قصة منتصف الليل.. محكوم عليه بالإعدام في عيون المجتمع بسبب والده يروي مأساته لـ" الكلب"
الأربعاء، 05 ديسمبر 2018 10:00 م
جلس "أحمد" الشاب الثلاثينى فى مرمى نظرات المحيطين به وكأنه يشاهدهم للمرة الأخيرة، فنظرات الشفقة فى عيونهم كان وقعها عليه كالسهام القاتلة ولا يملك ما يدافع به عن نفسه من ألم هذه النظرات، فقرر الإنسحاب لينعزل عن هذا العالم ويكتفى بمرافقة كلبه الذى تربى فى أحضانه منذ صغره والذى لم يجد فيه سوى الوفاء والإخلاص وهو ما كان يحتاجه ولم يجده من أقرب المقربين له.
وكيف يجد الوفاء وهو يطعن ممن حوله دون رأفة بآدميته، وجلس يقص على كلبه ما يعانى منه ويكتمه بقلبه ولم يتحدث عنه مع أحد رغم احتياجه للحديث ولكنه يعلم أنه لا يوجد من يشعر بألمه فامتنع عن الحديث، ولكن وجد فى كلبه ما لديه القدرة على السماع حتى إذا لم يتفهم حديثه فاستغله لإستخراج ما بداخله من كلمات محبوسة.
فبدأ يروى له ما حدث من أبيه الذى حطمه أمام الكافة وهو لا حول له ولا قوة، فقد كان مصدر إزعاجه منذ الصغر بمشاكله المبالغ فيها مع الجميع إلى أن انفصلت أمه عنه بالطلاق، وظن الجميع أن هذه هى نهايته، وسط العائلة وقطع الرباط الذى يصلهم به إلى الأبد، إلا أن الواقع عكس ذلك فقد ارتكب من الجرائم الجنائية والسياسية ما يحطم سمعة الأسرة بأكملها وحاول أن يضغط عليه ليساعده فى جرائمه ولكنه كان دائم التهرب منه تجنبا للمشاكل التى قد يلقاها أثر علاقته به.
وكن تهربه لم يفده كثيرا فقد فوجئ الجميع بأن أبيه ارتكب جريمة سياسية مستغلا فيها اسم إبنه "أحمد" الذى احتل مكانة لا بأس بها فى المجتمع وظن أنه بهذه الخدعة سوف يضع "أحمد فى موقف حرج قد يطيح بمستقبله ردا على عدم مساعدته له، ولكنه لم يكن يعلم أن "أحمد" استطاع أن يؤمن نفسه من أفعال أبيه لشعوره بأن هناك كارثة تنتظره جراء هذا الأب المجرم، وأبلغ أصدقاءه العاملين بالأمن بما يحدث معه، وفور إرتكاب والده جريمة باسمه باستخدام حساب خاص على موقع التواصل الاجتماعى يحمل اسم "أحمد" وسجل البيانات الخاصة بإبنه وصوره الشخصية وبريد الكترونى يحمل اسمه.
إلا أن أصدقاءه العاملين فى مجال الأمن والذين يعلمون الحقيقة الكاملة استطاعوا أن يحلوا هذا اللغز بسهولة وتم القاء القبض على والده وحضر "أحمد" إجراءات سجن والده وفقا لجرائم عديدة، ورغم كل ذلك إلا أن هناك البعض تداولوا خبر القبض على والده بأن "أحمد" هو من بلغ عنه وأطلق عليه "الابن الذى حبس والده" على الرغم من أن والده هو من دمر نفسه وحاول تدمير ابنه أيضا، فوجد نفسه ضحية مكتوب عليها الاعدام فى عيون المجتمع الذى لا يستمع لما يريد ويصم أذناه عن الحقيقة الكاملة.