ذهب كاراكاس الملعون.. رحلة «مادورو» لبث الروح في البوليفار
الثلاثاء، 05 مارس 2019 07:00 صصابر عزت
منذ نحو عامين قبل الآن، بدأت الأوضاع الاقتصادية في فنزويلا تشهد حالة من التردي، دفعت بـ«كاراكاس»، إلى الهاوية، وجعلت الأوضاع تشتعل في الدولة التابعة لأمريكة اللاتينية، التي كانت وما تزال مطمعا أمام أمريكا.
ويبدو أن الطمع الأمريكي، الذي زرع منذ قديم الأزل بدأ يؤتي ثماره، خاصة بعد أن تولى نيكولاس مادورو موروس، السياسي المخضرم، ووزير خارجية فنزويلا السابق، ورئيسها المطاح به على يد خوان جويدو. فتنبأ الأوضاع في فنزويلا بربيع أمريكا الجنوبية، على غرار الربيع العربي.
وعلى الرغم من أزمة الربيع الجنوبي التي تنتظر فنزويلا، إلا أنها تختلف كليا عن أزمة التضخم الذي ضرب الدولة، وبدأ يصل إلى مرحلة اللاعودة، خاصة بعد التوقعات التي أشارت إلى أن نسبة التضخم، ستصل بنهاية عام (2019) إلى نحو (10ملايين%). كان «مادورو»، بدأ يبحث عن الحيل التي توفر لها سيولة للحصول على متطلبات دولته التي تحتاج إلى العملة الصعبة.
كانت نهاية عام (2018)، شهدت انهيار تام في الاقتصاد الفنزويلي، حيث، أغلقت نحو (40%) من الشركات نشاطها في «كاركاس»، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الصرف، إلى نحو (601%)، كل تلك الأثقال كان الحل لها، هو لجوء الرئيس الفنزويلي، إلى تجارب غير شرعية.
ففي 2016.. بدأ «مادورو» رحلة البحث عن مهرب، داخل أحراش فنزويلا، الملقبة بـ«ملجأ الباحثين عن الثراء»، وهي تلك المنطقة غير المأهولة والآدمية، والتي يعمل فيها قرابة الـ(300) ألف عامل، في مجال التنقيب عن الذهب، باستخدام المعاول، وفي كهوف حفرت بالأيدي.
موقع أقرب لمخزن للأمراض، يتعايش فيها العمال بهدف الحصول على الحجر القيم، والذي يشتريه الرئيس الفنزويلي، بالعملة المحلية «البوليفار»- التي ليس لها قيمة- بهدف بيعه في السوق الدولي، بالعملة الصعبة لتوفير احتياجات بلاده، إلا أنه يتعامل في الخفاء وفي السوق السوداء حتى يتجنب العقوبات الأمريكية، التي دائما ما يلوح بها الرئيس الأمريكي.
«مادورو»، يوجه بالفعل صعوبة كبيرة في بيع الذهب، الذي تنتجه مناجمه القابعة في الأحرش، بالقرب من الحدود البرازيلية، وعلى الرغم من ذلك اشترة في نهاية عام (2016) قرابة الـ(17) طنا، وخزن ذهبا بقيمة تتجاوز الـ(1.2) مليار دولار. منتظرا الفرصة التي يبيع فيها الذهب الملوث بدماء العمال، بعيدا عن عقوبات أمريكا.
يذكر أن عدد سكان فنزويلا يصل إلى قرابة الـ(32) مليون نسمة، وقد وصلت نسبة الهجرة في نهاية عام (2018) إلى نحو (7%)، وقد كانت المكسيك وبيرو، أكثر الدول المستضيف للهاربين من فنزويلا.
فما بين عامي (2004-2006)، هاجر من فنزويلا (43728) شخصا، بينما في الفترة ما بين (2010-2012)، رحل قرابة الـ(556641) شخصا، وما بين (2014-2016)، رحل قرابة (695551) شخصا، وفي نهاية عام (2018) وصل عدد المهاجرين من فنزويلا نحو (2328949) شخصا.
التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد الفنزويلي، قد يشهد خلال الفترة المقبلة، انكماشا أكبر- بعد أن كانت فنزويلا إحدى الدول الأغنى في العالم- خاصة في الناتج المحلي، فقد أكد صندوق النقد الدولي في تقرير له، أن الناتج المحلي لـ«فنزويلا»، في (2019) من المتوقع أن ينخفض مرة أخرى، بنسبة لا تقل عن (5%).
وعلى الرغم من كون النسبة أقل من عامي (2018 و2018)، اللذان تراوحت النسبة فيهم ما بين (14%، و18%) إلا أن النسبة لا تبشر بالخير، خاصة وأن معدلات التضخم، في «كاراكاس» مرتفعة للغاية، وقد فكر «مادورو» في حذف (5)، أصفار لمحاولة تدارك الأزمة، وهو ما أكد خبرا الاقتصاد أنه غير مُجدي.