النيران تشتعل في فنزويلا.. هل تتحول «كاركاس» إلى ساحة حرب تغزوها أمريكا؟
الثلاثاء، 26 فبراير 2019 04:00 ص
منذ نحو عامين قبل الآن، بدأت الأوضاع الاقتصادية في فنزويلا تشهد حالة من التردي، دفعت بـ«كاراكاس»، إلى الهاوية، وجعلت الأوضاع تشتعل في الدولة التابعة لأمريكة اللاتينية، التي كانت وما تزال مطمعا أمام أمريكا.
ويبدو أن الطمع الأمريكي، الذي زرع منذ قديم الأزل بدأ يؤتي ثماره، خاصة بعد أن تولى نيكولاس مادورو موروس، السياسي المخضرم، ووزير خارجية فنزويلا السابق، ورئيسها المطاح به على يد خوان جويدو. فتنبأ الأوضاع في فنزويلا بربيع أمريكا الجنوبية، على غرار الربيع العربي.
ومؤخرا، بدأت الأوضاع تتبدل في فنزويلا، خاصة بعد الأحداث التى وقعت فى الساعات الأخيرة على حدود فنزويلا مع كولومبيا والبرازيل، تدل أن طبول الحرب بدأت تدق فى هذه المنطقة، مابين قسوة نظام الرئيس نيكولاس مادورو، وإصرار غير طبيعى من جانب المعارضة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلد الكاريبى، الأمر الذى تزامن مع إطلاق جيش الرئيس نيكولاس مادورو الغاز المسيل للدموع والنارعلى المتطوعين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 300 شخص، وذلك لمنع إدخال البلاد أطنان من الغذاء والدواء، وتم إحراق الشاحنات القليلة التى تمكنت من التغلب على الحصار من قبل القوات الشبه عسكرية.
ووفقا لصحيفة «الأمبيرسيال» الإسبانية ،فإن دخول المساعدات أمر ملح للغاية بالنسبة للشعب الفنزويلى، لكن ما يثير الجدل والقلق هو دعم الولايات المتحدة الأمريكية للعملية التى قادها رئيس المعارضة خوان جوايدو، الذى أعلن نفسه الشهر الماضى نفسه رئيسا لفنزويلا.
وما يثير القلق هو هدف الولايات المتحدة الأمريكية فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا ومساندة جوايدو، حيث أنها تهدف إلى كسر وحدة نظام مادورو، ويبدو أنها إلى حد كبير استطاعت تحقيق هدفها، وأصبحت فنزويلا على شفا الحرب، بسبب القمع الوحشى من جانب مادورو، وإصرار المعارضة من الجانب الآخر، ولكن هذا سيصب فى النهاية فى مصلحة الولايات المتحدة التى تطرق الباب لتدخل عسكرى محتمل بسبب تلك الحرب والفوضى.
ويقاوم مادورو، بالدم والنار أى محاولة للتدخل العسكرى الأمريكى للبلاد، ولكنه يجهل أن استخدامه للعنف والقمع ضد السكان المدنين المتطوعين لادخال المساعدات الإنسانية إلى البلد، قد يكون مبرر لهذا التدخل العسكرى، ويجب أن يتجنب الحرب بأى ثمن، ولكن أيضا يبدو أن مادورو لا مانع لديه فى موت مواطنيه من أجل البقاء فى السلطة، ولا يدخر دونالد ترامب صبره، لإحداث ذلك.
وأعلن الرئيس مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا، وقال مادورو فى خطاب «لقد نفد الصبر، لا أستطيع أن أتحمل الأمر بعد الآن، لا يمكننا الاستمرار فى تحمل استخدام الأراضى الكولومبية فى الهجمات على فنزويلا. ولهذا السبب، قررت قطع كل العلاقات السياسية والدبلوماسية مع حكومة كولومبيا الفاشية»، وأضاف «أمهل سفيرها وقنصلها 24 ساعة لمغادرة فنزويلا».
ومن ناحية آخرى، يتشبث جوايدو، بالضغوط الدولية للاطاحة بمادورو، وذلك بعد فشل مرور المساعدات إلى فنزويلا، السبت، ويستعد للمشاركة فى اجتماع مجموعة ليما التى ستعقد اليوم الاثنين، فى العاصمة الكولومبية بحضور نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بنس. وقال جوايدو«لتعزيز مسيرتنا، سوقف نجتمع غدا الاثنين مع حلفائنا فى المجتمع الدولى»، مضيفا أنه فى بوجوتا سيتم منافشة الاجراءات المحتملة ضد مادورو، دون استبعاد التدخل العسكرى.
واجتمعت مجموعة ليما، التى أنشئت فى عام 2017 لتشجيع الخروج من الأزمة الفنزويلية، للمرة الأخيرة فى 4 فبراير فى أوتاوا، ثم دعا أحد عشر من الأعضاء الأربعة عشر فى الكتلة إلى تغيير سلمى الحكومة فى فنزويلا ودعا الجيش إلى الاعتراف بجوايدو والسماح بدخول المساعدات.
ونجحت دعوة المعارضة فى فنزويلا إلى الجيش وأعضاء قوات أمن الدولة فى سحب دعمهم وإطاعتهم لحكومة نيكولاس مادورو، حيث أن أكثر من 60 عضوا ينتمى إلى القوات المسلحة البوليفارية والهيئات الآخرى من الأمن التمسوا اللجوء فى كولومبيا. وأشارت «بى بى سى» فى نسختها الإسبانية، إلى أن الجنود الفنزويليين غيروا موقفهم تجاه الحكومة، فى الوقت الذى فيه متطوعين وقادة معارضة إدخال البلاد عدة شحنات من المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع كولومبيا والبرازيل، وأغلقها بأمر من السلطة التنفيذية لمادورو.
وفقا لبيانات رسمية عن الهجرة بكولومبيا، كان هناك 53 مسؤولًا فنزويليًا عبروا الحدود إلى ذلك البلد عبر حدود مقاطعة نورتى دى سانتاندير لطلب اللجوء. وتمر فنزويلا بأوقات صعبة جراء الازمة السياسية، التى بدأت بعد أن أعلن رئيس المعارضة خوان جوايدو رئيسا لفنزويلا حتى يتم اجراء انتخابات نزيهة، فى الوقت الذى رفض مادورو، التنحى عن منصبه والاستمرار كرئيس للبلد الكاريبى، فضلا عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التى تعانى منها فنزويلا منذ فترة طويلة.