صلح تاورغاء ومصراته.. نهاية صراع الأخوة الأعداء في ليبيا

الإثنين، 04 يونيو 2018 11:00 م
صلح تاورغاء ومصراته.. نهاية صراع الأخوة الأعداء في ليبيا
عنتر عبداللطيف

بعد سبع سنوات من الصراع بيمن أبناء مدينتى مصراته وتاورغاء الليبيتين استطاع الأخوة الأعداء اسدال الستار على مئات الجرائم التى طالت أبناء القبيلتين خاصة تاورغاء، وذلك بتوقيع ممثلون عن المدينتين ميثاقا يكفل عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم على أن تتولى المنطقة الوسطى ومديرية أمن مصراتة مسؤولية تأمين دخولهم، كما ينص الاتفاق على التنسيق مستقبلاً بين المدينتين في القرارات ذات المصلحة العامة.

 

 
احتدم الصراع والعداء بين أبناء مدينتى تاورغاء ومصراته بعد مناصرة الأولى للرئيس الليبى  الراحل معمر القذافي ضد من كانوا يطلقون على أنفسهم ثوار مدينة مصراتة خلال أحداث 2011.
 

وكعقاب لأبناء تاورغاء على وقوفهم فى صف «القذافى» فقد قامت قوات مصراتة بطردهم من مدينتهم و منازلهم، بعد توجيه اتهام لهم بالانخراط فىلا قوات القذافى التى ارتكبت جرائم مقتل العشرات من ابناء مصراته وفق زعمهم.

مرت سبع سنوات كاملة على 40 ألف ليبي وهم يسكنون منطقتي «بوابة العشرين» شرق سرت و«قرارة القطف» غرب بني وليد، أو في ضواحي العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ولكن عقب الاتفاق الأخير بأعلن مجلس حكماء وأعيان ومشايخ تاورغاء بطرابلس، توقيع مسودة مصراتة النهائية للصلح مع تاورغاء سيستطيع اللاجئون العودة مرة أخرى إلى ديارهم.

وجاء فى بيان مجلس حكماء تاورغاء:«إنه حرصا منا على إنهاء معاناة أهالي تاروغاء في المخيمات والحالة الإنسانية السيئة والصعبة التي يعيشونها، وبناء على العديد من الاجتماعات، والحكماء وأعيان وعشائر مدينة تاورغاء حول المسودة النهائية الخاصة بالصلح بين تاورغاء ومصراتة، التي وصلت لنا رسميا من المجلس المحلي لمدينة تاورغاء، نؤكد عدم رفضنا الصلح وحسن الجوار بين المدينتين».

وتابع البيان: «نطالب أهل الحل والعقد التدخل بإنهاء معاناة أهلنا، والشروع في تأسيس مصالحة في ليبياتكون بدايتها عودة أهالي تاورغاء إلى ديارهم، كما نؤكد من خلال هذا البيان أن الممثل الوحيد اجتماعيا هو مجلس حكماء وأعيان تاورغاء والمتمثل في عشائرها وقبائلها ونحذر من الخروقات الفردية، التي يقوم بها بعض أهالي المدينة  للوصول لحلول دون التنسيق مع المجلس».

 

وقال داوود طليحة، أحد مشايخ تاورغاء في تصريحات صحفية  إن المجلس أبدى اعتراضه على الوثيقة الحالية، لكنه لم يرفض عملية التفاوض والصلح، مُرحِّبا باستمرار التفاوض وتعديل بعض النقاط التي وردت بالوثيقة.

 

وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج،قد قال إن "أهالي تاورغاء سيعودون إلى منازلهم مطلع فبراير"، إلا أن الاتفاق لم ينفذ، وفشلت كل محاولات المصالحة بين أهالي تاورغاء ومصراته.

 

فيما رحب المدير التنفيذي السابق لمؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية يوسف الصواني،بتوقيع ميثاق الصلح بين تاورغاء ومصراته واصفا الخبر بالسار، مضيفا "بصرف النظر عما قد يشوب الاتفاق من قصور او ما قد يلحق اهالي تاورغا من حيف، فهو نقطة انطلاق".

 

وقال فى تدوينه له على مواقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك" بالقول "لا شك عندي ان صفاء النوايا وحسن التنفيذ بنية حسنة صافية سيطور الاتفاق وينهي كل حيف، ليهنأ بال اهلنا في مصراته وتاورغاء".

 

فيما أعرب عضو مجلس النواب علي السعيدي، عن أمله في أن تكون خطوة توقيع ميثاق الصلح بين مدينتي مصراتة وتاورغاء خطوة في الاتجاه الصحيح لعودة جميع المهجرين إلى مدنهم.

وقال السعيدي، في تصريحات له "نأمل من الله أن تكون هذه المصالحة بادرة خير إلى كل ليبيا، وذلك لتكون خطوة في الاتجاه الصحيح وعودة كل المهاجرين إلى مدنهم ومناطقه، ونأمل أن يكون هذا الصلح نابع من القلب، كما نأمل أن لا تأخذ الترتيبات الأمنية الكثير من الوقت".

 

كما دعا أستاذ التاريخ في الجامعات الليبية المختار الجدال، أهالي مدينة مصراتة إلى دعم اتفاق ميثاق الصلح مع تاورغاء والعمل على إنجاحه قائلا "أبارك اتفاق الصلح بين الجيران مصراته وتاورغاء، راجياً من الله أن يحتسبوا معاناتهم وآلامهم أجرا عنده كما وعد الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"، داعياً الله بتيسير العودة الآمنة لأهل تاورغاء وأن يعينهم على إعمار ديارهم وأرضهم والعيش فيها بسلام.
 

ولفت «الجدال»، إلى أنه على الأهالي في مصراتة دعم هذا الاتفاق والعمل على نجاحه، مطالبا أهالي تاورغاء العمل بالاتفاق والعودة ونسيان الماضي في سبيل استقرار الوطن، فضلا عن إبعاد المتطرفين من الجانبين وتفعيل القانون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق