ترامب يطعن حلفاء واشنطن بـ «خنجر الابتزاز»: الخليج ليس «بقرة حلوب»

السبت، 06 أكتوبر 2018 05:00 م
ترامب يطعن حلفاء واشنطن بـ «خنجر الابتزاز»: الخليج ليس «بقرة حلوب»
الملك سلمان والرئيس الأمريكي في الرياض 2017
السعيد حامد

 

ربما لم يتفاجئ البعض بالتصريحات الاستفزازية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حق المملكة العربية السعودية، أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط؛ فالسياسة التي انتهجهها الرئيس الأمريكي حتى قبل وصوله إلى السلطة، كانت تفضح نوايا مرشح الجمهوريين، فقد عبر مرارا وتكرارا خلال حملته الانتخابية عزمه ابتزاز دول الخليج للحصول على الأموال مقابل ما يردده دوما عن توفير الحماية الأمريكية لهذه الدول.

وقال ترامب، أمام تجمع انتخابي في ساوثافن في مسيسبي، في وقت سابق من يوم الثلاثاء الماضي، إنه حذر العاهل السعودي الملك سلمان، من أنه لن يبقى في السلطة «لأسبوعين» دون دعم الجيش الأمريكي، كاشفا للمرة الثانية خلال أسبوع عن فحوى مكالمة هاتفية جرت بينه وبين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بعدما تحدث خلال تجمع انتخابي في ولاية فرجينيا عن فحوى تلك المكالمة للمرة الأولى مستخدما نفس الأسلوب الابتزازي في الحديث عن حليفه القوي السعودية.

وأضاف ترامب: «نحن نحمي السعودية، ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك، الملك سلمان. لكني قلت: أيها الملك نحن نحميك وربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين بدوننا- عليك أن تدفع لجيشنا».

الملك سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الملك سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ورغم العلاقات الاقتصادية والعسكرية الراسخة التي تجمع الرياض بواشنطن، إلا أن تصريحات الرئيس الأمريكي تشير إلى أنه ربما يرغب في بعثرة الأوراق في منطقة الشرق الأوسط، التي باتت ساحة للإرهاب والفوضى، واستخدام إيران كسلاح لتهديد وابتزاز دول الخليج، رغم أنها باتت تحت الاحتواء الأمريكي، ومقصلة عقوبات بلاده.

قد يعجبك: أجبر المرتزقة على العودة لجحورهم.. كيف علق الخليجيون على تصريحات ولي العهد؟

وبزغت العلاقات السعودية الأمريكية، في عهد الرئيس إيزنهاور، وبقت كما هي مع كل رؤساء البيت الأبيض، وإن لم تخل العلاقة بينهما من خلافات في بعض الفترات، لكن يبدو أن إدارة ترامب لها رأيا آخر، حول سياسة واشنطن الخارجية، لذا يعمل الرئيس الأمريكي دون كلل أول ملل على مهاجمة كل حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط أملا في تغيير قواعد اللعبة وصياغة معادلات بديلة لسياسة بلاده الخارجية، خاصة مع ترحيب دول خليجية أخرى بتأمين التواجد العسكري الأمريكي في الخليج حال انسحاب واشنطن من العراق أو سوريا.

تصريحات ترامب «الابتزازية»، رفضها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في لقاء بثته وكالة بلومبرج في وقت سابق من يوم الجمعة، مشددا على أن بلاده تشتري كل شيء منذ بدء التحالف بين السعودية والولايات المتحدة وتدفع الأموال مقابله، نافيا في الوقت نفسه وجود أي خلاف بين ترامب وبلاده.

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي

 

وقال ولي العهد السعودي: «تعرفون، أن أي صديق سيقول أمورا جيدة وأخرى سيئة، يجب أن تتقبلوا هذا الأمر.. لن يكون لديك صديق يقول أمورا جيدة عنك 100 بالمائة لكن سيكون هناك خلافات في الرأي ونحن نضع هذا الكلام ضمن هذا النطاق».

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر وجهة للصادرات السعودية، بينما تحتل الولايات المتحدة صدارة الدول التي تستورد منها السوق السعودية، كما أبرمت الرياض في أكتوبر عام 2010 أكبر صفقة تسليح في تاريخ الولايات المتحدة مع السعودية تبلغ قيمتها 60 مليار دولار.

قد يعجبك: كيف وضع ولي العهد السعودي حدا لقضية جمال خاشقجي؟.. الإخوان في ورطة

وحتى قبول وصول ترامب إلى كرسي البيت الأبيض، فإن عزمه استثمار قوة الجيش الأمريكي، والتعامل مع دول الخليج باعتبارها «حصالة أموال»، كان واضحا للجميع، فقد وصف ترامب في إحدى خطاباته، إبان حملته الانتخابية السعودية بـ «البقرة الحلوب»، وأنه متى جف حليبها سيتم ذبحها، ورغم ذلك استقبل ترامب في الرياض استقبالا حافلا، خلال أول زيارة يقوم بها للخارج في مايو 2017، وحظى بعقود اتفاقات عسكرية بلغت قيمتها 460 مليار دولار.

 

 

ولكن، يبدو أن كل هذه الأموال لم تشبع رغبات الرئيس الأمريكي، الذي يطالب الرياض باستمرار بتحمل تكاليف الحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، وربما ضغوطه التي يمارسها على الرياض، التي تعد واحدا من أكبر منتجي النفط في العالم، لتخفيض سعر الخام، أكبر دليل على سياسة الابتزاز الجديدة التي بات يتبعها مه حلفاء واشنطن القدامى، بزعمه أن (أوبك) تتسبب في ارتفاع أسعار النفط، بينما تستفيد من حماية الجيش الأميركي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة