لماذا أغفل صندوق النقد الدولي آثار الأزمة الاقتصادية فى قطر على معدلات النمو؟
الإثنين، 19 نوفمبر 2018 06:00 مكتب: مدحت عادل
أثار إعلان صندوق النقد الدولي تقريره عن زيارة بعثته لإمارة قطر الأسبوع الماضى، مجموعة من التساؤلات، خاصة أنه أغفل أو تغافل عن رصد آثار الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها الإمارة الخليجية فى أعقاب إعلان الرباعى العربى "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" قبل عام مقاطعتهم لقطر بسبب دعمها للإرهاب فى المنطقة.
الصندوق أختصر مهمته فى قطر على رصد توقعات النمو للعام المقبل، ومتوسط معدل النمو المتوقع على المدى المتوسط من 2019 وحتى 2023، دون الإشارة حتى إلى الأزمة الحالية، وإمكانية امتدادها وتأثيرها المستقبلى، حتى حينما أشار إلى أن من أسباب النمو المتوقع هو دعم صادرات قطر من الغاز واستضافتها مونديال 2022، لم ينتبه واضعو التقرير للأزمة المثارة حالياً بشأن الرشاوى التى قدمتها قطر لمسئولى "فيفا" للتصويت لصالح ملفها لاستضافة كأس العالم، وهى الواقعة محل التحقيقات الجارية حالياً، والتى تهدد إقامة المونديال فى قطر، وإعلان بريطانيا استعدادها لاستضافته.
كما تجاهل التقرير كذلك حجم الفساد المستشرى فى قطر، خاصة من جانب الأسرة الحاكمة"آل ثان"، وسيطرة تميم بن حمد ورجاله على صندوق قطر السيادى، وتوجيه غالبية أمواله لتمويل تنظيمات إرهابية فى المنطقة، وهو الأمر الثابت من خلال التقارير الدولية.
وأغفل التقرير عن عمد، مجموعة من المؤشرات التى كان يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تقييم حقيقة الوضع الاقتصادي القطري بعد قرار الرباعي العربي، ومن أهمها تصنيفات الوكالات الدولية مثل "موديز" التي خفضت تصنيف كل من البنك التجاري القطري وبنك الدوحة، مدفوعة بمعدلات تراجع ودائع العملاء غير المقيمين والتي انخفضت بنسبة كبيرة بلغت 24% منذ بداية المقاطعة، ترتب عليها فقدان المصارف القطرية نسبة 40% من التمويلات الأجنبية، وفق صندوق النقد الدولي، فضلا عن تراجع الاحتياطات الأجنبية للمصرف المركزي بنسبة 17%.
وأدت مؤشرات تراجع الثقة في الاقتصاد القطري إلي موجة تراجع لأرباح الشركات القطرية، حيث تراجعت الأرباح الصافية لشركة الاتصالات أوريدو بنسبة 60% في الربع الثاني من العام الجاري، وبلغت خسائر بنك قطر الأول نسبة 461% لتصل إلى 354 مليون ريال، بالإضافة إلي ارتفاع الخسائر الصافية لشركة السلام العالمية للاستثمار القطرية بنسبة 73% في الربع الثاني من عام 2018 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.