أردوغان ينقلب على شريكه في تجارة الذهب.. تركيا تحتضن المسؤولين الهاربين من فنزويلا
الأربعاء، 27 فبراير 2019 02:00 ص
تحولت تركيا إلى ملجأ لكل الخارجين على حكامهم ، فى خطوة غريبة تجعل من الرئيس التركى بمثابة «زعيم عصابة» بعد هروب المسؤولين في حكومة فنزويلا إلى تركيا التي يرتبطون فيها بصداقة قوية مع إردوغان حليف الرئيس المغضوب عليه وشريكه في تهريب الذهب نيكولاس مادورو.
فتح الرئيس التركي فتح أبواب بلاده أمام الفارين من حكومة حليفه نيكولاس مادورو، بعد هروبهم من الشعب الذي يرفض مادورو رئيسًا، ويطالب بتنصيب منافسه خوان غوايدو رئيسًا مؤقتا.
زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو نشر تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" أمس السبت أكد فيها هروب عدد من مسؤولي الحكومة إلى تركيا بقوله: «هذا الرئيس المغتصب للسلطة لديه اليوم وقائع قتل في ولاية بوليفار، وجنود لا يعترفون به كرئيس، ومسؤولين رفيعي المستوى ينتقدونه، وآخرون فرّوا بالفعل إلى تركيا».
غوايدو طالب الجيش بدعم المعارضة و"اتخاذ القرار التاريخي الصحيح"، في إشارة إلى تلبية النداءات الشعبية الرافضة لمادورو. وخاطب مؤيدي الديكتاتور، قائلا: "انحازوا إلى جبهة الدستور، اليوم فنزويلا بحاجة إلينا جميعا. إنها المرة الأولى من أجل الشعب الفنزويلي، من أجلنا جميعا".
لم تكن تركيا وحدها وجهة الهاربين من سفينة مادورو، أمس السبت، توجه أربعة مسؤولين عسكريين موالين للرئيس الفنزويلي من قوات الحرس الوطني بسياراتهم المسلحة نحو الحدود إلى كولومبيا.
مادورو أمر الخميس الماضي بغلق الحدود مع البرازيل، التي تؤيد منافسه غوايدو، فيما أكد نائبه ديلسي رودريغيز إغلاق ثلاثة معابر تربط فنزويلا بكولومبيا بصورة مؤقتة، بعد أنباء حول استلام المعارضة لشحنات الإغاثات الإنسانية من البرازيل وكولومبيا، بدلا من الحكومة.
في 23 يناير، أعلن زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي أُبطل تعيينه رئيسا للبرلمان بقرار من المحكمة العليا المحلية أنه الرئيس المؤقت للدولة، و في اليوم نفسه اعترفت الولايات المتحدة بأنه رئيس فنزويلا بالإنابة.
باستثناء المكسيك، حذت أغلب دول أمريكا اللاتينية حذو واشنطن، ما اعتبره مادورو محاولة للانقلاب عليه فقطع علاقاته الدبلوماسية مع أمريكا.
الدول الأوروبية وجهت إنذارا نهائيا، حثوا فيه مادورو على الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة خلال ثمانية أيام. وبعد انتهاء المهلة، اعترفت ببغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد.
إلى جانب مادورو تقف كل من روسيا، وبوليفيا، وإيران، والصين، وكوبا، ونيكاراغوا، والسلفادور، وسورية وتركيا، فيما دعا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء حوار لحل الأزمة.
خلال الأسابيع القليلة الماضية اتضحت أسرار العلاقات الدافئة التي تجمع بين إردوغان وديكتاتور فنزويلا، حيث يسهل مادورو تهريب ذهب بلاده إلى تركيا مقابل ملايين الدولارات، يزعم تصدير المعدن وإعادة تصنيعه ومن ثم إعادته إلى فنزويلا، وهو ما لا يحدث.
شركة أسستها تركيا تدعى «سارديس» هي المسؤولة عن إدارة صفقات الذهب المهرب، وقعت أولى صفقاتها في يناير العام الماضي باستيراد شحنة ذهب بقيمة 41 مليون دولار من فنزويلا، ثم في فبراير بـ 100 مليون، حسب شبكة بلومبرج.
قيمة الصفقات المهربة من فنزويلا إلى تركيا وصلت إلى 900 مليون دولار حتى نوفمبر الماضي، فيما إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بفرض عقوبات على ذهب كاركاس، وإرساله مبعوثًا إلى تركيا يحذرها من التجارة غير الشرعية.
نائب الجمعية الوطنية في فنزويلا كارلوس باباروني كشف أن مادورو نقل كميات من الذهب تقدر بـ 23.9 طن إلى الشركة التركية، مشيرًا إلى تورطه في إخفاء 127 مليون يورو في البنوك الروسية خلال فترة حكمه، منذ أبريل 2013.
وفقا لبيانات البنك المركزي في فنزويلا، يبلغ مخزون البلاد نحو 132 طنا من الذهب موجودة داخل خزائن البنك المركزي المحلي وبنك إنجلترا، تنخفض الكمية باستمرار نتيجة التهريب.
اختيار حكومة مادورو تركيا لنقل الذهب بدلا من سويسرا بهدف تجنب مصادرته بسبب العقوبات الأمريكية الموقعة على فنزويلا، إضافة إلى خبرة نظام إردوغان في مجال التهريب وخرق عقوبات واشنطن على الدول مثلما فعل مع إيران التي استورد منها النفط.
البيانات الرسمية التركية سجلت الكميات المهربة من فنزويلا على أنها ذهب غير منقى إلى المستوى المعياري، أي لا يصل إلى النقاء البالغ 99.9 %، فيما زعم وزير التعدين في حكومة مادورو أن بلاده تشتري المعدن النفيس من المناجم المحلية غير منقى بشكل كامل، وترسله إلى أنقرة لإعادة تنقيته.
حكومة مادورو زعمت أن كميات الذهب التي تصدرها ستعود إلى البنك المركزي لتكون جزءًا من محفظة الأصول الخاصة بالبنك، بينما السجلات التركية الرسمية لم تثبت إعادتها إلى كراكاس.
العلاقات بين إردوغان ومادورو بدأت تتوطد منذ حضور الأخير مؤتمرا عن الطاقة في إسطنبول عام 2016، وقتها قال إنه أول قائد فنزويلي يزور تركيا، ثم تبع ذلك 3 زيارات لمقابلة حليفه إردوغان الذي زار كراكاس مرة واحدة العام الماضي.