تباين دولي ورفض داخلي.. رئيسان لفنزويلا التائهة في دروب الانقسام
الخميس، 24 يناير 2019 02:00 ممحمود علي
شهدت فنزويلا أمس الأربعاء أحداثًا دراماتيكية، على خلفية إعلان رئيس البرلمان خوان جوايدو رئيسًا بالوكالة بعد مظاهرات كبيرة، ما نتج عنه ردود أفعال دولية مختلفة بين رافض ومؤيد لهذه الخطوة، فيما حظى مادورو بجرعة دعم من الداخل.
وخرج رئيس البرلمان الفنزويلي أمس أمام عشرات آلاف من المؤيدين، المناهضين للرئيس الفنزويلي في العاصمة كراكاس، ليقسم بتوليه رسميًا صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا، فيما علق الرئيس الأمريكي بسرعة كبيرة على هذه التطورات.
واعترف دونالد ترامب، على الفور برئيس البرلمان الفنزويلي الذي يسيطر عليه المعارضة رئيسًا انتقاليًا للبلاد، قبل أن تتوالى الاعترافات الدولية بجوايدو المعارض البالغ من العمر 35 عاما رئيسًا بالوكالة، حيث دعمت كولومبيا والبرازيل وباراجواي به، كما هنأه الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، فيما كان رد فعل أوروبا متوافقًا مع واشنطن وبعض الدول اللاتينية، حيث دعا الاتحاد الأوروبي إلى انتخابات حرة، والإنصات لصوت الشعب الفنزويلي، كما جاء دعم رئيس المجلس الأوروبي بوضوح لجوايدو، مطالبًا القارة العجوز بالاتحاد في دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا.
الدول الرافضة كانت أغلبها يسارية، أو مناهضة للنفود الأمريكي في أمريكا الجنوبية، ففي هذا الإطار أكدت دول دعمها الحازم للرئيس الفنزويلي مادورو على رأسها كوبا التي شددت على ضرورة مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه الثورة البوليفارية، فيما جاء الدعم أيضًا من المكسيك التي أكدت عبر المتحدث باسم الحكومة المكسيكية عن تأييد مادورو بالقول أن مكسيكو تعترف بالسطات المنتخبة وفقًا للدستور الفنزويلي.
في الداخل كان الدعم أكثر لجبهة مادورو، التي حصلت على تأييد وزير الدفاع الفنزويلي، بعدما رفض في بيان له إعلان جوايدو نفسه «رئيسا بالوكالة»، وقال: «نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني... فالجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية».
كما تجنبت المحكمة العليا الفنزويلية أعلى سلطة قضائية في البلاد الوقوع في أزمات مع السلطة، لتأمر بتأليف لجنة من قضاة يعتبرون مؤيدين للنظام، بإجراء تحقيق جنائي ضد نواب البرلمان، متهمة إياهم بمصادرة صلاحيات الرئيس مادورو، وسط شارع متوترًا في مختلف أنحاء البالد، تدفق عليه معارضو ومؤيدو مادورو، الأمر الذي أسفر عن مقتل 13 شخصًا في اليومين الماضيين.