قصة منتصف الليل.. الانتقام بسلاح بارد
الإثنين، 03 ديسمبر 2018 10:00 م
استيقظت «هند»، في الصباح الباكر كعادتها فأمسكت بهاتفها لتوقف المنبه المزعج فوجدت رسالة نصية، فتحتها لتجد فيها تهديد من شخص بسبب بعدها عنه فحاولت الاتصال به ولكنه لم يجب، ظلت الرسالة مسيطرة على عقلها خاصة أن الأرقام تم حذفها من الهاتف بعد تغييره من عدة أشهر، وهو ما جعلها تخمن هنا وهناك عن شخصية هذا الرجل، حاولت السيطرة على تفكيرها وأعدت الفطار لطفلتها وتوجهت إلى عملها، وفى طريقها للعمل وجدت اتصال هاتفي من ذات الرقم صاحب الرسالة، ففوجئت بأنه أبيها، لا داعي للاستغراب فإذا عرفت حقيقة علاقتهما ستعلم كيف وصل الحال بهما إلى التهديد.
عانت «هند» مع والدها طوال حياتها، وكان طلبها الوحيد هو التواصل معه كأي أب وابنته، ولكنه تجاهلها تماما وتزوج من آخريات وأنجب العديد من الأطفال، وظلت «هند» تعاند الدنيا وما فيها لنفسها قبل أن تثبت للجميع أن أبيها خسر كثيرا، بعدما تخلى عنها منذ الصغر بدون سبب، إلا أنه عاشق لروحه ولم يستطع تحمل مسئولية طفل من الأساس.
تخطت «هند» مراحل عصيبة بمساندة والدتها وأصبحت تحتل مركز مرموق في المجتمع يحكي ويتحاكى عنه الجميع، وهنا ظهر الأب مرة ثانية بعيون دامعة يطلب العفو عما فعله طوال السنوات الماضية، ومع إلحاح المحيطين بها عن ضرورة عدم قطع صلة الرحم فبدأت تتواصل معه دون عتاب، ومع الوقت وجدته شخص غير طبيعي حيث أخبرها بأنه على علاقة بجهات أجنبية يمدهم بمعلومات عن مصر في مجال عمله كمهندس زراعي، وهنا دخل الشك في قلب «هند» دون أن تسمع التفاصيل، ولكنها ربطت أفعاله بمحاولته للتواصل معها في هذا التوقيت لما وصلت له من منصب قيادي.
بعد عدة أيام فاض بها الحال من إلحاحه لمساعدتها في العمل ومحاولة تدخله في مهام عملها، فحاولت قطع علاقتها به على أن تعود كما كانت لا يعلم أحد عن الآخر شيئا، وأخبرته بذلك وطوت هذه الصفحة من حياتها، إلى أن استقبلت هذه الرسالة النصية في الصباح فهاتفته لتجده يهددها بتدمير حياتها ويسبها بأبشع الألفاظ، فقررت أن تخرج عن صمتها وتبلغ رجال الأمن بكل ما حدث معها، وتؤكد على إصرارها فى الانتقام منه لآخر لحظة في عمره أو عمرها، وبعد عدة أيام من التحقيقات ألقت قوات الأمن القبض عليه وتذوقت حينها لذة الانتقام وفورما دخل محبسه لفظ أنفاسه الأخيرة وعلمت بخبر وفاته، وهنا وجدت نفسها انتقمت بالفعل لآخر لحظة فى عمره وأراحت الناس من شر أفعاله.