الطائفية في عهد أردوغان.. قصة مقتل كردي وإصابة نجله على يد مهووس تركي
الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 09:00 م
لم تعد حوادث استهداف الأقليات تثير الدهشة في ظل حكم الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، الذي حول الأتراك إلى أشباه له في العنصرية وكراهية الآخرين، ولو من مواطنيهم، وبات على المواطن الكردى أن يخفي هويته ولا يتحدث لغته، حتى ينجو من الموت غالبا.
كشفت صحيفة تالا 1 التركية أن الكردي قادير شاكتشي، 43 عاما، كان يتجول بصحبة نجله برهان، 16 عاما، في حي يني محله ليلة 16 ديسمبر الجاري، ليفاجأ بمجموعة من الأشخاص يقطعون عليهما الطريق بينهم واحد يدعى حكمت.
حكمت وجه سؤالا للأب والابن قائلا :"هل أنتم أكراد أم سوريون؟" رد قادير بكل بساطة: "نعم نحن أكراد"، فقال زعيم المجموعة: "أنا لا أحبكم" وأخرج سلاحه الناري وأطلق الرصاص فأردى الأب قتيلا على الفور، وأصاب ابنه بجروح بالغة، لايزال يعالج منها في المستشفى.
قال القاتل في قسم الشرطة إنه لا يتذكر أي شيء، فقد كان في حالة سكر بالغة، ولم يكتف بذلك، بل هدد الصحافيين الحاضرين لتغطية الحادث، بعد سؤالهم إياه :"لماذا فعلت هذا؟" بالقول: "التقطوا لي صورا، سأقوم بإطلاق الرصاص عليكم أيضا.. لا تتحدثوا".
كشفت الصحف المحلية إن الواقعة تكشف الحالة العنصرية التي وصلت إليها تركيا، منددة بالقمع المستمر ضد الأكراد ولغتهم وثقافتهم وحياتهم.
صحيفة صول أشارت إلى أن فوبيا الأكراد ظهرت جلية الجمعة الماضي، حين اعتقلت الشرطة عاملين في مطار إسطنبول الجديد، لسماعهما أغاني كردية.
تعد المدن ذات الأغلبية الكردية جنوبي البلاد نموذجا حيا على سياسة إردوغان ضد الكرد، المتمثلة في حظر اللغة، وفرض حظر التجوال، وقطع المياه والكهرباء، في حرب مفتوحة للتجويع والعطش.
أبرز المحافظات التي تشهد الحالة القمعية دياربكر وفان وباطمان وماردين وبينجول، ومثلت الأربع سنوات الأخيرة الموجة الأعلى من القمع ضدهم، خاصة بعد انهيار محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني في أغسطس 2015.
تقرير حقوقي نشره موقع ديار بكر يني جون أكد أن المدينة شهدت حظر تجوال بمعدل 190 مرة، تلتها ماردين في المركز الثاني بواقع 53، ثم هكاري 23، وأخيرا شرناق 13، وأن ما يقرب من مليون و809 آلاف مواطن على الأقل تضرروا منذ انهيار مفاوضات السلام مع الأكراد.
لفت التقرير إلى أن 11 مدينة كردية شهدت إعلان حظر التجوال 332 مرة بين أغسطس 2015 و 3 أكتوبر 2018، في حين لم يتم تحديث البيانات في تلك المناطق، ولم يسجل المواليد الجدد بشكل منتظم، ولم تعلن أية إحصاءات للرأي العام خلال مدة الحظر.
سياسة نبذ الأكراد وقمعهم ليست وليدة نظام إردوغان، بل بدأها قبل عشرات السنين مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك من خلال المذابح الشهيرة في ولاية درسيم عام 1938، التي أودت بحياة مئات الآلاف.