القصة الكاملة لمغارة على بابا الداعشية.. دهب ياقوت مرجان دولارات
الجمعة، 15 فبراير 2019 11:00 ص
لم يكن فى إمكان تنظيم داعش الاستمرار كل هذه السنوات فى حروبه داخل سوريا والعراق والعديد من البلدان لولا امتلاكه الملايين من الدولارات والتغطية المالية الكافية واللازمة لعملياته الإرهابية وتجنيد الآلاف من المغيبين دينيا.
في قرية باغوز الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية مع العراق، وهي آخر معقل لداعش في منطقة عمليات التحالف الدولى، تم العثور على مئات الملايين من الدولارات وأطنان من الذهب، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.
هذه الأطنان من الذهب الموجود في المعقل الأخير للتنظيم، قد جمعه "داعش"، من المناطق التي سيطر عليها كافة، وقد تم نقلها عبر وسطاء أتراك وقادة في التنظيم، على صلات وثيقة مع المخابرات التركية، من تركيا إلى مناطق سيطرة داعش.
بالعودة إلى شهر ديسمبر الماضى، أى من قرابة شهرين، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مسلحي تنظيم داعش في العراق وسوريا، وضعوا أيديهم على مبالغ طائلة بالعملة الصعبة والعراقية، فضلا عن سبائك من الذهب تقدر بمئات الملايين، يأتى ذلك بعد أن أعلنت العراق رسميا العام الماضى انهيار تنظيم داعش، ويبدو أن التنظيم كان يجلس خلالها على جبل من الذهب المسروق، بالإضافة إلى أموال طائلة بالعملة الصعبة والمحلية، يمكن أن تضمن له الحياة لسنوات.
التكتيك الذى اتبعه التنظيم خلال العام الماضى هو الانسحاب من معاقله الرئيسية فى العراق وسوريا، ولكنه كان يحمل مبالغ طائلة بالعملات الغربية والعراقية، فضلا عن سبائك ذهبية، يقدرها خبراء مستقلون بحوالي 400 مليون دولار أمريكي، نهبها من البنوك، أو تم الحصول عليها من خلال شركات إجرامية، وقد استطاع التنظيم تخبئة ودفن بعض هذه الكنوز، ولكنه أيضا قام بغسل عشرات الملايين من الدولارات من خلال الاستثمار في "أعمال شرعية" في مناطق عدة في الشرق الأوسط خلال العام الماضي، حسبما قال مسؤولون لواشنطن بوست.
يرى المحللون السياسيون أن هذه الملايين وأطنان الذهب التى تم العثور عليها كانت تهدف إلى تمويل عودة التنظيم في المستقبل، وهو احتمال يخشى بعض الخبراء أن يتسارع، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، فمن خلال الحملات الأمنية بإدارة مكافحة الإرهاب فى المعاقل السابقة للتنظيم في أربيل بإقليم كردستان العراق، تم العثور على أجزاء من ثروات داعش التى نهبها من خلال شبكات مصرفية لها روابط مع تركيا والعراق وسوريا.
وتتبع مسار أموال داعش قاد إلى مجموعة كبيرة من المؤسسات التجارية التي تعمل على تبييض أموال التنظيم، بما في ذلك شركات عقارية وفنادق ووكالات سيارات، بحسب مسؤولين تحدثوا إلى "واشنطن بوست"، ونقلت عنهم قولهم:" إنهم لا يستطيعون كسب المال بعد الآن عن طريق بيع النفط، لذا فهم يفعلون ذلك بطرق أخرى"، مشيرين فى الوقت ذاته إلى حملة المداهمات انطلقت في أكتوبر الماضي، وأن التحقيقات والتحريات لا تزال جارية بشأن بعض الشركات الخاصة التي كانت تساعد داعش في غسل الأموال، وأن بعض الشركات التي تلقت أموالا، ربما لم تكن تدرك أن المستثمرين كانوا إرهابيين، في حين يبدو أن البعض الآخر كان على دراية بالأمر، وتلقى الأموال بكل سعادة.
منذ يونيو 2014 حين سيطر تنظيم داعش على مئات الأميال فى الأراضى السورية والعراقية، استطاع الاستيلاء على هذه الثروات المهوله، خاصة بعد سيطرته على الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية، بعدما أفرغ خزائن البنك هناك من ثروة تقدر بنحو 500 مليون دولار من العملة والذهب، كما سيطر التنظيم على حقول النفط والمناجم والمصانع والمزارع في مناطق بالعراق وسوريا، وسرعان ما أنشأ شبكة لبيع البترول والمعادن والتحف الأثرية في السوق السوداء، وبحلول 2015، بلغ مجموع ثروات التنظيم بحسب محللين مستقتلين ما قيمته 6 مليارات دولار فى سوريا والعراق.