مفوضة الاتحاد الأفريقي : السلامة للجميع على الطرق في أفريقيا في مقدمة أولويات قطاع النقل في الاتحاد

 

 

أكدت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي ، أن الاتحاد الأفريقي يعمل عن كثب مع الدول الأفريقية و العديد من الشركاء  لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للسلامة على الطرق و لتحقيق الرؤية 2063 للاتحاد الأفريقي - أفريقيا التي نريدها، مع طموح الازدهار المشترك ورفاهية الجميع.

 

وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد الي أن حوادث الطرق في أفريقيا هي الأعلى في العالم و هي في مقدمة مسببات الوفيات المبكرة في القارة فضلا عن اصابات بالغة لسكان القارة.

 

 

 

و في كلمتها الإفتتاحية أمام المؤتمر العالمي للسلامة الطرقية و المنعقد في مدينة مراكش بالمملكة المغربية ، قالت الدكتورة أماني أبوزيد " إن هذه الآفة ليست مأساة إنسانية واجتماعية فحسب، بل إنها تبطئ أيضا النمو الاقتصادي للعديد لدولنا الأفريقية  حيث تحدث الوفيات و الاصابات الجسيمة لسكان في سن العمل و يرعون أسرهم ، مضيفه "  أن حوادث الطرق هي غاية في الخطورة .. و برغم اتخاذ تدابير من كثير من الدول الافريقية  فإن فجوة السلامة على الطرق لا تزال تتسع، وهو أمر مقلق بشكل كبير حيث أن البنية التحتية في القارة ما زالت في طور البناء و التحديث مما ينبيء بالمزيد من الضحايا اذا لم يتم التعامل بعلم و بحسم مع هذه الظاهرة الخطيرة. 

 

وأوضحت مفوضة الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية و الطاقة أن السلامة على الطرق و احترام حقوق المشاة و المترجلين و مستخدمي الدراجات التي أقرتها الأمم المتحدة في ميثاق السلامة الطرقية تبدأ عند تصميم الطريق و ليس كإجراء تتم إضافته فيما بعد و أن الطرق لابد أن تخدم الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية اولا و ليس ان تُصمم للسيارات  أولا".

 

 وذكرت دكتورة اماني ابوزيد " أننا في منتصف الطريق فينا يتعلق بتطبيق استراتيجيتنا العشرية الأفريقية الطموحة و التي تسعى الى الحد من حوادث الطرق بنسبة 50٪ بحلول عام 2030 ، و قد تم إحراز الكثير من التقدم في عدد من البلاد الافريقية ، ولكنها ليست سوى البداية"

 

وأضافت "  أنه على الرغم من التحديات، فهناك بالفعل مبادرات مهمة لتحسين السلامة على الطرق. ومن الأمثلة البارزة على ذلك خطة العمل الأفريقية للسلامة على الطرق 2021-2030، التي اشترك في بلورتها الاتحاد الأفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، منوهه إلي أنه بالإضافة إلى ذلك، يتم إنشاء المرصد الأفريقي للسلامة على الطرق (ARSO) لتزويد الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي ببيانات موثوقة وشاملة و لحظية عن حالة الطرق و الحالة المرورية و عن السلامة على الطرق لتوجيه السياسات وتسريع الإجراءات و دلك باستخدام التقنيات الرقمية و و الذكاء الاصطناعي.

 

و أوضحت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها ان مفهوم و أنشطة السلامة على الطرق في الاتحاد الافريقي يتسع ليشمل ايضا الامان في استخدام المواصلات و خاصة للنساء و ذوي الاحتياجات الخاصة و ذلك في اية ساعة من ليل او نهار و في اي مكان . 

 

وقالت " كما يشمل التعريف ايضا الحد من الانبعاثات من عوادم المركبات حرصا على صحة السكان و على البيئة ، حيث أن الانبعاثات الناتجة من المركبات تمثل ٢٥٪؜ من اجمالي الانبعاثات الضارة. و في هذا الصدد فإن الاهتمام باستخدام المركبات الهوائية و بوسائل النقل العام يمكن أن يوفر معدلات أعلى من السلامة و الامن و الصحة للجميع. كما أن التوسع في  وسائل النقل العام النظيفة  تجنب مدننا الافريقية و لسكاننا اللجوء الى وسائل النقل غير الرسمية و التي لا تتوفر بها اية عوامل أمان كما أنها ملوثة للبيئة .

 

و أشادت مفوضة البنية التحتية في الاتحاد الأفريقي بقرارات منظمة و بلدان شرق أفريقيا و التي منعت تماما استيراد المركبات المستعملة أو المركبات غير المجهزة بأعلى وسائل الأمان من الخارج ، و دعت أن يتم هذا الاجراء في كافة أنحاء أفريقيا و أكدت "أن أفريقيا لم و لن تكون مقبرة التي يلي فيها العالم بالمركبات غير الآمنة"

 

وقالت مفوضة الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية " وفيما يتعلق بالميثاق الأفريقي للسلامة على الطرق، ينبغي أن يتيح لنا هذا المؤتمر المساهمة بنشاط في تحقيق رؤية أفريقيا لعام 2063. يقوم الاتحاد الأفريقي بالفعل بإنشاء منصة لتحويل مداولات هذا المؤتمر إلى خطة عمل ملموسة ومؤثرة لتحسين السلامة على الطرق في أفريقيا وخارجها.

 

واضافت "  المهمة التي تنتظرنا هائلة ومحفزة ومتطلبة، لكنني مقتنعة تماما بأنها في متناول أيدينا وأننا سنحققها معا.

 

و قد أشاد جميع المشاركون بالعمل الجاد و الدءوب الذي تقوم به الدكتورة أماني أبوزيد في أنحاء القارة من اجل موضوع السلامة على الطرق و عبروا عن ذلك من خلال جائزة خاصة لها كتعبيرا عن التقدير الكبير لأنشطتها.

 

وعبرت الدكتورة أماني أبو زيد عن امتنانها بالجائزة و سرورها أن تكون في مراكش بمناسبة حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العالمي الأول للسلامة على الطرق في أفريقيا، الذي نظم في المغرب ، و الذي حضره رئيس الوزراء المغربي و لفيف من الوزراء المغاربة في حضور عبد الصمد قيوح وزير النقل واللوجستيات المغربي ، و جان تود، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسلامة على الطرق، والدكتور تيدروس جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، موجهة الشكر لحكومة المغرب ومنظمة الصحة العالمية على دعوتهما إلى هذا الحدث الرفيع المستوى. 

 

ويجمع موضوع هذا المؤتمر، "الالتزام بالحياة"، بين صناع القرار والخبراء لتسريع العمل من أجل خفض الوفيات على الطرق إلى النصف بحلول عام 2030، وهو هدف يتماشى تماما مع أولويات مفوضية الاتحاد الأفريقي. 

 

 وأضافت " لذلك يسرني بصفة خاصة أن أسلط الضوء على هذه الدعوة إلى العمل وأن أكفل الدعم الكامل من الاتحاد الأفريقي.