الحقوقي والمدني زكريا تاجوري، متابعا أنه «لا يمكن أن نتحدث في ليبيا عن انتخابات أو مبادرات سياسية، ما دامت الميليشيات تعيث في الأرض فسادًا وتربك المشهد العام برمّته» مضيفا أنّ «لقاء القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج،«جاء نتيجة للانتصارات التي حققها الجيش جنوب البلاد، وتحريرها من المتمردين التشاديين المتحالفين مع المقاتلين المتشددين»، مشيرًا إلى «أن تلك الخطوة العسكرية أسفرت عن تحرك سياسي، يهدف إلى إجراء انتخابات عامة تنهي المرحلة الانتقالية».
الناشط الليبي يعقوب المصراتي، قال أن المخطط التركي القطري في ليبيا يهدف إلى إجهاض إجراء أي انتخابات محتملة، لأنهم يعلمون جيدًا، أن الإخوان لن يتمكنوا من الفوز فيها نظرًا إلى أن الشعب أصبح يرفضهم لافتا إلى أن قطر تدعم إخوان ليبيا عبر منابرها الإعلامية بالدرجة الأولى، فيما تدعم تركيا الميليشيات الإخوانية بالسلاح والعتاد.
لفت فى تصريحات له إلى أن هذه التدخلات السافرة في الشأن الداخلي عمَّقت الأزمة وأجَّجت الصراعات متابعا أن كل من قطر وتركيا تأويان عناصر من جماعة الإخوان المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي، مطالبًا هذه الأنظمة برفع يدها عن ليبيا، وإرجاع هؤلاء المتشددين لمحاكمتهم في ليبيا، مثلما وقعت محاكمة رموز القذافي
يذكر أن اجتماع الإرهابيين بالدوحة سبقه اجتماع آخر لقيادات إخوانية ليبية، في فندق تابع لجهاز الاستخبارات التركية، فى العصمةسطنبول، وهو الاجتماع الذى ناقش مخطط الإخوان في المرحلة المقبلة وسط مخاوف من دعم أنقرة للميليشيات بالأسلحة لإرباك المشهد العام، خاصة في العاصمة طرابلس وفق مصادر.