الأنبا مرقس في السعودية
الجمعة، 30 نوفمبر 2018 05:07 م
زيارة هامة يقوم بها الأنبا مرقس مطران ايباراشية شبرا الخيمة وتوابعها إلى المملكة العربية السعودية، يتفقد خلالها الجالية القبطية حيث سبق وأنه زار السعودية من قبل مرتين كزيارة رعوية، وأعلن قداسة البابا تواضروس أمس في لقاء معه على إحدى القنوات الفضائية، بأن الأنبا مرقس يزور السعودية للمرة الثالثة وجاءت الزيارة عقب زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان للمقر البابوي في مارس الماضي.
وكان من ضمن المستقبلين لولي العهد الأنبا مرقس الذي طرح في الحديث أنه زار المملكة من قبل مرتين، ويرغب في زيارة رعوية أخرى لتفقد أبناء الجالية المصرية القبطية العاملين هناك، وجاءت موعد الزيارة الاثنين الماضي، وكان في استقباله بمطار الملك خالد بالرياض وفد رفيع المستوى من السفارة المصرية بقيادة القنصل العام السفير الدكتور إيهاب عبد الحميد وآخرون من رموز وأبناء الجالية المصرية، وفور وصوله توافد على مقر وجوده أبناء الجالية المصرية، وكنت من ضمن الحضور ودار نقاش بينه وبين أبناء الجالية، وطالب الأنبا مرقس من كل المصريين مساندة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى يستكمل مسيرة التنمية من أجل الأجيال القادمة، وأن السيد الرئيس لديه موروث من المشاكل الضخمة ويجب على الجميع الوقوف خلفه، واستكمل حواره مع الحضور في الإجابة عن الأسئلة الروحية التي وجهت له، وظهر خلالها أنه قامة وقيمة ثقافية وروحية كبيرة، متحرر من موروث التقليد الأعمى يخاطب الروح وليس الحرف، بجانب ثقافته المتعمقة في كثير من المجالات، وفي الأيام التالية أقام الصلوات بحضور أعداد غفيرة من أبناء الجالية وفي حراسة الأمن السعودي.
وجدير بالذكر أن زيارته تواكبت مع زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان لوطنه الثاني مصر، عقب الهجمة الشرسة التي تعرضت لها المملكة، وشخص ولي العهد والمقصود منها عرقلة جهود الأمير عن مسيرة إلاصلاح التي تبناها، واخترق من خلالها موروثات ثقافية واجتماعية راسخة كانت سبب من أسباب التطرف في المنطقة، والذي يخدم مصالح الخارج في إضعاف المنطقة والسيطرة عليها، لكن ولي العهد ولما يمتلكه من شجاعة وقوة وجسارة وثقافة ورؤية متعمقة لاستقراء الدوافع والمسببات، استطاع إن يهدم ذلك الموروث دون مؤامات أو حسابات سياسية مع أي طرف، ما جعله محط هجوم من وسائل إعلام التنظيم الاخواني المتطرف والحركات الإرهابية التي يدعمها الغرب، لكن مساندة الدول العربية وعلي رأسها مصر والشقيقة الإمارات للمملكة في تلك الأزمة، وإعلان القيادة المصرية بوضوح بأن أمن الخليج والمملكة جزء لا يتجزأ من امن مصر، كل ذلك مع قوة وثبات النظام الحاكم في المملكة جعلت المؤامرة تفشل في تركيع المملكة.
وبما أنني متعايش منذ سنوات في الشقيقة المملكة العربية السعودية، أستطيع القول بأن ولي العهد هو الضوء القوي الذي ظهر في نهاية النفق المظلم، وما يفعله سيكون مردودة قوي وايجابي علي كل المنطقة من حركة تنوير وإصلاح .
وبما لولي العهد من صفات وسمات شخصية منفتحة على جميع الثقافات، فجاءت زيارة الأنبا مرقس إلى السعودية كتجسيد حي على المحبة والتسامح وكرم الضيافة الذي تتصف بهم المملكة الشقيقة حكومة وشعب، حيث قام فضيلة الشيخ الدكتور محمد ألعيسي أمين عام رابطة العالم الإسلامي باستقباله وقد تناول اللقاء عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وحضره وفد سفارة جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية.
جدير بالذكر أن الزيارة ستستمر إلى 6 ديسمبر، يستكمل فيها الأنبا مرقس زيارته الرعوية لأبناء الجالية المصرية ولابد أن نشيد بما قامت به السفارة المصرية بمجهود كبير لرعاية تلك الزيارة، حيث يستضيف السفير المصري ناصر حمدي الأنبا مرقس اليوم ومعه عدد من أبناء الجالية المصرية، وأيضا يوم الثلاثاء القادم يستضيفه القنصل العام الدكتور إيهاب عبد الحميد في منزله الخاص ومعه عدد من أبناء الجالية المصرية.
وأخيرا أقول إن مملكة الخير تتعانق مع مصر حضارة الإنسانية، ليكونوا حائط صد منيع ضد أي أطماع خارجية، تسعى للسيطرة على المنطقة وثرواتها.