من الشك لـ «حبل المشنقة».. حيثيات إعدام متهم وزوجته لقتل الزوجة الثانية وابنتها
الأحد، 10 يونيو 2018 07:00 معلاء رضوان
كلمات من نور خرجت من سراج الحق ممثلة فى حيثيات وأسباب الحكم الصادر أول أيام شهر رمضان من محكمة جنايات دمنهور برئاسة المستشار سامح عبد الله رئيس المحكمة، بالإعدام شنقاَ لكل من «عمر.م.م»، 75 عاما، وزوجته «منال.ا.م» 45 عاما، اللذان قضت عليهما الدائرة السادسة بالإعدام شنقا لقتلهما الزوجة الثانية وطفلتها ودفن جثتهما أمام المنزل بقرية الخرطوم التابعة لمركز بدر.
شك الزوج في سلوك زوجته الثانية
إن ما آتاه المتهمان الأول «عمر.م.م»، كان لخلاف مع زوجته الثانية «المجنى عليها» لكثرة تغيبها عن منزل الزوجية وإنكاره الجنين الذى أخبرته أنها حامل منه وقد تلاقى هذا مع الحقد الذى تمكن من المتهمة الثانية «زوجته المتهم الأولى» تجاه المجنى عليها التى كانت تقاسمها زوجها ومنزل الزوجية فانتويا معاً قتل المجنى عليه حيث أعد المتهم حفره بحوش مسكنه أخذت هيئة قبراً ثابر على حفرها أسبوعين ثم أعدا معاً الأسلحة التى سيتفذان بها جريمتهم.
الزوجة الأولى تشارك الزوج فى قتل الثانية
وفي يوم الحادث تخير المتهمان وقتاً خلدت فيه المجنى عليها إلى اليوم بل، وخلدت فيه القرية كلها إلى النوم حيث كانت الساعة تقترب من الثانية والنصف فجراً، وحينئذ أمسك المتهم عصا غليظة وضرب بها المجنى عليها فوق رأسها وقت أن كانت غائبه عن الوعى، فأصيبت بغيبوبة بفعل الضربة، ولما استفاقت أخذت تترنح ومازالت بها أسباب الحياة لكن المتهمة، قيدت ذراعيها من الخلف بينما أمسك المتهم بشعرها، ووضع رقبتها فوق صدرها ثم ذبحها ذبحاً كاملاً بسكين، فسقطت أرضاً غارقة في دماء انهمرت من عنقها ولم يكتف المتهم بذلك فأشبعها طعناً في صدرها وبطنها بأداة طعنية أخرى «منقرة» وكأنما أراد فوق إزهاق روحها أن تمتد يده الآثمة إلى التمثيل بجثمانها.
الصغيرة تلحق بأمها في القبر
ثم بعد ذلك حملاها المتهمان إلى القبر الذى أعده سلفاً المتهم ووضعاها بداخله وفي تلك الأثناء استيقظت صغيرتها من «أب آخر» صاحبة الثلاث سنوات تبحث عن أمها تستصرخها بعدما شاهدتها غارقة في دمائها تنادينها تطلب منها أن تجيبها كعادتها لكن دون جدوى، فأمسكت بها المتهمة ثم سلمتها للمتهم تسأله في خسة ماذا نفعل، فأجاب بكل ما أُوتى من شر يأنف منه الشيطان «إنها الدليل الوحيد..فلتلحق بأمها»، وسرعان ما ألقى الصغيرة فوق صدر أمها المسجى جسدها وما تزال الصغيرة تستصرخ أمها تناديها بأنفاسها الضعيفة تطلب منها أن تستيقظ وقد ظنت ببراءة الأطفال أن الأم لا تموت أبداً ثم أهالا المتهمان التراب فوق جسدهما..الأم بعد أن أُزهقها روحها والطفلة توأد وأد الجاهلية الأولى.
رائحة الجثث تفوح
وبعد ثلاثة أيام وما أن تصاعدت رائحة الجثتين قام المتهم بنبش القبر ثم وضع فوقهما قطع من الخشب وبعض بطاطتين قديمة ومادة مساعدة للاشتعال ثم اشعل النيران في جثتيهما، وعندما خمدت النيران أهال فوقهما الثرى ثم غادرا المتهمان ومعهما إبنه المتهمة «من زوج أخر» صاحبة العشرين عاماً والتى رأت كل هذا متخفية وراء ستار.
لقد ظنا المتهمان أن جريمتهما قد وُريت الثرى كما جثة المجني عليها لكن الله كان شاهداً يرى عالماً بأن خليفته سوف يفسد في الأرض سوف يسفك الدماء وأنه سبحانه يهمل ولا يهمل، لقد فرت الابنة من قبضتهما بعدما قيدا حريتها أمد من الزمان قارب على العام، لكنها فرت من قبضتهما، وشهدت بكل ما حدث منذ أن بدأ المتهم يحفر قبراً وحتى تمام الجريمة تلك التي حسب المتهمان أنها سوف تندثر وما كان ذلك أبداً وعين الله ترى.
واعترف المتهمان وأرشدا عن القبر وتم استخراج ما بقى من المجني عليهما..عظام نخرة..ومثلا المتهمان مشهد الجريمة أمام النيابة العامة..كل شيء كان حاضراً..المتهمان..المنزل..الأسلحة القبر..العظام..بيد أن الذي كان أكثر حضوراً كانت هي صرخات الطفلة التي وئدت فوق صدر أمها المسجى داخل قبر.
تفنيد أدلة الإثبات
المحكمة في حيثيات الحكم أكدت أنه بعد أن أحاطت بواقعات الدعوى عن بصر وبصيرة وردت على الدفوع المبداة مقاصدها وفندت أدلة الإثبات التي استندت عليها فإنها لا تملك وبعد أن استقر فى وجدانها أن القصاص من المتهمين إنما يتفق مع الشرع الحكيم كما جاء بتقرير فضيلة مفتى الجمهورية ومن ثم تقضى بإجماع الآراء بإعدامهما شنقاً، وإذ كان ذلك فإن المحكمة لم تجد سبيلاً غير هذا وقد تجردا المتهمان من كل معناً للإنسان فلم يكونا جديرين أبداً بتلك الصفة بعدما انحطا إلى هذا الدرك الأسفل من الإجرام بحيث أنهما يذبحان أماً بتلك الطريقة ويوآدان- يدفنان طفلة حية- طفلة تستصرخ أمها فأسكتا صراخها إلى الأبد.
إن القسوة التى أظهرها المتهمان لم تترك سبيلاً للمحكمة غير أن تذيقهما منها، يتجرعان منها يشتمان رائحة الموت الذى صنعاه ينتظرانه في كل لحظة حيث إلى أنفس بريئة أذاقاه، وإن المحكمة وهى تقضى بإعدام المتهمين فإنها في الحقيقة لا تزهق روحاً بقدر ما تقيم حياة، وحقاً إذا يقول رب العزة:
"مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
ويقول أيضاً عز وجل "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
صدر الحكم برئاسة المستشار سامح عبد الله رئيس المحكمة، وعضوبة المستشارين هيثم أبو حطب ووائل عزيز مهنا، بالإعدام شنقاَ لكل من «عمر.م.م»، 75 عاما، وزوجته «منال.ا.م» 45 عاما، اللذان قضت عليهما الدائرة السادسة بالإعدام شنقا لقتلهما الزوجة الثانية وطفلتها ودفن جثتهما أمام المنزل بقرية الخرطوم التابعة لمركز بدر.