«نأب أردغاون على شونه».. العلاقات الأمريكية التركية لن تعود في ظل هذه العقبات
الجمعة، 19 أكتوبر 2018 11:00 م
سادت حالة من التفاؤل داخل الأوساط التركية مؤخرًا بشأن عودة العلاقات مع واشنطن، خاصة بعد الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون، بعد عامين من اعتقاله بتهم دعم الإرهاب والعلاقة مع جماعة عبدالله جولن. يقول مراقبون إن التفاؤل التركي لن يكتمل خاصة في ظل عقبات في طريق العلاقات بين البلدين، تسببت فيها سياسات رجب طيب أردوغان والتي وصفتها تقارير «غير المسؤولة»، بشأن عدة ملفات متشابكة بين البلدين.
شبكة سكاي نيوز الإماراتية حددت في تقرير لها عقبات خمسة في وجه عودة العلاقات، أولها مطالبة أنقرة لواشنطن بتسليم رجل الدين فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ سنوات، والذي توجه له تركيا اتهامات بالوقوف وراء عملية الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، حيث تصر واشنطن على عدم تسليم جولن وعدم الالتفات للمطالب التركية.
أيضاً: أردوغان يتجسس على معارضيه في ألمانيا.. لماذا تواجدت الشرطة التركية بشوارع برلين؟
ومن بين العقبات، ملف وحدات الشعب الكردية، التي تنشط في شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، والمدعومة أمريكا-كان لها دور كبير في طرد تنظيم داعش الإرهابي- غير أن أنقرة ترفض ذلك الدعم، إذ تعتبر قوات سوريا الديمقراطية «قسد» امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
مؤشرات عدة، قالت إن استغلال تركيا لقضية الكاتب السعودي جمال خاشقجي واستغلال التعليق الأمريكي على الأزمة، والإسراع في الإفراج عن القس، لن يجدي نفعًا، فأنقرة كانت تشترط الإفراج عن القس مقابل إنهاء قضية المصرفي التركي محمد هاكان أتيلا -المعتقل في أمريكا- بتهمة خرق العقوبات على إيران، لكن مراقبون أكدوا أن واشنطن لن تستجيب للابتزاز الأردوغاني. شبكة سكاي نيوز قالت إنها العقبة الثالثة.
وفي يناير الماضي، وجهت محكمة أمريكية إلى أتيلا، خمس تهم، من بينها الاحتيال المصرفي وخداع البنوك الأمريكية، والمشاركة في جريمة غسيل أموال.
أيضاً: في عهد أردوغان الفقراء يتزايدون.. هذه نسبة الأسر المعرضة للمجاعة في تركيا
ومن بين الملفات التي شكلت عقبة في العلاقات بين البلدين، إعلان موسكو، في أغسطس الماضي بدأ تسليم منظومة صواريخ «إس 400» الدفاعية المتقدمة لأنقرة العام القادم، الأمر الذي زاد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، في ظل توتر بين واشنطن وموسكو.
وأبدت واشنطن قلقها من نشر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، صواريخ «إس 400» الروسية الصنع، وقالت إن ذلك قد يشكل خطرا على عدد من الأسلحة الأمريكية الصنع المستخدمة في تركيا، بما فيها طائرات «إف 35».
وتظل القضية الخامسة العالقة بين الدولتين، هي عودة السفير الأمريكي جون باس إلى أنقرة، بعد مغادرة البلاد قبل نحو عام وسط توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية.
عقوبات تستهدف أنقرة
أول أغسطس الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على وزيري العدل والأمن الداخلي التركيين بطلب من الرئيس دونالد ترامب، ردا على اعتقال السلطات التركية القس الأمريكي أندرو برانسون.
وقال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، إن «الاعتقال الظالم» للقس برانسون هو أمر ببساطة غير مقبول، مضيفًا أن الرئيس ترامب قال بكل وضوح إن الولايات المتحدة تطالب بالإفراج عنه فورا.
ستيفن منوشين وزير الخزانة الأمريكي
الإفراج عن القس اعتبره البعض خطوة في لتخفيض العقوبات الأمريكية، غير أن المؤكد جاء لرد خطوة أكثر ألما من الإدارة الأمريكية، في حال لم تفرج أنقرة عن القس، كشفت عنها قناة أي بي سي نيوز الأمريكية.
وقالت القناة عن مصادر في البيت الأبيض والخارجية الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب خطط في نهاية أغسطس لقطع العلاقات مع أنقرة، واستدعاء كل الكادر الدبلوماسي الأمريكي من أنقرة لو بقي برانسون قيد الإقامة الجبرية.
وقالت شبكة روسيا اليوم عن مصدر رفيع في الخارجية الأمريكية: «في فترة ما، كنا خائفين من القطيعة الكارثية مع تركيا، وأن استدعاء الدبلوماسيين كان سيبدأ بسحب القائم بالأعمال، علما بأنه لا يوجد لواشنطن سفير في تركيا منذ أكتوبر عام 2017 ويعتبر القائم بأعماله أرفع ممثل أمريكي في البلاد».
وحسب مسؤول آخر، فإن ترامب خطط لإغلاق السفارة في غضون 60 يوما، لتبدأ العملية باستدعاء كبار الدبلوماسيين وصولا إلى سحب جميع الكوادر الدبلوماسية من تركياـ.
وذكرت أي بي سي أن الخطة تضمنت عدة خيارات أخرى أيضا، وتشديد العقوبات ضد رجال الأعمال والمسؤولين الأتراك، مشيرة إلى أنه لو لم يتم الإفراج عن برانسون بعد جلسة المحاكمة في أكتوبر، لكانت الخطة موضع اهتمام أكبر.