قصة منتصف الليل.. سيجارة دمرت أسرة

الأحد، 02 ديسمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. سيجارة دمرت أسرة
صورة أرشيفية
إسراء بدر

بعد قصة حب تحدث عنها الكثير من المعارف والأصدقاء تزوجت "نرمين" من "أمجد" وتواعدا على أن يصون كل منهما الآخر وأن يعيشا للحفاظ على الحب الذى جمعهما فى منزل واحد رغم كل التحديات التى وقفت عقبة فى طريق زواجهما، ولكن العقبة الأكبر والحقيقية والتى كانت مصدر إزعاج "نرمين" هو علمها بتناول حبيبها الحشيش ولكنه وعدها بأن يكف عن تناوله بعد الزواج وأن الأمر لم يتخط مرحلة "التفاريح"، ولأن مرآة الحب عامية صدقت "نرمين" حديث "أمجد" واستكملت معه مشوارهما.

بعد الزواج استطاع الزوج بحديثه المعسول وتمسكه بآراءه المنفتحة ورفضه للعادات والتقاليد التى دائما ما يصفها "معاقة" أن يقنعها بخوض تجربة تناول الحشيش ولو لمرة واحدة من باب الفكاهة والتسلية، وبعد إلحاح شديد رضخت "نرمين" أمام رغبته والتقطت أنفاسا معدوده من سيجارته فدخلت فى عالم آخر بعيدا عن الواقع لا يوجد به سوى ضحكات بأصوات متعالية لا تعلم شئ عن سببها ولكنها تتمادى فيها ولم تستطع السيطرة عليها.

الأجواء التى دخلت فيها "نرمين" نتيجة السيجارة جعلتها لا تتردد فى خوض التجربة لعدة مرات فيما بعد، إلى أن وصل إلى أسرتهما الصغيرة مولودهما الأول فكان له النصيب الأكبر من اهتمام "نرمين" وتغاضت عن تناول الحشيش الذى هو فى الأساس لم تعتاد عليه وكان لا يمثل سوى دقائق للضحكات وقضاء وقت لطيف ليس إلا.

ولكن زوجها كان العكس تماما فقد تزايد الأمر لديه وأصبح يتناوله يوميا بشراهة، وهو ما كان له تأثير سلبى على حياتهما خاصة فى الأمور المادية، فالجميع يعلم كم المصاريف التى يحتاجها حديثى الولادة ومن البديهى أن يكون لها الأولوية عن باقى المصاريف، ولكن الزوج كانت أولويته شراء الحشيش وهو ما نشب على أثره العديد من المشاكل والصراعات استطاعت أن تمحو الحب فى قلب الطرفين.

كان الزوج يعتمد على قدرة "نرمين" فى تدبير الأمور المادية ولم يهتم بالأمر ولكن مع الوقت تزايدت الأعباء والمسئوليات وتزايدت أيضا طلبات الزوج لشراء الحشيش الذى ارتفع سعره مثله مثل باقى السلع الأخرى، لتجد أن الشئ الوحيد الذى لم يتزايد هو الدخل الشهرى، فبدأت ترفض إعطاء زوجها أموال لشراء الحشيش وهو ما جعله يدخل غرفتها ويبحث عن الأموال فوجد صندوق صغير به لفافات ورقية مكتوب على كل منها دواعى الاستعمال ففتح الأوراق فوجدها فارغة والورقة الوحيدة التى وجد بها أموال كان مكتوب عليها "لبن النونو".

لم يتردد الزوج فى أخذ هذه الأموال دون التفكير فى كيفية التصرف لشراء لبن الطفل، وألقى الورقة أرضا وهو ما لاحظته فيما بعد "نرمين" فبحث فى الصندوق فتأكدت حينها أنه حصل على الأموال فنشب صراع بينهما انتهى بوعد الزوج بأن يرد هذا المبلغ فى غضون ساعات، ولكن مرت الساعات والأيام ولم يرد الزوج أموال لبن الرضيع الذى انتهى مخزون اللبن الخاص به ويحتاج لآخر.

وهنا عجزت "نرمين" عن التفكير فلجأت إلى أهل زوجها فأغلقوا الأبواب فى وجهها ولم يعلقوا على الأمر سوى بـ "حلوا مشاكلكم مع بعض ملناش دعوة بيكم"، فلم تجد أمامها سوى اللجوء إلى محكمة الأسرة لتخلصها من هذا الزوج الذى انكشف وجهه الحقيقى بعد الزواج وخاصة بعد الإنجاب مؤكدة أنه غير مؤهل ليكون أب ويتحمل مسئولية طفل له حقوق الرعاية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة