المؤتمر الدولى للحوار بين الأديان فى العراق يوصى بمحاربة التعصب والخطاب المتطرف
الخميس، 14 ديسمبر 2017 10:05 ص
اختتمت المنظمة المسكونية لحقوق الإنسان والتنمية بجنيف أمس الأربعاء المؤتمر الدولى الأول للحوار بين الأديان حول التماسك السلمى والاجتماعى فى العراق والذى أُقيم فى بيروت فى الفترة من 11-13 ديسمبر بحضور أكثر من 42 مشارك من مختلف الأديان والطوائف والقوميات بالعراق وهى الكاكائية والإيزيدية والصابئة المندائية والمسيحية (الكنيسة الشرقية القديمة- كنيسة المشرق الآشورية، الكنيسة الإنجيلية، الكنيسة السريانية الأرثوذكية، كنسية الروم الأرثوذكس) والإسلامية (الطائفة السنة والطائفة الشيعية)، ومن المكونات العربية والكردية والشبكية الأرمنية والآشورية والسريانية.
وأوضحت المنظمة فى بيان لها اليوم، أن هذا المؤتمر يأتى فى إطار المتابعة لزيارات مجلس الكنائس العالمى للعراق واستجابة لطلب رؤساء الطوائف بضرورة وجود حوار على مستوى القيادات الدينية فى العراق، والتشاور وتبادل وجهات النظر لتحديد المعوقات والتحديات التى تواجه التماسك الدينى والاجتماعى فى العراق مع حتمية تفعيل دور الزعماء الدينيين فى نشر ثقافة السلام والعيش المشترك وقبول الآخر ومحاربة الطائفية ووضع آليات لإعادة تكوين مجتمعات مبنية على التعددية الدينية والثقافية.
وأوضح البيان أن المؤتمر بدأ بتأكيد من جميع ممثلى الطوائف بإعلان القضاء على داعش عسكريا وخلو العراق من هذا التنظيم الإرهابى بفضل مجهودات المجتمع الدولى والجيش العراقى.
وأكد أيمن نصرى رئيس المنظمة المسكونية أن البيان النهائى للمؤتمر قد خرج منه عدة توصيات هامة والتى من شأنها إذا تم تنفيذها أن تساهم بشكل كبير فى القضاء على الطائفية ومعالجة الآثار النفسية للحرب على الأقليات وإعادة توطينها فى المدن التى طردت منها على يد داعش عن طريق تنفيذ مشروعات تنموية مع تقديم توصيات من شأنها أن تعزز ثقافة العيش المشترك ومن أهم هذه التوصيات محاربة الخطاب الدينى المتطرف من خلال سن تشريعات و قوانين صارمة تعاقب كل من يحاول أن يحرض ويقتل باسم الدين مع تعزيز مفهوم المواطنة والمساواة وحرية الدين والمعتقد كذلك تعزيز المسئولية الاجتماعية للمؤسسات الدينية بمختلف هوياتها ومذاهبها والتأكيد على أهمية استمرار التواصل والحوار الدائم بين الأديان على مختلف المستويات خاصة الاجتماعية والثقافية وأيضا تقديم الدعم الحكومى والشعبى لرجال الدين والمؤسسات الدينية لمشروع العدالة الانتقالية.
كما شدد المشاركين على ضرورة الاعتراف بأن التطرف له جذر دينى فى بعض النصوص والتفسيرات فى التراث لذلك يجب العمل على تنقية الموروث التراثى من المضامين التى تغذى التطرف والفرقة بين الناس كاستخدام كلمة كافر لغير المسلم.
وأكد نصرى أنه على المستوى الثقافى والإعلامى فقد طالب المشاركين استبدال كلمة أقليات بكلمة مكونات مع ضرورة التوعية على دور جميع المكونات العراقية فى تنمية التراث الثقافى مع تعزيز ثقافة قبول أشخاص من المكونات المختلفة فى المراكز القيادية بما يحقق المساواة والعدالة الاجتماعية، وعلى المستوى التربوى ركزت التوصيات على ضرورة التعريف بجميع المكونات فى المناهج الدراسية فى مختلف المراحل الدراسية وفق رؤية كل مكون لنفسه، والتركيز على الدور الحضارى والمساهمات لكل مكوّن فى تاريخ الوطن، والتركيز على الانتماء إلى الوطن وعلى أن جميع المكونات عراقيّة أصيلة، ومراجعة مناهج اللغة العربية وتنقيتها من النصوص التحريضية والمسيئة للآخر، وتأهيل المعلمين لقبول الآخر والتعامل مع التنوع بشكل إيجابى، ومراجعة مادّة التربية الوطنية والتركيز فيها على التنوع وعلى مبادئ العيش معًا.
وفى نهاية البيان الختامى وجه المشاركون فى المؤتمر رسالة للمجتمع الدولى بضرورة وحتمية وقف تقديم الدعم لبعض المراكز الإسلامية ذات الأجندات المتطرفة مع ضرورة إيقاف الصراعات الدولية فى المنطقة من خلال دعم الجماعات المسلحة واستخدامها فى حمايات مصالحها السياسية والاقتصادية فى المنطقة، وتجفيف منابع الإرهاب.