رسائل من قلب منتدى شباب العالم للمجتمع الدولي
الأربعاء، 07 نوفمبر 2018 12:16 م
رغم أن النسخة الثانية من منتدى شباب العالم لم تكن سياسية أو مجتمعية فقط، واحتوت على فقرات فنية وإبداعية، كانت الفرصة متاحة ومشروعة للقيادة المصرية لإرسال بعض من الرسائل للمجتمع الدولي من خلال الضيوف الأجانب.
كانت أولى الرسائل التي حرص الرئيس على إيصالها للمجتمع الدولي، هو حثّ المجتمع الدولي على الاعتراف الصريح بالجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش، والإرهاب بصفة عامة، في حق البشرية. فالأمم المتحدة منذ فترة بسيطة لم تُمرّر مشروعًا تقدمت به روسيا لتشكيل جبهة لمحاربة الإرهاب، ناهيك عن دول عظمى مثل ألمانيا، إذ يزداد يومًا بعد يوم عدد المُقيمين بها من تيارات الإسلام السياسي المُتشدِّدة، فالحريات في العالم الغربي قدر ما تُعطي الديمقراطية وحلم الحرية، تمنح بعض هذه العناصر حريات لا يستحقونها.
وجاءت الرسالة الثانية عن الجيش المصري الواحد الوطني، الذي لا يُعاني مشكلات طائفية كالتي أودت بجيوش بعض من الدول الشقيقة، مثل سوريا والعراق، بسبب اختلاف الطوائف والشقاق بين الدروز والعلويين على سبيل المثال، مؤكدًا للعالم أن جيش مصر ملك لكل المصريين، ومن أقوى جيوش العالم، ولا يوجد بين صفوفه أي شقاق طائفي أو ديني.
وجاءت الرسالة الثالثة للاعتزاز بالأكاديمية الوطنية للشباب، التي أكد فيها الرئيس عدم استعانته بأيّة خبرات أجنبية لإدارتها، كما أكد أهميتها في إفراز الكفاءات في مختلف المناحي. أما الرسالة الرابعة فجاءت في جلسة إعادة الإعمار بعد النزاعات والحروب، وأكدت القيادة المصرية فيها للعالم أن من الأفضل لنا أن نواجه بعض الأزمات البسيطة اليوم، بدلا من تفكيك الدول، كما حدث لأمثلة كثيرة، فالأزمات البسيطة من الممكن حلّها واحتواؤها داخل الدولة، أما تفكيك الدولة وتدميرها فلا يمكن حلّه إلا بمليارات الدولارات التي تستجديها الدول من الخارج.
أما عن الرسالة الخامسة فجاءت في الجلسة الختامية، باستقبال الرئيس السوداني عمر البشير، وسبقت ذلك تصريحات رئاسية عن الاهتمام بالقرن الإفريقي كله، ومساعدة الأشقاء في إثيوبيا، لكن ليس على حساب الصالح المصري. كل ذلك لنؤكد للمجتمع الدولي التماسك بين دول الجوار، وعدم وجود أيّة مشكلات في العلاقات المصرية السودانية الإثيوبية، فالثغرات أو الخلافات بين دول الجوار مناطق جاذبة للتدخل الأجنبي، الذي يُقلّل بالتبعية من سيادة الدولة ورصانتها ودورها الريادي الإقليمي والعالمي.
إن استضافة أجناس مختلفة من الفئات العمرية المختلفة والمؤثرة في مجتمعاتهم ما هو إلا من آداب الضيافة المصرية، وطريقة من الطرق لجذب السياحة، وذكاء دبلوماسي معهود لإيصال رسالة حية للمجتمع الدولي.