من Dublin إلى داعش.. قصة أيرلندي داعشي عالق في أذيال التنظيم الإرهابي
الأربعاء، 13 فبراير 2019 12:00 م
في صوت مليء بالغضب ينتابه الندم يحكي الكسندر بيكميرازف معاناة مضاها في خمس سنوات ونصف بشمال سوريا.. وصل إلى هُنا من دبلن العاصمة الآيرلندية ليعيش سنوات في أحضان التنظيم الإرهابي، وبمجرد القبض عليه خلال يناير الماضي ظل عالق في أذيال التنظيم الإرهابي.
وفي تقرير أعده ريتشارد هال في صحيفة "آي" بعد إجراءه مُقابلة حصرية مع المتهم الآيرلندي في شمال سوريا، كشف خلاله عن حالة الندم التي انتابت الكسندر بعد أن وجد نفسه عن طريق الخطأ في سوريا. إذ يؤكد أنه لم يكن له نية بتاتاً الانضمام لتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية.
ويقول الكسندر بيكميرازف ذو الأصول البيلاروسية، إنه أمضى خمس سنوات ونصف من عمره في ظل أكبر التنظيمات الإرهابية وحشية في العصر الحديث، وأن هُناك سلسلة من الأخطاء دفعته لترك منزله في دبلن للعيش في منطقة معزولة في شرقي سوريا وهو نفسه المكان الذي تم إلقاء القبض عليه إذ كان يحاول الفرار من آخر جيوب تنظيم الدولة الإسلامية.
سلطات سوريا في تحدي إثبات إنتماء الكسندر للتنظيم الإرهابي
"هذه قصتي وهذه حياتي".. يقول بيكمرازف بصوت مليء بالغضب، إنه شخص واحد من نحو 100 شخص أجنبي قُبض عليهم خلال محاولتهم الهروب من أرض الخلافة خلال الشهر الماضي، ووجهت اليهم تهمة الانتماء للتنظيم.
ويرى ريتشارد هال الذي أجرى المقابلة مع الكسندر، أن قصة بيكمرازف تمثل تحدي كبير للسلطات في سوريا وكذلك في بلدانهم إذ أنه من المستحيل إثبات إن كان أي شخص عاش في ظل تنظيم الدولة كان ضمن عناصرها أو ارتكب جرائم باسمه.
رأي الشرطة الآيرلندية
رغم ما يؤكده بيكمرازف أنه لم يكن على علم بوجود تنظيم الدولة الإسلامية إلا عندما وصل إلى سوريا، إلا أن الشرطة الايرلندية تقول عكس ذلك، استنادًا إلى النشاطات التي كان يقوم بها قبيل مغادرته البلاد التي تؤكد بأنه كان "له دور أساسي في الدوائر الجهادية".
وكان بيكمرازف يعمل حارس لإحدى الملاهي الليلية في دبلن قبل توجهه إلى سوريا، إلا أن ما حدث بعدها في حياته هو الأمر الذي يهم السلطات الكردية التي تعتقله اليوم والشرطة الايرلندية على السواء.
هل ذهب المتهم الآيرلندي بدافع جهادي إرهابي ؟
يقول بيكمرازف إنه لا يتذكر اللحظة التي قرر فيها الذهاب إلى سوريا، إلا أنه يقول إنه كان يشاهد الأخبار الواردة من سوريا عن مقتل مدنيين جراء تعرضهم للقصف هناك.. "الشاشات كانت تبث صورًا لمجازر وأن بشار الأسد قتل بلا رحمة الكثير من الأشخاص، كان أمر شرير للغاية.. وبدأت أفكر كيف بإمكاني المساعدة، وأنا لا أمتلك أي خبرة عسكرية.. فلم أخطط للقتال إلا أنني اعتقدت أنه بإمكاني المساعدة من الناحية الطبية" .. هكذا يردد بيكمرازف قصته وكيف انتهى به الأمر في بلدة تدعى حريتان في حلب عمل بهما في أحد مستشفياتهم حسب روايته.