مقالب عُروات الطماطم.. ترفع أسعارها للسماء أو تخسف بها الأرض

الأحد، 03 فبراير 2019 04:00 م
مقالب عُروات الطماطم.. ترفع أسعارها للسماء أو تخسف بها الأرض
طماطم - ارشيفيه
كتب ــ محمد أبو النور

منذ عشرات السنين، وقبل التقدم الزراعي الحالي، وانتشار الزراعات الصحراوية والصوب إلى جانب الزراعات القديمة، كان الفلاح والمزرارع والمستهلك المصرى لايعرف من الطماطم سوى الصيفية والشتوية فقط، وكانت ثمار الطماطم الصيفية حمراء ذات ألوان زاهية ووردية ومملوءة بالمياه، وأسعارها جيدة في الغالب، نظراً لكثرتها في الأسواق، بينما تكون الثمار الشتوية صغيرة وجافة وقد ضربتها موجات الصقيع، وترتفع أسعارها نظراً لقلّة مساحات زراعاتها، كما كانت مساحة الزراعات قليلة ولا تزيد عن 10 أو 15 ألف فدان، غير أن السنوات الأخيرة وبعد الامتداد والطفرة في استصلاح الأراضي الصحراوية، تعددت عُروات وأصناف الطماطم وباتت تُزرع طوال العام، بحيث قبل أن تنتهي عُروة، تكون قد بدأت إنتاجية التالية، ومع ذلك تشهد أسواقها من وقت لآخر، ارتفاعاً في أسعارها نتيجة قِلّة المعروض منها، وأحياناً أخرى تنخفض أسعارها وتتسبب في أضرارٍ للمزارعين.

 

زراعة وتجميع الطماطم
زراعة وتجميع الطماطم


زيادة مساحة زراعة الطماطم

تعتبر الطماطم من محاصيل الخضر الرئيسية في مصر، حيث تبلغ المساحة المنزرعة منها سنوياً ما يقارب من 500 ألف فدان، وهي بذلك تمثل ثلث مساحة الخضر الكلية المنزرعة، وتتعرض نباتات الطماطم أثناء فترة الشتاء، لدرجات الحرارة المنخفضة والصقيع، وهو ما يؤدي إلى "تثبيط" تقليل نموها وقلة عقد الثمار، وبالتالي يحدث نقص في محصول الطماطم المعروضة بالسوق المحلي، خلال فترة الانتاج في أشهر مارس وإبريل مع ارتفاع أسعارها، ويرجع ارتفاع أسعار الطماطم خلال هذه الفترة ــ بصورة كبيرة ــ إلى انتهاء محصول العروة الشتوية المنزرعة في الأرض المكشوفة، وعدم ظهور محصول العروة الصيفى المبكرة، ولهذا تظهر أهمية حماية نباتات الطماطم من برودة الجو والتعرض للصقيع، خلال فصل الشتاء بزراعتها تحت الأنفاق البلاستيكية المنخفضة، وهو ما يؤدي إلى توافر الطماطم بالأسواق خلال هذه الفترة وبسعر مناسب للمستهلك.

زراعة الطماطم تحت الصوبات
زراعة الطماطم تحت الصوبات


ارتفاع أسعار الطماطم

وعن هذه الحيرة فى إنتاجية الطماطم، قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين إن وزارة الزراعة، هي من تتسبب في جنون الطماطم وانخفاض وارتفاع أسعارها، بشكل جنوني لعدم وجود خطة زراعية واضحة للطماطم، طوال أيام العام وترك زراعتها حسب أهواء المزارعين، وهو ما يتسبب في تذبذب أسعار الطماطم وعدم ثباتها، طوال أيام العام متوقعاً ارتفاع أسعار الطماطم، بشكل كبير خلال الأيام المقبلة.

زراعة الشتلات
زراعة الشتلات

 

ولفت «أبو صدام» إلى أننا نشهد الآن انتهاء العروة الشتوية، والتي تُزرع في شهري سبتمبر وأكتوبر، ومع قلة المساحة المتوقع زراعتها من الطماطم داخل الصوبات، وهي العروة التى يغطي محصولها الفاصل الزمنى بين العروات، والانخفاض المتوقع لمحصول العروة الصيفي، وهي العروة التي تُزرع خلال شهور مارس وإبريل ومايو، ويُزرع مشتلها في آواخر ديسمبر وأوائل يناير، وتسود في هذا الوقت درجات حرارة منخفضة، تؤثر بالسلب علي إنبات البذور، ويكون محصول العروة الصيفي منخفض، لتساقط الأزهار نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وقت تزهير النبات وتنخفض نسبة عقد الثمار إلي 50%، مع زيادة الفاقد لإصابة الثمار بلفحة الشمس، كل هذه العوامل بالإضافة إلي انتشار بذور الطماطم المغشوشة والمقلدة، والتي لا تُقاوم فيروس تجعد واصفرار الأوراق، الذي دوماً ما يصيب هذه العروة.

b79c62c2-b955-48ec-ac3e-76f9c1d6c03d
نقيب الفلاحين خلال متابعته لمحصول الطماطم 


تطبيق نظام الزراعات التعاقدية

وأوضح الحاح حسين، أنه لتلافي ارتفاع الأسعار، بصورة جنونية مستقبلاً، يجب على وزارة الزراعة وضع خطة مستقبلية دقيقة، لكل عروة مع تطبيق نظام الزراعات التعاقدية مع المزارعين، حسب الكمية التي تكفي الاستهلاك المحلي، مع الرقابة الشديدة على البذور، واختيار الأصناف التي تناسب كل عروة، والتوصية بزراعتها، ولفت أبو صدام إلى أن العروة الصيفية، تحتاج أصناف تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، والمقاومة لفيروس تجعد واصفرار الأوراق، على أن تُزرع أصناف الطماطم على مسافات ضيقة، حتى يمكن للنمو الخضري حماية الثمار من لفحة الشمس،مع اختيار الأصناف الهجن ذات المجموع الخضري الجيد،الذي يغطي الثمار،والاهتمام بالتسميد النيتروجيني والبوتاسي.

زراعة وتصنيع الطماطم
زراعة وتصنيع الطماطم

 

وأكد أبوصدام، أن الارتفاع في الأسعار لن تتوقف بدون خطط زراعية واضحة، على أسس علمية وجهود كبيرة، للحد من انتشار المبيدات المغشوشة والفاسدة والتقاوي المقلدة والمغشوشة، متوقعاً وصول كيلو الطماطم لـ 10 جنيهات، قائلاً: «وهذا ما حذّرنا منه مُسبقا وما زلنا نحذّر»، واصفًاً ذلك بأنه يضر بالمواطن والفلاح،ومشيراً إلى أن غالبية الفلاحين لا يزرعون الطماطم، خوفاً من الخسائر الفادحة، التي يتكبدونها عند دمار محاصيلهم، خاصة وأن زراعة فدان طماطم، يُكلف الفلاح من 40 إلي   50 ألف جنيه،حسب نوع وصنف الطماطم الذي يزرعه.

زراعة وتجميع الطماطم
زراعة وتجميع الطماطم

 

أنواع العروات ومواسمها

وعن عروات الطماطم وأوقاتها، أكد الدكتور عبد الرؤوف هويدي، الأستاذ بمعهد بحوث البساتين، أنها أكثر من عروة، ومنها العروة الصيفية المبكرة، ويتم زراعة المشاتل الخاصة بها خلال أواخر شهرى ديسمبر وأوائل يناير، على أن تكون الزراعة في الأرض المستديمة منتصف فبراير، وهناك العروة الصيفي العادية ويُزرع المشتل الخاص بها خلال منتصف فبراير، ويتم نقل الشتلات للأرض المستديمة أوائل أبريل، ويتم حمايتها من البرد خلال انخفاض درجة الحرارة، بالتغطية بالأقبية البلاستيك حتى بداية الإنبات، وتأتي بعد ذلك العروة الخريفية والتي يتم زراعة مشتلها، خلال يونيو وأوائل يوليو، على أن تكون الزارعة بالأرض المستديمة خلال يوليو أو أغسطس، ويحتاج المشتل للتغطية والحماية من الذبابة البيضاء باستخدام "الأجريل" أو الشاش، ثم تأتي العروة الشتوية ويتم زراعة المشتل خلال سبتمبر وأوائل أكتوبر، ويحتاج المشتل للحماية من الذبابة البيضاء أيضا، وذلك بالتغطية بـ"الأجريل" أو الشاش ولا يُسمح برفع الغطاء إلاّ للضرورة القصوى، ويتم الرش قبل التغطية على أن تُزرع الشتلات بالأرض المستديمة خلال أكتوبر ونوفمبر، وهناك أيضا العروة المُحيّرة وهي التى تُزرع ما بين فترة العروة الشتوية والصيفية المبكرة، وتُزرع تحت الأقبية البلاستيكية، ويتم زراعة المشتل خلال أكتوبر كما يتم الشتل في الأرض المُستديمة أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر وخاصة بالأراضي الجديدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة