أخر أوراق الخريف العربى !
الخميس، 01 نوفمبر 2018 10:00 ص
بدأ اعصار الربيع العربى فى 2011م غربًا متجهًا الى شرق الوطن العربى ، فأصاب دول بالتغير ودمر دول أخرى ولكن ظلت مصر هى صمام الأمان فى وسط الخريطة ، وكأن ذلك الاعصار اللعين مثل " الدومينو" الذى اذا ما سقطت دولة سقطت الأخرى ولكن صمود مصر أمام تلك السحابة حال دون سقوط دول أخرى ، فسقوط أى دولة عربية اليوم لن يكن فى صالح مصر على الاطلاق حتى لا تعود سحابة الربيع العربى تسقط الدول العربية بركلة واحدة لقطعة من قطع الدومينو.
فعاهدتنا سياسة مصر الدبلوماسية بعدم التدخل فى شئون الغير الا بالخير ، فنرى الدبلوماسية المصرية اليوم تتجه بشكل عامودى وأفقى ؛ فجاء لقاء السيد الرئيس – مؤخرًا - بوزير خارجية لبنان "جبران باسيل" ليبرهن على ذلك التعاون الافقى والحث على تشكيل الحكومة اللبنانية سريعًا برئاسة سعد الحريرى والذى يضمن عدم سقوط لبنان فى يد أى عناصر متطرفة والتى تهدد حدود لبنان المشتركة مع سوريا كما تهددها الصراعات بين الطوائف الدرزية للحصول على الحقب الوزارية فى الحكومة الجديدة .
أما عن التوسع والتعاون العامودى فجاءت مصر توطد علاقتها وتجر وراءها كل قطار القرن الافريقى بدول الغرب مثل القمة الروسية المصرية فى سوتشى والقمة المصرية الألمانية فى برلين مؤخرًا حيث أكد الرئيس دور مصر الاقليمى فى افريقيا .
ولكن دائمًا ما تكون توقعات المواطن أكبر وبعيدة عن الواقع ، دائمًا لا يحدث ذلك الوفاق المرجو بين توقعات الفرد وتوقعات الدولة ، وهى كارثة أى علاقة بشرية على وجه الأرض الا وهى عدم التوازن أو التلاقى بين توقعات الطرفين ، فدائمًا المواطن يفرز توقعاته حسب افقه ، أما توقعات الدولة فلديها آفاق مختلفة ومتسعة بل ومتغيرة كل يوم .
أن مصر ابان المدعو " الربيع العربى" كانت مثل العربة التى تنحدر من أعلى الجبل بين الصخور المتساقطة ولكنها قبل الهاوية بخطوات قليلة توقفت ولكى تصعد لمكانتها مرة أخرى كان عليها أن تتكبد عناء الصعود ضد الجاذبية الى قمة الجبل مرة أخرى وتخوض مشاق الصخور الواعرة ، لذا من الطبيعى أن نصطدم بمشاكل بل هى علامة صحية وتعنى أننا فى مرحلة الصعود ! من الطبيعى أن يحدث أزمات فى سلعة مثل أزمة البطاطس الأخيرة أو فى مؤسسة أو فى سلوك أو فى قضية رأى عام ولكن هيهات لنا أن نتخلى عن أحلامنا وتوقعاتنا الوردية الغير موضوعية التى تخيلت أنه بين ليلة وضحاها سيتحول الصخر المتساقط على رءوسنا الى ورود !
مهما حل بنا من أزمات فرادى ولكن علينا أن نوقن أن ذلك هو ثمن الصعود مرة أخرى الى المكانة التى تستحقها مصر ، وأن مصر اليوم هى صمام الأمن الاقليمى والدولى لأى تهديد أخر ،
فرغم المحن أعشقك ياوطنى ..