البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الفساد
الإثنين، 27 أغسطس 2018 12:25 م
انهيار كامل فى منظومة الأخلاق وذلك جزء من انهيار تام فى الفلكلور الثقافى المتوارث، عادات وتقاليد تبددت، وقيم ومبادئ تغيرت، ومنظومة فساد تجذرت وأصبحت ثقافة حياة، كل ذلك لا يجدى معه معالجات قوة الثقافة الناعمة من تعليم وفن وإعلام وتوعية ..الخ، لأن الأمر فاق قوة كل المعالجات.
مجتمع يحتاج قوة وصرامة ليضبط إيقاع أحداثه، وكبح حالة السعار الأخلاقى تحتاج إلى عصا غليظة وكرباج قوى، ليتم إيقاف ذلك الإعصار الجامح الذى أجتاح كل أخلاقيات المصريين، طلبت كثيراً وما زلت أطالب وسوف أطالب، بأن المجتمع المصرى بكل حركاته الاجتماعية يحتاج أن يتم وضعه تحت المحاكم العسكرية الناجزة، وقد كتبت سابقاً أن الفساد ومعه التطرف وبعض سلوكيات المواطنين تحتاج أن توضع تحت قانون الطوارئ والمحاكم العسكرية، لأنه غير ذلك سوف يكون الفساد وكل مشتقاته من سلوكيات وتعاملات حياتية فى البيئة العملية أو الاجتماعية هو الغول الذى سيهدد تماسك المجتمع واستمراره، ناهيك على صعوبة نجاح أى تنمية من أى نوع فى ظل تلك البئية المتشبعة بالفساد.
نعم الثقافة الناعمة ومشتقاتها العلمية والثقافية والإعلامية ضرورة الوجود، لكن يلزم وجود قانون رادع يكبح جماح ثقافة الفساد، ومن ثم تكون البداية من المدرسة فى كل مراحلها بإصدار تشريع قوى يعطى حصانة قانونية وتربوية وأدبية للمعلم ليستطيع ضبط إيقاع السلوكيات داخل العملية التعليمية ومع الموازاة يتم تغير شامل وكامل فى المضمون والشكل لمنهج التعليم بكل المراحل وتخليصه من مخالب التخلف والرجعية والانهزامية، وجعل عمق الحضارة المصرية القديمة بكل شموخها هى المضمون والمكون الرئيسى، بعيداً عن تاريخ الانهزامية والمعلومات الغير علمية التى تساهم فى تشكيل وجدان المواطن الاخلاقى والثقافي، مع ضبط إيقاع الإعلام المرئى والمقروء لكى يساهم فى نشر الوعى الإجتماعى والإخلاقى فى المجتمع.
هناك القوة الناعمة الثقافية المتمثلة فى الفن والمسرح وإعادتهما كما سابق عهدهما، ففى الماضى البعيد كانت نخوة الرجولة تتعامل مع المرأة بكل تقدير واعتزاز واحترام، فالسيدة التى تقطن اى منطقة هى فى حماية شباب ورجال تلك المنطقة فى خروجها ودخولها، وكانت هناك اشتباكات بين أبناء بعض المناطق بسبب تعرض أحد سيداتها لمضايقات من شباب منطقة أخرى، وكان عندما يجد شاب أو رجل سيدة من منطقته تسير فى شوارع فيها بعض الخطورة، يسير خلفها دون إن تدرى لحمايتها حتى تصل منزلها، كل ذلك اختفى تماماً بل أصبح شباب المناطق المختلفة يتعاونون للتحرش بإحدى السيدات، وليس تحرش لفظى فقط ، بل ويصل الأمر إلى أبعد من ذلك عن طريق اللمس أو محاولة الحضن أحياناً، والغريب أصبح ليس هناك من يدافع أو يلوم بل الجميع يشارك أو يستمتع بالمشاهدة ، ذلك الانفلات ليس وليد اللحظة لكن أحد المشتقات الاجتماعية لفساد تم تجنيسه وتوليده واحتضانه منذ عشرات السنوات، ولكن عدم ظهور بشكله القبيح الحالى فى السنوات الماضية كان بسبب القبضة الأمنية من جهاز أمن الدولة الذى كان يسيطر على كل مفاصل المجتمع، مع عدم وجود طرق للمعالجة، وعند أحداث 25 يناير كانت بداية الانفجار على سطح المجتمع، منظومة الأخلاق المصرية فى دائرة الخطر الإجتماعى وتحتاج إلى معالجات متنوعة وسريعة وقوية، وعلى مؤسسات الدولة أن تتحرك بوعى وإدراك لخطورة ذلك الانفلات لان من هنا يبدأ بناء الإنسان كما نادى به سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر شرم الشيخ الاخير.