هل يعود داعش بقوة إلى سوريا بعد التضارب الأمريكي؟
الإثنين، 11 فبراير 2019 04:00 ممحمود علي
اقتربت الولايات المتحدة الأمريكية من إعلان انسحاب قواتها العسكرية بالكامل من سوريا، وهو ما يدعمه تصريحات المسئولين العسكريين الأمريكيين، حيث خرج الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية مؤخرًا وأكد أن سحب القوات الأمريكية من سوريا من المحتمل أن يبدأ خلال أسابيع، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعية تأثير هذا الانسحاب على تنظيم داعش الإرهابي والوضع في سوريا.
وجاءت تصريحات الجنرال الأمريكي، وفقا لأوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبعد ساعات قليلة من تأكيداته على أن الولايات المتحدة ستسيطر قريبًا على 100% من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، ولكن هل تتحقق هذه التصريحات؟ وما مدى دقتها ؟.
وتزامن مع تصريحات قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية الخاصة بالانسحاب القريب من سوريا، تغريدات من قبل ترامب على حسابه في تويتر، قائلا فيها: «هل تصدقون ذلك؟» ، في إشارة إلى معارضة وسائل إعلام أمريكية سياسات الرئيس الأمريكي وتشكك في قدرة واشنطن على تنفيذ انسحابها من سوريا.
من جانبه حذر فوتيل، الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، من أن توقيت الانسحاب على وجه الدقة يتوقف على الوضع في سوريا.
ولكن ما يعزز شكوك الإعلام حول هذه التصريحات، هو تضاربها مع بيانات أخرى أصدرها البنتاجون في وقت سابق، حيث نقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تحذير وزارة الدفاع الأمريكية من أن يستعيد داعش السيطرة سريعًا وخلال أشهر قلائل على الأراضي التي خسرها، بسبب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن رغم أن ترامب لا يزال عند رأيه بأن وجود القوات الأمريكية في سوريا لم يعد له داع، إلا أن هناك تخوفات من عودة داعش، مدعمة ذلك بتقريرها ربع السنوي والذى نقلت شبكة إس إن بي سي مقاطع منه، والذي أشار أنه دون وجود ضغوط عسكرية على التنظيم، فإنه سيكون بإمكانه إعادة تأسيس نفسه واستعادة السيطرة على قطاع كبير من الأراضي في داخل سوريا خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرا.
وكان هناك خلاف بين وزارة الدفاع الأمريكية والرئاسة بشأن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، حيث ساهم إعلان ترامب المفاجئ في ديسمبر الماضي بشأن سحب القوات الأميركية من المناطق السورية، في تقديم وزير الدفاع جيم ماتيس، والمسئول الأمريكي البارز، بريت ماكغورك استقالتهما.
ورغم تكبد داعش الإرهابي خسائر فادحة، مازالت تدعم تقارير الأمم المتحدة المخاوف بشأن عودته إلى الواجهة الأخرى، مشيرة إن التنظيم لا يزال لديه، بحسب تقارير، ما بين 14 ألفا و 18 ألفا من المسلحين في العراق وسوريا، من بينهم ثلاثة آلاف أجنبي.