احذروا أ..ب ..داعش !
الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 01:38 م
مقولة دائمًا ما تتردد على مسامع الزمان: "التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر" ، ويبدو أن داعش وجدت أنه من الأيسر تشكيل العقول وإعداد الوعى فى سن صغيرة فضلا عن تجنيده وغسل العقول التى شُكلت فى الكبر.
من المعهود على نشر إيديولوجية الإرهاب أن تنتشر أما بالفكر أو السلاح، فالأرض التى تٌباد بالسلاح والمعارضة –الغير وطنية- المسلحة مثل سوريا الشقيق فلا داعى لاستخدام السلاح الفكرى المتقدم، لذا تتصدر مصر المشهد من حيث خطورة تسلل الفكر الداعشى، خاصة للأطفال، فمصر كانت عصية على الإرهاب المسلح، لذا لن يجد الإرهاب مدخلا سوى متسللا متخفيًا متشحًا بالخسة من خلال التعليم.
فلا أتصور أن طفلا ما فى الإعلام أو المدرسة أو وسط عائلته يقف يخطب أو يتحدث فى قضايا مجتمعية معقدة!.. بالطبع لن تكون كلماته بل كلمات قد أٌمُليت عليه من معلم أو شخص أكبر مشكوك فى أمره، فهذه هى العلامة الأولى المقلقة لأن سيكولوجية الطفل الطبيعى بسيطة، من الممكن أن يبتكر شيئًا أو يبدع فى عمل ما يظهر ذكائه، لكن يخطب وينصح ويصحح سلوكًا مجتمعيًا ! مستحيل!.. فهو شئ غير باعث للانبهار أو الادعاء بأنه يتفوق على قدرات تفكير من فى عمره بل هى علامة أن عقل ذلك الطفل البرئ قد تم تجنيده وتطويعه ليصير متحدثُا رسميًا لمناهج داعشية قاتلين البراءة بداخله.
أما عن الفصل الأساسى فى منهج داعش التعليمى الذى قد يٌدس بداخل أى حصة مدرسية أو حتى محاضرة جامعية هو الأنثى والتحرش، وهنا حدث ولا حرج، فعندما تجد الطالب فى المراحل العمرية التى تقترب من المراهقة أو فى الجامعة سواء كان ذكرًا أو أنثى، يكرر كلمات وجمل تدين وتلقى باللوم على أى ضحية تحرش فى المطلق بسبب أسلوبها أو ثيابها، فاعلم أن هذه هى من أصول المنهج الداعشى الذى يستقطع جزءًا أو حتى كل الوقت فى الحصة أو المحاضرة ليفرض ذلك الرأى دون تفكير، فالإنسان بطبيعته ينحاز للضحية فى كل الجرائم خاصة الأنثى فى جرائم التحرش، لأنها تتخيل نفسها مكان الضحية فتدافع بكل ما أوتيت من قوة معنوية ضد أى متحرش فى مثل تلك القضايا، وما عكس ذلك هو تطويع لطبيعة البشر لصالح هدف داعش فى اغتيال صورة الأنثى فى عقول الشباب والأطفال ليهدم بذلك نصف المجتمع.
أما عن زرع العداء الشديد تجاه العالم الغربى فهو ليس تدينًا منهم، لكنه هو خطة النهج الداعشى لتغميم العقول عن أى انفتاح لاى مجتمع متقدم، فإن كان التطلع لمظاهر التقدم فى الغرب بهذه الحرمانية فلماذا تتعاون داعش مع عناصر أجنبية، لماذا تتاجر معهم فى البترول ولماذا تشترى السلاح منهم؟.
ستظل مصر عصية أى تسلل إرهابى سواء كان ملموسًا أو فكرًا، لكن علينا توخى كل الحذر لأن التسلل الفكرى لن يكون بهذا الوضوح، بل سيٌدس بين الأفكار والمناهج الصحيحة أملا فى الإضرار بالمجتمع المصرى الذى لن يٌهزم.