اسأل قبل أن تحكم.. لماذا ننصب أنفسنا قضاة على الآخرين؟

الخميس، 01 نوفمبر 2018 08:00 م
اسأل قبل أن تحكم.. لماذا ننصب أنفسنا قضاة على الآخرين؟
الحكم على الآخرين
كتب مايكل فارس

يرى البعض أنهم حكام وظيفتهم هى الحكم على الآخرين وتقييم سلوكهم وتصرفاتهم، وكأنهم خلقوا من أجل هذا الغرض، إلا أن الحكم على الآخرين أصبح ظاهرة سلبية فى المجتمعات كافة، لذا بدأ علم النفس وضعه فى الحسبان ومحاولة فهم دوافه الأساسية لدى الإنسان.

 هناك تناقض كبير بين حكم الإنسان على نفسه وحكمه على الآخرين، بحسب أستاذ العلوم الإنسانية بجامعة ستانفورد بأمريكا لي ديفيد روس، الذى أكد أن الإنسان يميل للدفاع عن نفسه في أي موقف ويختلق التبريرات للحصول على البراءة، فحين يفشل في الامتحان مثلاً يقول لنفسه الظروف منعتني من المذاكرةـ  الامتحان صعب أو الوقت قصير أو أو أي سبب آخر خارج عن إرادته، أما في حالة حكم الإنسان على غيره، يكون الحكم في الغالب في الشخص نفسه، فالطالب الراسب في الامتحان فشل بسبب كسله أو إهماله أو تأخره في المذاكرة والاستعداد.

اقرأ أيضا: ستكون أنت المتحكم به.. كيف تتعامل مع الشخص المتسلط؟

الحكم المتناقض الذي يقع فيه الإنسان، أطلق عليه الدكتور روس اسم "خطأ الإسناد الأساسي"،  بمعنى أننا في الأغلب نحكم لأنفسنا على أساس العوامل الخارجية التي ليس لنا ذنب فيها، ولكن بالنسبة للآخرين فنحكم على أساس العوامل الداخلية التي سببها الآخرين لأنفسهم، وللأسف فإن حكمنا المتسرع على الآخرين يأتي ظالمًا أو معاكسًا للحقيقة في الأغلب.

وتعددت أسباب التناقض التى يقع فيها الإنسان لتبرئه نفسه والحكم على الآخرين، وبحسب دراسات أستاذ علم النفس الأمريكي "ميلفن ليرنر" فإن  بعضنا يعتقد بشكل قاطع أن الحياة عادلة، وهكذا فالآخرين يستحقون ما يحدث لهم مهما كان مؤذيًا، فيما تأتى هناك عقبة أكبر وهى "عقدة النقص"، التى تجعل الإنسان راغبا بأن يكون عالما ببواطن الأمور أمام نفسه والآخرين، وبسبب هذه العقده  يسعى الإنسان إلى تعويض النقص حتى لو اختلق القصص الوهمية وحكم على الناس بعشوائية.

إن الحكم السريع على الآخرين قد يكون ظالمًا، ويجعل الإنسان يتعامل مع غيره كمذنب رغم أنه بريء، أما لو أعلنت حكمك على الملأ فقد تسبب المشاكل لهذا الشخص وتسوء سمعته بدون وجه حق، خاصة إن لم يطلب منك أحد الحكم أصلاً، بل يتجاوز الأمر حكمنا على الأشخاص إلى الحكم على شعوب وأجناس بأكملها، وفئات مطحونة في المجتمع، فلا نلمتس لها العذر ونعتبرهم في مرتبة أقل، بدون أن نضع الظروف المجتمعية وأوضاعهم فى الحسبان، فلا نقبل منهم توبة أو اعتذار، وبنفس الطريقة، قد نعكس العملية لنعتبر أن نجاحات الآخرين ليست حقيقية، وإنما حصلوا عليها بسبب الحظ أو الواسطة، ففي الحالتين كان حكمنا خاطئًا واتهمنا الناجح والفاشل زورًا.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق