بعد رعايته لها.. هل يخشى أردوغان غزو اللغة العربية؟ (فيديو)
الثلاثاء، 03 يوليو 2018 08:00 ص
يبدو أن نتائج الإنتخابات التركية على المستويين الرئاسية والبرلمانية، ستفاجئنا بسياسات وتوجهات مغايرة عما سبق خلال السنوات الأخيرة الماضية.
القيادة التركية اهتمت منذ عام 2010 بإحياء اللغة العربية وضرورة تداولها بتركيا إلى جانب اللغتين اللتركية والإنجليزية، مع التأكيد بحسب التحليلات والاتصريحات التي صدرت في وسائل إعلام تركية وغيرها على مدار السنوات الماضية، أنها خطوة هامة لإحياء الثقافة والتراث، وبالفعل أصدر الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان قرارًا بالتحرك لتدشين جامعات تهتم باللغة العربية وتدريسها، إلى جانب تدريسها بعدد من جامعات تركيا.
ولكن في خطوة مغايرة وبعثت على الدهشة تداول عدد من المغردين الخليجيين عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر مقطع فيديو يفيد بإزالة لافتات بعض من المحلات التجارية كان مكتوب عليها باللغة العربية، في منطقة إسينيورت، بحجة أن قانون البلديات التركي يمنع ذلك الأمر، مشددًا على أن 75% من الكلمات على اللافتات التجارية يجب أن يكون مكتوبًا باللغة التركية وبأحرف لاتينية، فيما أشار موقع «سكاى نيوز» عربية نقلًا عن الموقع الخاص بمركز «ستوكهولم للحريات» أن ذلك القانون لا يتم تطبيقه إلا بحسب أهواء رؤوساء البلديات التركية، وأكد على ذلك الأمر المحلل السياسي التركي المعارض، كامل جودت.
وأشار في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن أغلب تلك اللافتات تعود إلى سوريين ممن لجأوا إلى تركيا، وقاموا فتح محلاتهم هناك، دون مراعاة ذلك القانون.
ويرى الباحث المتخصص في الشأن التركي، محمد حامد أن ما قامت به البلدية التركية من إزالة اللافتات ذات اللغة العربية، يأتي نتيجة تخوفات تركية من طمث الهوية التركية، ومحاولة للحفاظ عليها، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «لقد حدث مثل ذلك الأمر سابقًا، في ظل أن الجاليات العربية اصبحت كبيرة هناك، إلى جانب استثماراتها الضخمة، إلى جانب إزدياد عدد السوريين بتركيا، ما تسبب في إرتفاع نسبة استخدام اللغة العربية».
وأضاف «تركيا تحاول الحفاظ على هويتها وتراثها في الأماكن السياحية بالذات وخاصة أن الأتراك متمسكون بلغتهم وهويتهم ولا يجيدون اللغة العربية».
وربما يضع ذلك الأمر الرئيس التركي في ورطة فقد أصبح غير قادر على الإمساك بزمام الأمور، فهل يرضي شعبه أم أحلامه بحلم الخلافة الذي تساعده فيه قطر الحمدين وإيران الخميني؛ فهو يعمل الآن على تنفيذ القوانين التركية، على الرغم من أنه في أحد الفعاليات الثقافية في ديسمبر 2014، استنكر تراجع الاهتمام بالعربية وعدم قدرة الأتراك على قراءة وكتابة العربية والعثمانية، قائلًا: «ليس هناك أمة في العالم لا يمكنها قراءة شواهد قبور أجدادها».
بالإضافة إلى التعاون القطري التركي في إنشاء جامعة عربية كبيرة، يديرها عدد من كبار الشخصيات والعناصر الإخوانية، حيث الجامعة العالمية للتجديد، وغيرها من المشاريع التعليمية والثقافية.
ليبقى التساؤل عن ماهيات السياسات والإستراتيجيات الأردوغانية المتناقضة بين رغباته المتوافقة مع حلفاءة وما يدفع به نظامه للقيام به في محاولة لإرضاء شعبه !!