حفتر مهندس إصلاح ليبيا.. من السيطرة على الحدود لعقد التحالفات الدولية
الخميس، 28 مارس 2019 11:00 ص
استطاع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي الوطني، تحقيق انتصارات ساحقة على الميليشيات التى سيطرت على بقاع كبيرة من الأراضى الليبية، ولازالت الحرب مستمرة بين عدة ميليشيات، فى وقت يجدد فيه المشير تحالفات قوية مع دول الجوار.
واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة بالرياض، قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، مؤكدا خلال اللقاء على حرص المملكة على أمن واستقرار ليبيا، متمنيا للشعب الليبي التقدم والازدهار، وقد بحثا سويا مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وتأتي الزيارة بعد أن أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي، التابع لمجلس النواب المنتخب، اللواء أحمد المسماري، قبل عدة أيام أن الجيش لن يسمح بتكون حزب مسلح كحزب الله في ليبيا.
المتحدث باسم الجيش الليبي، قال في كلمته خلال اجتماعات الجيش مع وزارة الخارجية التابعة للحكومة المؤقتة في شرق البلاد، إن الجيش لن يرضى بحزب مسلح في العاصمة الليبية طرابلس ترعاه الأمم المتحدة، في إشارة إلى التشكيلات المسلحة في العاصمة طرابلس والتي لاتزال تسيطر على العاصمة وتعمل بعثة الأمم المتحدة على إدخالها في حوار سياسي والمشاركة في السلطة، وأن الجيش سيدخل العاصمة طرابلس، ولكن في الوقت المحدد والمدروس.
ويعتبر تأمين الجيش الوطني الليبي للبلاد مهمة شاقة وسط تداعيات كبيرة، داخليا وخارجيا، فى ظل أن حدود البلاد الغارقة في الفوضى منذ عام 2011، ولكن المتحدث باسم الجيش أعلن تأمين حدود ليبيا كاملة باستثناء تلك التي مع تونس، وسط توقعات أن تتم عملية السيطرة عليها قريبا، وذلك بعد أن أطلق الجيش في يناير الماضي عملية عسكرية في جنوب البلاد، بهدف دحر الجماعات الإرهابية والإجرامية والعصابات العابرة للحدود، تمكن خلالها الجيش من القضاء على وجود هذه الكيانات الخارجة عن القانون.
وقد نشطت العناصر الإرهابية فى المناطق الجنوبية في ليبيا، خاصة من مسلحي المعارضة التشادية، لكن تحت ضغط ضربات الجيش الوطني الليبي والغارات الفرنسية والجيش التشادي فرت تلك العناصر أو نسبة كبيرة منها على الأقل، ونظرا للحدود الطويلة، لجأ الجيش الليبي إلى سحب وحداته من بنغازي ودرنة اللتين جرى تحريرهما وإعادة الأمن فيهما، ووضعهم تحت سيطرة وزارة الداخلية واستعمال القوات المسحوبة في العمليات العسكرية في المناطق الحدودية جنوبا وغربا، وفق ما تقول المصادر الميدانية، ولم يبق أمام الجيش الوطني الليبي سوى السيطرة على الحدود مع تونس، التي تضم 3 معابر، تسيطر عليها ميليشيات فجر ليبيا المتطرفة، وتنشط عبرها عمليات التهريب.
ويرى محللون سياسيون أن اللحظة التي تجاور فيها الجيش الليبي مع نظيره الجزائري على الحدود تعني وضع اللبنة الأولى في استعادة الدولة الليبية للسيادة على إقاليمها، متوقعين أن يبدأ الجيش الليبي في تفعيل بروتوكولات التعاون الأمني عبر الحدود، المجمدة حاليا، مما ينعكس إيجابيا على الطرفين، كما أن دول الجوار ستتنقل إلى مرحلة تعتبر فيها الجيش الليبي شريكا استراتيجيا، خاصة و أن الجزائر والسودان أيضا بحاجة إلى تأمين حدودهما مع ليبيا، حيث سيجدان جيشها الوطني في عونهما، وهو الأمر نفسه ينطبق على الدول الأوروبية التي ستشهد خلال الفترة المقبلة انخفاضا في حجم الهجرة غير الشرعية، التي أثارت توترا بينها.
أما بالنسبة للحدود الداخلية فى ليبيا، فتداعيات سيطرة الجيش على الحدود داخليا، سوف تنعكس على تحسن الأوضاع بالنسبة إلى الليبيون بسبب توفر الأمن والاستقرار الأمر الذى سيفتح الباب أمام تحسن الخدمات والأوضاع الإنسانية، فيما يشدد خبراء سياسيون على أهمية سيطرة الجيش على الحدود، حتى لا يتمكن الإرهابيون من الهرب خارج البلاد، خاصة أن هؤلاء ارتكبوا جرائم بحق الشعب الليبي، إضافة إلى أهمية القبض عليهم لما يمتلكون من معلومات بشأن الجرائم التي تورطوا فيها، قائلا إن «دولا إقليمية تمارس ضغوطا على زعماء أفارقة من أجل السماح بفرار هؤلاء الإرهابيين».