بعد اختفاء حصة وكراسة الخط العربى.. هل يعود زمان «حسّن خطّك» للقضاء على «نبش الفراخ»؟
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 03:00 م
دخلت مرحلة تردى وتراجع الكتابة باللغة العربية والخط العربى إلى مرحلة لا يمكن السكوت عليه، بعد أن سيطرت عملية «نبش الفراخ» فى الكتابة ــ كما يسميها المثقفونــ على كل مناحى الحياة فى مصر، بداية من مراحل التعليم المختلفة مروراً بالمصالح الحكومية، من وزارات وهيئات ومؤسسات، ومنها المحاكم والصحف والفضائيات ولدى الأطباء و الصيادلة إلخ إلخ.
هذا الوضع المأساوى للكتابة بلغة الضاد في بلادها، لم نصل إليه فجأة بل جاء نتيجة طبيعية وتراكمية لعدد من الأسباب والمعوقات، طوال سنوات الربع قرن الأخير بداية من التسعينات وربما قبلها بقليل، وقد بلغت أزمة الكتابة باللغة والخط العربى ذروتها بوصول وزراء لمواقع المسئولية وهم لايجيدون الكتابة بل ويقعون فى أخطاء إملائية، بعد أن اختفت كراسة وحصة الخط العربى والتى كانت اللبنة الأولى ومعها الكتاتيب فى تعليم واتقان الكتابة بخط جيد وجميل.
عبارة «حسّن خطّك»
ملاحظ و«عرضحالجى»
الفنان مسعد خضير البورسعيدي نقيب الخطاطين
الذكريات الجميلة مع الخط العربي، لم تعد، لكن كيف تعود؟، نقيب وشيخ الخطاطين المصريين خضير البورسعيدى، قال في كلمات بسيطة على طريقة «وكل لبيبٍ بالإشارة يفهمِ»: «فى عام 2006 كان لدينا 12 ألف طالب يلتحقون بمدارس الخطوط على مستوى الجمهورية، لكن مع تراجع اهتمام وزارة التربية والتعليم بها، تراجع هذا العدد كثيرًا، علاوة على تراجع أعداد مدارس الخط العربي من 340 مدرسة إلى 40 مدرسة خط».
العودة للكتاتيب
«لا أعتقد أن هناك كاتبا أو شاعرا أو مفكرا مرموقا لم يلتحق بالكُتّاب، وهناك أمثلة كثيرة مثل طه حسين والعقاد والرافعى وغيرهم ممن سبقوهم أو لحقوا بهم».. بهذه الكلمات تحدّث الإعلامى محمد عبد الرحمن بخبرته الطويلة فى الكتاتيب وإعلام الأزهر والفضائيات، مضيفًا: لقد كان الكُتّاب ومازال هو المدرسة الأولى لتعليم وتحفيظ الأطفال القرآن الكريم وتدريبهم على مهارات الخط والكتابة، وقد كان للكُتّاب أدواته التى تطورت بتطور الزمان مرورا باللوح الخشبى ثم اللوح المعدنى وصولا إلى الكراسة العادية.
وتابع: «كان سيدنا أو مُحفظ القرآن الكريم شخصية حازمة لكن تأثيره على الأطفال ممن يتعلمون على يديه تختلف من مُعلم إلى آخر حسب الشخصية، وقد يظن البعض أن دور الكتاب مقصور على تحفيظ القرآن الكريم فحسب، ولكن من المهم التأكيد أيضا على دوره التربوى والاجتماعى للأطفال، فالكُتّاب وسيلة للتفاعل الاجتماعى بين الطفل وأقرانه، يكتسب منهم ثروته وحصيلته اللغوية وسلوكه الاجتماعى، كما أن للكُتّاب دور لايمكن إنكاره فى تعليم مبادئ الدين الإسلامى خاصة الصلاة».
وانتهى إلى أن الكُتّاب كذلك من الوسائل المهمة لتأهيل الطلاب على القراءة والكتابة قبل التحاقهم بالمدرسة، وعندما بدأ يختفى الكُتّاب بمفهومه القديم تدريجيا، شاهدنا للأسف تلاميذ فى المرحلة الإعدادية لايجيدون القراءة ولا الكتابة مما يؤكد على أن الكُتّاب دوره مكمل للعملية التعليمية، لكن مما يبعث على الأمل أن الكتاتيب عادت فى ثوب جديد فى أشكال أكثر تطورا من خلال طريقة نور البيان وغيرها، التى أفرزت أطفالا يجيدون مهارات القراءة والكتابة فى عمر الأربع والخمس سنوات.
الإعلامى محمد عبد الرحمن عويس