السادة ولاة أمر نادي الزمالك.. اتحدوا قبل هلاككم
الأربعاء، 02 مايو 2018 07:56 م
السادة ولاة أمر نادي الزمالك، كثيرا ما نسمع عن مشكلات القلعة البيضاء، بسبب خلافات بين رئيس النادي والأعضاء، وكان السؤال دائما يطرح نفسه عن ضرورة الخلاف والشقاق والنزاع بين أبناء مصر.
إن مصر تحتاج في هذه الأيام، لوقوف أبنائها بجوارها في الأزمات التي تمر بها، وهو ما يحتم على ولاة القلعة البيضاء ترك هذه الخلافات جانبا، والوقوف وراء جيشنا المناضل وأمننا المحترم، ونضع أيدينا في أيد الأم التي تحتاج لأبنائها في أيامها العصيبة ضد الخونة والإرهاب، فهي أم الدنيا وزهرة الحياة، ونترك مشاكلنا الزائلة.
نحن أبناء وطن واحد ونسيج واحد، وينبغي علينا الصفح والتسامح من أجل ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، فالقرأن الكريم يؤكد أخوة المؤمنين ووجوب التعاون بينهم على البر والتقوى، ويدعو إلى المبادرة بالإصلاح بين الأخوة فيما قد يقع بينهم من خلاف، قبل استفحاله وتحوله لشقاق وقتال، وهو ما يحتم وجوب السعي في الصلاح بين الأخوة المتنازعين، وإزالة أسباب الخلاف، لنقف جديا وقفة رجل واحد معا مع مصرنا الحبيبة، وخلف رئيسها قلبا وقالبا، ونتجنب النزاع من أجل هذا الوطن العظيم.
الأمر جد خطير، فقد وصل النزاع بين أعضاء نادي الزمالك، بأن اتجهوا لعمل السحر الأسود، وهذه معلومات مؤكدة من أحد المصادر، فقد ذهب أحد الأعضاء لعمل سحر أسود، لفشل ووقف حال اللاعبين، ليصلوا بالنادي إلى الدرجة ثانية، وامتد السحر لبعض الأعضاء وللمدربين وهو ما بدى خلال الفترة الماضية وفشل الاعبين في عدد من المباريات، حتى كانت الصورة واضحة للجميع وكاد الاعبون لا يلمسون الكرة، وأكد لي المصدر، أن أحد الأشخاص ظهر لهم في الوقت المناسب وجعله الله سبباً في إنتصار اللاعبين في 6 مباريات، وانقطع عنهم هذا الشخص عدة مباريات ففشلوا فيها، إلا أنهم ذهبوا له مرة آخرى في مباراة الأسيوطي والأهلي، وبالفعل انتصر الزمالك، فكان هذا الشخص سبباً في نصرة الزمالك مرة آخرى، فهل وصل حال النادي إلى هذه الدرجة، بأن يضعوا أيديهم في أيدي الكفرة لضرر البشر، ألا تعلم يامن ذهبت إلى الساحر لتضيع مستقبل لاعبين لا قوت لهم ولا عمل إلا لعب الكرة، قول رسول الله «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّد».
هناك أحاديث كثيرة عن خطورة الذهاب للسحرة لأنه كفر بنص القرأن، فقال تعالي {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
وفي حديث رسول الله، «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»، فالسحر هو الثاني في ترتيب الحديث بعد الشرك بالله.
السادة ولاة نادي الزمالك، جاء الإسلام والناس أجناس متفرقون، فلا رابطة تربطهم ولا صلة تجمعهم ولا قانون يحكمهم، والناس كانوا بأبائهم يفتخرون وعلى أحسابهم يتكلون وبأنسابهم يتطاولون ويتبجحون، وكانوا لاتفه الأسباب يثورون ويتقاتلون، وقد خلطوا عملا صالحا وأخر سيئا، ويحارب كل فريق منهم مخالفه حتى تمزقت وحدتهم وتفرقت كلمتهم وتقطعت صلتهم، فصاح فيهم الإسلام صيحة، دعاهم بها إلى الوحدة الشاملة والمساواة الكاملة في القيمة الإنسانية، فقال لهم «إنما المؤمنون أخوة»، وفرض عليهم هذه المعاني والوحدة، كما حرم التنازع والشقاق بعد الوفاق فقال «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
السادة أعضاء نادي الزمالك، رسالة الإسلام جامعة لكل صلاح، وهدفها التوحيد، وأمن الناس بالله، فدين المسلمين واحد وقبلتهم واحدة ولغتهم واحدة، وهذه الوحدة تسع الجنس البشري كله، فنداء إلى ولاه أمر نادي الزمالك، التسامح من أجل ما أمرنا به الله وسنة رسوله، ثم من أجل مصرنا الحبيبة، «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم».. فلماذا النزاع؟ هل من أجل المال؟ فقد قال رسول «حب المال والشرف ينبتان النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل»، وقال تعالى «يا أيها الذين أمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك أولئك هم الخاسرون»، وقال تعالى «إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم»، إذا ما العائد من النزاع والدنيا زائلة؟.. وقال عيسى عليه السلام، «لا تتخذوا الدنيا ربا فتتخذكم عبيدا، كنزوا كنزكم عند من لا يضيعه، فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه من الآفة، وصاحب كنز الله لا يخاف عليه من الآفة»، كما ورد أن عيسى عليه السلام، مر على نائم، فقال له «قم يا عبد الله، فقال له ما تريد مني وقد تركت الدنيا لأهلها، فقال له نم حبيبي»، فأراد أن ينبهه لظنه أنه غافل، إذ هو متنبه غاية التنبيه.
فعلى أعضاء نادي الزمالك، التسامح والتضامن، وخيرهم هو الذي يبدأ بالسلام، وترك الشقاق والنزاع والاتجاه للخير والسلام، وتجنب الكبرياء، لقول الإمام الشافعي «التواضع من أخلاق الكرام والتكبر من أخلاق اللئام، وأرفع الناس قدرا من لا يرى قدره واكبرهم فضلا من لا يرى فضله»، كما ينبغي لمن بغى عليه الصبر، ولا ينتصر لنفسه بل يفوض أمره إلى الله، وقد جاء في زابور داود عليه السلام، «يا دواد لا تبغ على من بغى عليك، تتخلف عنك نصرتي، فإني لا أنتصر إلا لمن رضي بعلمي ولم يقابل أذاه بالأذى».