حتى الفن لم يسلم غدر الديكتاتور.. «أقبينار» ضحية ديكتاتورية أردوغان

ليلة الجمعة الـ21 من ديسمبر الجاري، حل أقبينار ضيفا على برنامج "ساحة الشعب" على قناة "الشعب" التركية، خلال البرنامج تحدث قائلا: إن الديموقراطية هي الطريق الوحيد للتخلص من الفوضى والاستقطاب، إذا ما سرنا على هذا النهج سنحقق النتائج المرجوة بدون الدخول في عراك أو شجار".

حذر إردوغان بقوله: " إذا لم ننجح في تحقيق هذا عبر الديموقراطية، فسيتم إزاحة رأس الدولة من خلال شنقه أو تسميمه، أو يمكن أن تكون نهايته مأساوية مثل عدد من الزعماء".

وفق صحيفة "دوفار" التركية، فإن الرئيس التركي قرر الرد على أقبينار من خلال تصريحين هدده خلالهما بالاعتقال لأنه تجرأ وطالب بتطبيق الديموقراطية، قال في أحدهما : ستدفع الثمن غاليا على هذه الكلمات.

وأضاف في تصريح آخر: إنهم يهددونني بشنقي، إنهم يخفون مخططات وراء وجه الفن الذي يرتدونه، إننا نؤمن بالشهادة، ونحن مستعدون لدفع أية أخطاء، لتدلوا بشهادتكم أمام المحكمة إذن على مخططاتكم، ستدفعون ثمن ذلك، تريدون إعدام رئيس الدولة شنقا، من الآن ابدأوا في الإجراءات القانونية لأنني سأسألكم.

تهديدات إردوغان تحولت على الفور من مجرد كلمات إلى فعل قمعي، حيث نقل الإعلام المحلي منذ قليل خبرا حول مذكرة اعتقال بحق أقبينار. صحيفة يني آقيت التركية أوضحت أن التهمة التي تواجه أقبينار هي التحريض على الانقلاب والحرب الأهلية.

لم يكتف إردوغان برفع دعوى قضائية ضد أقبينار فقط، ولكنها شملت أيضا الفنان المسرحي، موجدات جازان، الذي حل ضيفا هو الآخر على نفس البرنامج التلفزيوني، وقال موجها حديثه للرئيس: : إنه يوبخ الجميع، يطالبهم بمعرفة حدودهم، انظر يا أخي، انظر يا رجب طيب إردوغان اعرف حدودك أنت في عدم اختبارنا بحب وطننا.

خبر مذكرة الاعتقال بحق متين أقبينار، تحول إلى موجات نقد لاذعة على موقع التدوينات الصغيرة تويتر، التركي أونور  كتب على صفحته: "أكبر أزمة في بلادنا حاليا هي متين أقبينار، ربما لو تم سجنه ستحل مشاكلنا الاقتصادية، وتنخفض معدلات البطالة والتضخم، ويرتقي مستوى التعليم، يا عالم على الأقل ركزوا واجتهدوا لحل مشاكلنا و أزمتنا الحقيقية".

المدونة التركية، مينكار، كتبت على صفحتها: لا تحدثوني عن العدل والديموقراطية والقانون بعد فتح دعوى قضائية ضد فنان عظيم وقدير مثل أقبينار، أما "قومبوجو" فقد كتب على صفحته: متين أقبينار رجل مثقف جدا، اجلس واستمع إليه حتى الصباح.

خلال الأيام القليلة الماضية استهدف الرئيس - أيضا - الإعلامي التركي، فاتح برتقال الذي طالب بالتظاهر السلمي حيث قال إردوغان: خرج أحدهم لا أعلم يدعى برتقال أو يوسفي أو حوامض، ودعا الشعب للنزول إلى الشوارع للتظاهر.. اعرف حدودك، وإذا لم تعرفها، سيقطع الشعب رقبتك.