عودة «نظلة».. معلم يشعل النار في نفسه للتخلص من «زن حماته» (فيديو)
السبت، 13 أكتوبر 2018 03:00 مإبراهيم الديب
موروثات اجتماعية عدة أثرت في ثقافة المجتمعات، وصورت للأجيال واحدا تلو الأخر أن أغلب المشكلات الزوجية تقف «الحماة» خلفها حتى ماحولها إلى «بعبع» الحياة الزوجية، والمسؤول الأول عن أي خلافات تنشأ بين الزوجين، والمتابع لسجلات محاكم الأسرىن يراها حافلة بأسباب الانفصال والتي يتم إدعائها للتغطية على السبب الحقيقي لحقول الألغام الضاربة في البيت المصري.
هناك بالطبع «حموات» يسعين إلى إسعاد بناتهن ولايتدخلن في حياتهن الزوجية، ومنهن من يحرصن على إعطائهن النصائح التي تحقق الاستقرار طوال رحلة الحياة، إلا أن الشائع بين طبقات المجتمع أن رياح «خراب البيوت» دائما ماتصاحب زيارة «الحموات» لأولادهن، وجسدت الفنانة نعيمة الصغير، دور الحماة الشريرة بطلاقة في الفيلم الشهير «الشقة من حق الزوجة» والذي رصد واقع مشكلات الحموات وسلط الضوء على الأزمات التي يسببها تدخلهن في الحياة الزوجية بشكل كوميدي لمس جوانب حياتية داخل جدران أغلب المنازل.
وأدت «نظلة» دور الحماة التي تسعى دائما إلى فرض هيمنتها على «سمير» زوج ابنتها «كريمة» والذي جسدته الفنانة معالي زايد، كونه موظفا وهي ترغب لإبنتها في عريس ثري، لتبدأ رحلة الانفصال والنزاع بين أروقة المحاكم على مسكن الزوجية، في براعة ساهمت في إرساء ثقافة «حرب الحموات» للأزواج في المجتمع المصري.
نتيجة لتدخل بعض الحموات في حيات بناتهن على وجه الخصوص، بشكل سافر فإن بيوتا قد هُدمت، وزيجات انتهت بالطلاق، وزادت نسب الصراع في أروقة محاكم الأسرة، ولكن الأكثر غرابة ماشهدته محافظة سوهاج اليوم السبت، من إقدام معلم على إشعال النيران في نفسه للتخلص من جحيم حماته، بعدما يأس من الوصول إلى حلول لمشكلاته مع زوجته في ظل وجود حماته حائلا بينهما.
حالة عصبية أدخلته طور المرضى النفسيين، انتابته نتيجة كثرة الضغوط التي تمارسها عليه زوجته وحماته، جعلته غير متحما في تصرفاته، وفي محيط مدرسة «الساحل الإعدادية المشتركة»، بدأ معلم أول اللغة الإنجليزية بمرحلة الثانوية العامة التجهيز لأشعال النيران في نفسه، واختار من حرم المدرسة مكانا لقضاء أخر لحظات حياته كون «حماته» تعمل مديرة لها، حتى يشعرها بحجم المأساة التي تسببت فيها علها تتوقف عن ممارساتها، فقام بسكب كمية من البنزين على جسده وأشعل النيران واقتحم باب المدرسة.
نهاية معلم اللغة الإنجليزية لم تكن كما خطط لها، فلم تنجح محاولاته الهروب من «حماته» إلى العالم الأخر، ولم يلق مصير زميله الذي أقدم على نفس فعلته في العام 2016، بمحافظة قنا، والذي أشعل النيران في نفسه جراء مروره بأزمة نفسية وتوفى على الفور، حيث استطاع عمال المدرسة إخماد النيران والسيطرة عليها، ونقله إلى مستشفى «طما المركزي» لتلقي العلاج، وتهدئة الأوضاع داخل حرم المدرسة. وأكد مصدر مسؤول بديوان عام مديرية التربية والتعليم بسوهاج أن المعلم يعاني اضطرابات نفسية، وأقدم على فعلته نتيجة وجود خلافات بينه وبين والدة زوجته، التي تعمل مديرة للمدرسة.