«عاجل.. استشهاد الإمام على بالعراق.. وشهود عيان يتحدثون لوسائل الإعلام».. العنوان لا يبدو مواتيا للزمن الذي كان يعيش فيه علي بن طالب كرم الله وجهه، لكن شيعة مصر تداولوا «بوست» على وسائل التواصل الاجتماعي يكشف مدى تأثير «السوشيال ميديا» حتى على إحياء المناسبات الدينية، وهو البوست الذي انتشر في ذكرى استشهاد ابن عم الرسول (ص)، وأول من آمن من الصبية، وهو الذي تزوج السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي (ص)، ووالد الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
جاء «البوست» الذي تداوله الشيعة على وسائل التواصل الاجتماعى بعنوان: «عاجل.. مقتل الإمام علي»، كعنوان لخبر صحفي كتب في متنه تفاصيل الواقعة التي زلزلت الأمة الإسلامية وحتى لحظة كتابة هذه السطور بانقسامها إلى فصيلين متناحرين هما السنة والشيعة.
يقول «البوست»: «تفيد الأنباء الواردة من الكوفة عاصمة الخلافة الإسلامية عن تعرض خليفة المسلمين الإمام علي بن أبي طالب لعملية اغتيال وصفت بالغادرة. وقد صرح الإمام الحسن النجل الأكبر للإمام علي: «إن الإمام لازالت حالته خطرة، وقد تطوع لعلاجه عشرات الأطباء من الكوفة وأطرافها، وطلب من المسلمين الدعاء لشفاء الإمام.. وقال الحسين بن علي النجل الثاني للإمام علي إن الإمام رفض نقله إلى دولة أخرى، لضمان حصوله على علاج أفضل، وأصر أن يتعالج بما يتعالج به فقراء العراق»؟.
انتشر على صفحات «الفيس بوك»، ومواقع التواصل الاجتماعي: «مئات الآلاف من النشرات وأفلام الفيديو يعبر فيها أصحابها عن حالة الغضب التي تعيشها الأمة الإسلامية بسبب هذا الحادث المؤلم».
يضيف «البوست»: «ونقل موفدنا في الكوفة عن حصول أمر غريب رافق اغتيال الإمام علي، حيث سمعت أصوات تتردد في كل أرجاء الكوفة تنعى اغتيال الإمام، وجميع من سمع الصوت أيقن بالقطع أنه صوت سماوي، وقد أكد موفدنا في البصرة أن الصوت ذاته سمع كذلك في البصرة وهو نفس الصوت الذي سمعه الناس في المدينة المنورة ومكة».
بالبحث وراء «البوست» المتداول في ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب أتضح أنه مقتبس من مقال للكاتب العراقي «رياض البغدادي» بذات العنوان، فقد تخيل الكاتب وقوع حادث الاغتيال في زمن كانت تتواجد به وسائل إعلام وربما مواقع تواصل اجتماعي وكيف كانت ستجري المعالجات والتغطيات الخبرية لهذا الحدث الجلل.
ولم ينسى كاتب المقال- البوست- بالطبع أن يذكر أن الإمام علي كان قد أعد جيشا جرارا قبل يومين قرر الخروج به إلى دمشق وإنهاء حالة العصيان التي تشهدها بلاد الشام.
كما سرد الكاتب شهادة خازن بيت المال- الشيخ قنبر- حال خروجه من بيت الإمام علي، الذي قال: «إن الإمام لا أمل في شفاءه وقد عقد للتو اجتماعا مغلقا لأفراد عائلته».
لم يكتف الكاتب بما أدلى به خازن بيت المال من معلومات بشأن الحالة الصحية للإمام علي بن أبى طالب، بل أكد هذا الشيخ أن: «الخليفة يريد أن يتلوا على مسامعهم الوصية التي كان يحملها في حله وترحاله وتوقع أنها ذات الوصية التي تركها النبي محمد لخليفته الإمام علي».
وسائل الإعلام العالمية لم يفوتها حدث مهم كهذا فقد اهتمت بخبر إلقاء القبض على «عبد الرحمن ابن ملجم» الذي نفذ عملية الاغتيال.
أبرزت وسائل الإعلام كيف أن: «علي بن أبي طالب أمر بأن يعامل معاملة حسنة وطلب من ابنته الوحيدة زينب أن تقدم له من نفس طعامه وشرابه»، وشدد أن يعاملوه معاملة حسنة وأصر بأن لا ينفذ به حكم القصاص إلا بعد وفاته وفي حالة شفاءه المستبعدة من قبل الأطباء فهو يتولى أمره.
يذكر أن الإمام «علي بن أبى طالب» كان قد استشهد في 18 من شهر رمضان سنة 40 هـ على يد عبد الرحمن بن ملجم، والذي كان قد تربى في كنف علي بن أبي طالب، هاجر إلى المدينة وقرأ على معاذ بن جبل.
قصة التخطيط لاغتيال الإمام «على» جاءت خلال اجتماع بعض الخوارج في مكة فذكروا قتلاهم في وقعة النهروان وقال بعضهم: «لو أننا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلالة على غرة فقتلناهم فأرحنا العباد منهم، وثأرنا لإخواننا الشهداء».
اتفق الخوارج على تنفيذ جريمتهم عقب انقضاء الحج، ليتعهد عبد الرحمن بن ملجم بقتل علي بن أبي طالب، ويعهد الحجاج التميمي المعروف باسم «البرك» بقتل معاوية، وتعهد عمرو بن بكر التميمي بقتل عمرو بن العاص.
لم يفلح الخوارج في تنفيذ ما اتفقوا عليه بشأن اغتيال «معاوية بن أبى سفيان» و«عمر ابن العاص» لكن «ابن ملجم» نجح في تنفيذ جريمته، وأن يطعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في صبيحة 19 من رمضان سنة 40 هجريا، وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر بمسجد الكوفة، ليموت الإمام «على» بعد ثلاث أيام الحادث في ليلة إحدى وعشرين من رمضان من السنة الأربعين للهجرة النبوية المباركة متأثرا بجراحه.
وكان الإمام «على» قد طلب من أهله عدم التعرض لابن ملجم فسينظر هو بنفسه فى أمره إن عاش وأن يضرب بضربة سيف واحدة، دون تعذيب.
عقب وفاة الإمام «على» جرى إحضار «ابن ملجم» أمام «الحسن بن علي» ليضرب عنق «ابن ملجم»، ويجرى لف جسده في حصيرة من القش،ويشعل فيها الحسن النار، وتم دفنه رفاته في غرب الكوفة.