أمراض الدوحة تضرب عمال نيبال.. فضيحة دولية ترتكبها قطر في حق العمالة الوافدة
الأحد، 18 نوفمبر 2018 03:00 م
يستحوذ ملف العمالة الأجنبية في قطر على اهتمام العديد من الصُحف الغربية، خاصةً وهو أحد أبرز الملفات التي كشفت مساوئ تنظيم الحمدين، والجرائم غير الإنسانية التي يتركبها النظام القطري ضد العاملين الأجانب، وهو ما يرتبط بملف استضافة قطر مونديال 2022، إذ كشفت تقارير حقوقية في وقتِ سابق من الشهر الماضي عن المُعاملة غير الإنسانية التي يواجهها العُمال الأجانب الذين يعملون في انشاءات الملاعب، والتي أدت إلى وفاة بعضهم، بسبب انتهاكات تنظيم الحمدين ضد العمالة الأجنبية.
وكشفت صحيفة «ذا هيمالايان تايمز» النيبالية، سلسلة الانتهاكات التي يرتكبها تنظيم الحمدين ضد عُمال نيبال، وفضحت الصحيفة النيبالية في نُسختها الإنجليزية الأوضاع الكارثية لعمال نيبال في الدوحة من إصابتهم بأمراض الإيبولا و انفلونزاالطيور وبعض الفيروسات الخطيرة بعدما تعمّد نظام تميم تعريضهم لظروف عمل غير إنسانية.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، ذكرت الصحيفة أن الحكومة النيبالية بدأت بإعادة النظر في الاتفاقية بين كاتماندو والدوحة، وأوضحت أن الاتفاقية - التي تعود إلى 13 عامًا - يتم بموجبها إرسال عشرات الآلاف من العمال إلى قطر، وسيتم النظر فيها من جديد بعد تزايد الشكاوى التي يتقدم بها العمال النيباليون في قطر.
العمال النيباليون يعودون من قطر بأمراض معدية
لم يتوقف الأمر عن وفاة بعض العمُال في الدوحة جراء تلك الإنتهاكات، بل أصبح الأمر كارثيًا بعد تفشَي الأمراض المُعدية من الإيبولا وانفلونزاالطيور، هذا ما كشفته "ذا هيمالايان تايمز" النيبالية بأن النيباليين أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض المعدية المستوردة، حيث إن العديد من البلدان مثل قطر، التي يعمل بها النيباليون كعمال مهاجرين، أبلغوا عن زيادة حالات الإصابة بأمراض مثل زيكا وإيبولا وأنواع أخرى من الإنفلونزا.
وأوضحت الصحيفة النيبالية أن دول مثل الهند وماليزيا وقطر، حيثُ يعمل الآلاف من النيباليين، قد أبلغوا عن تفشّي أمراض معدية مختلفة، ما يعني أن النيباليين العائدين إلى بلادهم يمكن أن يكونوا مُحملين بهذه الأمراض، ما يؤدي إلى تفشيها في نيبال وهو أمر كارثي.
وأشارت الصحيفة إلى أن النيباليين العاملين في قطر يعودون إلى بلادهم محملين بإنفلونزا إتش 7 إن 1، وهو فيروس شديد العدوى ينتشر في مزارع الدواجن والديك الرومي، مسببًا خسائر مالية فادحة. وكشفت الصحيفة عما يزيد حجم الفاجعة، ألا هو عدم توفر معامل وأدوات اختبار متطورة في نيبال للكشف عن هذه الأمراض. ويعاني العمال النيباليون الأمرين في دوحة العبودية، حيث يشكلون غالبية ضحايا نمط العمل بالسخرة السائد في مختلف القطاعات الخدمية بقطر، وذلك وسط بيئة عمل غير آمنة أو صحية.
دوحة العبودية تتسول العمالة
يبدو أن سُمعة قطر السيئة في ملف العمال يضعها في مأزق، حيثُ بدأت العمالة الأجنبية في العزوف عن دويلة العبودية مُتوجهة لدول أخرى، وبالتالي يُهدد نقص الأيدي العاملة إلى توقف مشروعات كاس العالم المُتعثرة، ما جعل تميم يتوجه إلى البحث عن وِجهات جديدة لجلب العُمال، فاستقطب دولاً فقيرة في آسيا وأفريقيا لاستعباد مُواطنيها، المسؤولون القطريون طلبوا 100 ألف عامل من باكستان، وتعهدوا بإنشاء مراكز تأشيرات لتسريع إجراءات تصدريهم، فعرضوا تنظيم ورش عمل بكراتشي لجلب العُمال بلا جدوى.
تميم وقّع إتفاقية لاستقدام مئات من الغانيين للعمل بالدوحة، وربط آكرا اقتصاديًا بـ 5 إتفاقيات استثمارية وتنموية، يسعى لإستغلالهم لسد العجز بمشروعات المونديال، كل هذه الإجراءات ما هي إلا خطوات فاشلة تنم عن وضع دويلة الحمدين المترهل.
إجرام قطري في ملف العمالة الأجنبية
كشفت صحف عالمية كارثة جديدة بشأن ملف العُمال في الدوحة، وهو أن العمال يتعرضون إلى نقص مُعدات الحجر الصحي وهو ما يُنذر بإنتشار العدوى بالداخل، كما أن تزايد حجم الكارثة يأتي من بيئة العمل، والإقامة المُتدنية بالدوحة لتكون هي المُسبب الأكبر للظاهرة.. بخلاف أن مُخيمات العمال تفتقد خدمات المياه والصرف والكهرباء، وإنتشار القمامة حوّلها أرضًا خصبة للذباب والحشرات.
أما بشأن السكن الجماعي، فيكتظّ بالمُقيمين في غياب عوامل التهوية والتنظيف، أيضًا العمل لساعات طويلة في درجات حرارة مُرتفعة فاقم من سوء الأوضاع، لذا ذكرت تقارير رقمية أعدها موقع تسريبات قطر عن أن الدوحة تُسجل مستويات استثنائية من الوفيات في العمل.