دول دعم الإرهاب تُنشيء تحالف ثلاثي ضد السعودية.. هذا موقف الدول التي عُرض عليها الانضمام
الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 01:00 مكتبت منة خالد
كثيرة هي المخططات التي تسعى لها وتتزعّمها كلاً من: «إيران وتركيا وقطر» في المنطقة؛ لتكوين جبهة تَحِد من أثر مُقاطعة دول الرباعي: «مصر والسعودية والإمارات والبحرين».. تمضي دول ثلاثي دعم الإرهاب قدمًا في الشرق، باحثة عن حُلفاء جُدد للانضمام إلى تحالف جديد أطلقوا عليه «تحالف السلام»، ويؤكد التحالف على دعم عُملات واقتصاد هذه الدول وتشكيل أمني ضد السعودية بالتحديد، وتوحيد المناهج الدراسية أيضًا.
وبعد التهميش الذي تعرضت له الدوحة عربيًا ودوليًا، تسعى طامحة في تحالفات جديدة تقودها مع دول الجوار نكايةً في دول المُقاطعة من جهة، والبحث عن سلام وهمي وطمأنينة اقتصادية وتوازن سياسي ودبلوماسي من جهة أخرى.. في الغالب تأتي كل هذه المساعي دون التوصل إلى حل يُرضي طموح بن الحمدين. خاصةً بعد كل تلك الزيارات المتبادلة لدول الغرب لترويج أن «الدوحة المظلومة» ضحية تحالفات العرب ضد سياساتها.
الدوحة تدفع ثمن أخطائها
ربما يعترف تنظيم بن حمدين بدفع بلادهم ثمن عزلتهم عربيًا ودوليًا، ولكن داخل أروقة قصورهم، أما فِعلهم فهو الهروب وعدم الاعتراف بأخطائهم تجاه أشقائهم، لذلك بات يلوح في الأفق مسعى جديد لقطر بتشكيل تحالف خماسي يضم كل من إيران وتركيا والعراق وسوريا.
فشلت محاولات دول ثلاثي دعم الإرهاب في ضم حليفين جديدين لها وهما العراق وسوريا، فالأولى رفضت الانضمام إلى دول المجموعة، أما الثانية لم ترد على طلب نظام قطر رسميًا لها أن تنظم لهذا التحالف. فلم يعش تنظيم الخماسي يومًا واحدًا، ليظل ثلاثي يجمع بين تلك الدول ذات الشهوة غير المحدودة في السيطرة على دول الشرق.
لم يرُق لدويلة قطر سماع الجُملة الأكثر ترديدًا في مباحثات حل الأزمة، ألا وهي «الحل في القاهرة والرياض»، لذا ظلت تبحث عن ثِقل عربي تُحافظ من خلاله على وجودها، داخل منظومة القرار العربي، ذلك رغم حصولها على دعم كامل من قِبل تركيا وإيران.
أسباب رفض العراق وسوريا الانضمام إلى تحالف دعم الإرهاب
أيقنت العراق وسوريا مُبكرًا السبب وراء عرض أنقرة والدوحة وطهران مثل هذا الطلب، وبالتحديد عدم الانجراف وراء المُغريات القطرية، التي تسعى إلى لتكوين تحالف خُماسي عربي بمشاركة العراق وسوريا «شكلاً»، وتركيا وإيران «مضمونًا»، خاصةً وأن الدولتين العربيتين في مرحلة تعافي وليس لهما أي تأثير في قرارات عربية بالمنطقة.
هناك أسباب أخرى دفعت سوريا لرفض طلب نظام قطر الرسمي، فالدور السلبي الذي لعبته الأخيرة بدعمها جبهة النصرة، نواة تكوين الجماعات المتطرفة قبل 7 سنوات في سوريا لتبدأ موجة الدمار بها.. وفي الفترات الأخيرة، أدرك بشار الأسد أن لا مصلحة في عزله عن الدول العربية، بل أنه غيّر من لهجته تجاه العواصم العربية، وبات أكثر هدوءًا تجاه عواصم الخليج خاصةً، ظهر ذلك جليًا بعد تصريح مستشارته بثينة شعبان الذي أدلت فيه رغبة سوريا في لم الشمل والتطلع لعلاقات جيدة مع الدول العربية.
في نوفمبر 2011، علّقت قطر عضوية سوريا في الجامعة العربية لتُصدّر مشهد عزلها عربيًا، وتمكنت الدوحة بنفوذها إعطاء مقاعد للمعارضة في قمة الدوحة 26 مارس 2013، جميعها أسباب تدفع سوريا دون تفكير رفض مد يد التحالف معها ومع حلفائها.
ما هي دوافع العراق للرفض رغم استمرار العلاقات العراقية القطرية؟
الأمر يختلف في العراق عن سوريا، فالعلاقات العراقية مع إيران قد يكون لها تداعيات نشوب أزمة جديدة في العراق، إذ رفض سياسيو العراق الرد على مُقترح التحالف القطري الإيراني التركي لما واجهته بلادهم من عواقب وخيمة بعد انحياز حكومة نوري المالكي خلال فترتي ولايته- في 2006-2014 – لإيران.
وهذا ما جعل بلاد الرافدين تحت إمرة ضباط الحرس الثوري الإيراني، يواجهون الظلم والفساد والمحسوبية، فلا يُثبّت أحد في منصب بالدولة إلا إذ جاهر بولائه إلى إيران ورجال المالكي.. حتى غادر الرجل منصب رئيس الوزراء، ومجيء حيدر العبادي الذي تحالف مع المملكة العربية السعودية وساندته الإمارات والأردن للرجوع إلى صداقة الدول العربية.
وفي لمحة تعطي إشارات على تعافي العراق من الهيمنة الإيرانية، وتفردها بصُنع قرارها، قدّم الرئيس العراقي الجديد برهم صالح زيارته للإمارات والكويت والأردن وتأجيل زيارته لإيران.
غواية قطرية واستثمار إيراني في جسد العراق.. هل ينحاز العراق اليوم للجار الإيراني بعد أن ضاق الخناق الاقتصادي والسياسي الأمريكي الدولي عليه؟.
لا شك أن العراق مازال مطمع لإيران، وهدف تراقبه أعين أمريكا رغم الانسحاب، تتمتع دولة العراق اليوم ببرلمان جديد ورئيس حكومة جديد، ورئيس جديد هو السياسي العراقي الكردي برهم صالحن الذي يسعى في استمرار العلاقات مع دول الشرق كلاً على مسافات متساوية، فكانت جولاته الأولى إلى السعودية ومر بإيران ودول خليجية.. فهل ينحاز لجاره الإيراني بعد تضييق الخناق الاقتصادي والسياسي الأمريكي عليه؟.
تداولت أنباء داخل العراق أمس بترويج انضمام العراق لحلف خماسي يضمه وقطر وإيران وسوريا وتركيا، يقوم على المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة بين الدول، لتجد الدولة نفسها في مأزق بعد قرار التعافي من الهيمنة الإيرانية، كيف إذن؟ فهناك حجم استثمار سياسي إيراني ضخم داخل جسد العراق اليوم، تحميه عصابات تابعة لإيران طالت أذرعها السياسية البرلمان، لصُنع نسخة جديدة من «حزب الله» اللبناني الإيراني.
على الرغم من هذا، يُدرك سياسيو العراق محاولات قطر في الولوج للساحة العراقية من باب هذا التحالف الذي يترأسه حمد بن خليفة بالاتفاق مع إخوان الدوحة، لذا رفض تحالف المحور الوطني في العراق -وأغلبه من القوى السُنية - دخول العراق هذا التحالف «المؤذي».
لم يقتصر الأمر هذا فقط، بل دعت القوى الوطنية العراقية حكومتهم في التركيز على الداخل، وعلى التنمية وتجويد الخدمات العامة من مياه، وكهرباء، وصحة، وتعليم، والبعد عن سياسات ومكائد إيران وقطر الإخوانية.