كيف تهتم مصر بأزمة دمشق؟.. الغد السوري يجيب
الأربعاء، 18 يوليو 2018 09:00 ص
مجهودات مستمرة من قبل القيادة المصرية في ملفات مختلفة، محاولة احتواء أزمات المنطقة، بهدف الحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط.
ونجحت المخابرات العامة المصرية (الأثنين) في اتمام مصالحة بين الفصائل والقوى السورية المختلفة، ووقف إطلاق النار في الساحل السوري، وبضمانة روسيا من جانب آخر، ورئيس تيار الغد السوري المعارض، أحمد الجربا. هذا وقد شمل الإتفاق الذي تم في القاهرة برعاية مصرية المشاركة في جهود مكافحة الإرهاب، والعمل على تسوية الأزمة السورية سياسيًا، وإتاحة عودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم.
المتحدث الرسمي بإسم تيار الغد السوري المعارض، منذر آقبيق ثمّن الجهود المصرية في التوصل لذلك الإتفاق، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «مصر الشقيقة رعتّ المفاوضات بين الجانب الروسي والفصائل السورية، وسهلت ودعمت وساعدت على إنجاز انتهاء المفاوضات بنجاح وإنجاز»، مضيفًا أن «دور مصر مشكور وهام ونحن نشكر الأشقاء في مصر حكومة وشعبًا على إيلائها الاهتمام وبذل الجهود من أجل الوصول إلى اتفاقيات من هذا النوع، ونتمنى الاستمرار في هذا العمل من قبل الأشقاء في مصر لإتفاقيات مشابهة بهدف العمل بإتجاه التسوية السياسية النهائية التي يمكن أن تحقق للشعب السوري طموحه في الحريات السياسية وتداول السلطة وفي مجال حقوق الانسان وما إلى ذلك».
ووصف المعارض السوري البارز الإتفاق بـ«السياسي النهائي»، مشيرًا إلى أنه يمكنه اتاحة الانتقال السياسي في سوريا نحو التسوية والديمقراطية.
وأوضح «آقبيق» ماهية ما تم (الإثنين) من قرارات لصالح التوافق، قائلًا أن «الإتفاق الأول يتعلق بمنطقة الساحل السوري حيث يوجد مناوشات وقتال بين المعارضة المسلحة والنظام، بشكل يلزم الجميع بمحاربة المنظمات الإرهابية إلى بجانب وقف اطلاق النار.. وأعتقد أن هذا الإتفاق إيجابي لأنه يحقن الدماء السورية فيما بينهم، ويركز الجهود على مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل داعش والنصرة والقاعدة».
وأضاف: «أما الإتفاق الثاني فيتعلق بريف حمص الشمالي، تلك المنطقة الواسعة المكونة من عدة مدن ومئات القرى ويوجد بها فصائل معارضة مسلحة معتدلة مثل جيش التوحيد، وقد أبرمت سابقًا إتفاقًا لوقف اطلاق النار، والآن تبرم إتفاقًا جديدًا يعالج مخاوف أهالي المنطقة من عودة القوى الأمنية للنظام، وأي تجاوزات من قبل أي أطراف.. ان هذه المخاوف جميعها تمت معالجتها من خلال تشكيل قوة مكونة من 1000 عنصر من أهالي المنطقة أنفسهم، وهو ما يُهدئ من مخاوفهم». أيضًا أشار المتحدث الرسمي بإسم تيار الغد السوري إلى أن الإتفاقات التي تمت (الإثنين) تضمنت عودة آمنة للنازحين واللاجئين لأن بعضهم يعانون من صعوبات العودة إلى ديارهم، ومن ثم فإن الإتفاق الذي تم برعاية مصرية يحمل الكثير من الإيجابيات من الناحية الانسانية، على حد تعبيره.
وتابع «آقبيق» في تصريحاته: «أهم الدلائل التي تنعكس من واقع الإتفاقيات التي تمت هى أننا نشهد حاليًا قرب نهاية النزاع العسكري من أجل إفساح المجال أمام العملية السياسية، وهو ما يُعد أمرًا جيدًا ومرغوبًا، لأن السوريين قد عانوا ما عانوه خلال 7 سنوات من الحرب والضحايا والجرحى والنازحين واللاجئين، وأي اتفاق جزئي لأي منطقة مرحب به لأنه يحقن الدماء ويُحسن الأوضاع الإنسانية لأهالي تلك المنطقة، كما يفتح المجال إلى مفاوضات سياسية من أجل الحل السياسي النهائي الذي يسمح لنا ببناء مستقبل جديد لسوريا يشعر به السوريون وأن لهم حقوق وحريات وأن حكومتهم تحترم حقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع».
وأخيرًا قال: «نريد أن نذهب إلى عملية سياسية تؤسس إلى عهد جديد من أجل الأجيال القادمة للسوريين ليتمتعوا بالحرية والازدهار».