غليان وتهميش في البصرة.. هكذًا يهدد الجنوب الوحدة العراقية
الإثنين، 12 نوفمبر 2018 08:00 ص
بينما تركز العراق على إعادة إعمار الشمال العراقي وذلك بعد الانتصارات التي تحققت على تنظيم داعش الإرهابي، خلال الفترة الأخيرة، واستعادة الحكومة العراقية الأراضي التي سيطر عليها التنظيم طيلة العامين الماضين، يواجه الجنوب حالة من التجاهل والفقر، الأمر الذي أدى إلى زيادة الغضب الشعبي تجاه الحكومة.
وشهدت مدينة البصرة خلال السبت الماضي احتجاجات عنيفة جنوب العراق، أدت إلى تسليط الضوء على معاناة العراقيين، فيما يعرف بالعاصمة الاقتصادية للعراق، حيث تقول مجلة فورن بوليسي الأمريكية أن البصرة التي لديها احتياطات نفط هائلة تمر بأوضاع إنسانية سيئة وصعبة.
البصرة، والتي تعد ثانى أكبر مدينة فى العراق، شهدت الكثير من الاحتجاجات في الفترة الأخيرة، فلم تعد الأزمة الحالية والاقتصادية بها تطوراً حديثاً، فهى تنبع من سنوات من عدم الاهتمام من جانب المجتمع الدولى والحكومة العراقية.
احتجاجات البصرة
ورغم الانتصارات التي قادها الجيش العراقي، على التنظيمات الإرهابية في الشمال، فاقم تركيز الحكومة على هزيمة داعش من الاضطرابات المدنية في الجنوب حيث كان يسيطر على الموصل، والتوزيع غير المتكافئ للموارد، مما يجعل الوضع الحالى متوقعًا وكان بالإمكان منعه.، وتقول المجلةإن قنوات البصرة القديمة المتعرجة فى مدينة كانت تعرف سابقا باسم فينيسيا الشرق الأوسط، أصبحت الآن مجارى مفتوحة.
وقالت مجلة فورن بوليسي أن الأوضاع المعيشية السيئة فى البصرة تشكل خطرا أمنيا واحتمالات لعودة العنف بقوة، مما يهدد الاستقرار فى العراق، فمستويات الفقر الآخذة فى الارتفاع، ثثير القلق بشكل خاص لدى الجنوبيين، بعد عودتهم من القتال لدحر داعش، حيث أصبحوا الآن معدمين.
كما تشير المجلة إلى الخوف من أن تؤدى الأخطاء المتكررة فى جنوب العراق إلى زيادة الاعتماد على إيران مع استمرار دعوات الاستقلال فى البصرة، حيث أكدت المجلة أن الحرمان الذى تفرضه الحكومة العراقية الحالية على المواطنين فى البصرة أدى لتفاقم التهميش لهذه المنطقة.
وأدى الفشل المتكرر لبغداد منذ عام 2003 فى الحفاظ على الخدمات العامة في الجنوب، مثل الرعاية الصحية وفرص العمل والوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحى، في زيادة الطلب على اللامركزية والسعى لقدر أكبر من الحكم الذاتي عندما يتعلق الأمر بالإنفاق العام، الأمر الذي دفع البعض إلى التحرك نحو اللامركزية غير الفعالة، ورفع علم البصرة مستقلة خلال الاحتجاج وهو أمر رفضته كافة الأحزاب السياسية في العراق ولكن طالبت بمزيد من الاهتمام بالجنوب.