في الذكري الأولي لتفجير الكاتدرائية.. ماذا حققت مصر في ملف محاربة الإرهاب؟
الإثنين، 11 ديسمبر 2017 07:41 م
في 11 ديسمبر قبل عام من الآن، تبنى تنظيم داعش الإرهابي عملية إرهابية في مصر عندما فجر أحد أفراده الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأسفر عن استشهاد 29 شخص من الأقباط وإصابة 31 آخرين، هذه الواقعة كانت المرة الأولى التي يتم فيها تفجير الكاتدرائية المرقسية، وقتها قال التنظيم الإرهابي أن التفجير تم بعبوة ناسفة تزن 12 كيلوجرام، من خلال حزام ناسف ارتداه أحد أفراده ويدعى أبو عبد الله المصري.
لكنه بعيداً عن تفاصيل هذا الحادث المأسوي، وما ألت إليه نتائجه يبقى سؤالاً ملحاً على الجميع، ماذا قدمت مصر خلال هذه العام من أجل محاربة الإرهاب؟.
أول شيء بدأت الحكومة المصرية لدحض الإرهاب، كان تحركاً دولياً في الأمم المتحدة، حيث نجحت مصر في مايو الماضي في الحصول على موافقة الدول أعضاء اللجنة بالإجماع على إطار دولي شامل لمكافحة الخطاب الإرهابي.
ميثاق دولي لمكافحة الإرهاب
حيث قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الرئاسة المصرية تواصلت مع لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن تنفيذا للتكليف الصادر إلى اللجنة من مجلس الأمن وفقا للبيان الرئاسي الذي أصدره المجلس إبان رئاسة مصر لمجلس الأمن في شهر مايو عام 2016، والذي طالب لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن بتقديم اقتراحات إلى المجلس بحلول 30 أبريل الماضي حول إطار دولي شامل لمكافحة رسائل الإرهاب.
ويتكون الإطار الدولي الشامل، الذي وضعته مصر والذي صدر كوثيقة من وثائق مجلس الأمن من ثلاثة عناصر أساسية تشمل، أولا التدابير القانونية الدولية في مجال مكافحة الإرهاب، وثانيا الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص للتصدي لرسائل الإرهاب، وثالثا بلورة خطاب مضاد لرسائل الإرهاب.
وينص الإطار الدولي المشار على إدانة مجلس الأمن بأشد العبارات للتحريض على الأعمال الإرهابية، ورفض أية محاولات لتبرير الأعمال الإرهابية لكون ذلك يحرض على ارتكاب مزيد من تلك الأعمال أو تمجيدها والدفاع عنها، كما يؤكد على مطالبة مجلس الأمن من الدول اعتماد تدابير تحظر وتمنع التحريض على ارتكاب الأعمال الإرهابية، وعدم توفير ملاذاً آمن لأي أشخاص مسئولين عن أعمال التحريض.
كما يؤكد أيضاً على أن خطر التحريض على ارتكاب الأعمال الإرهابية قد زاد بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وأن ذلك يرجع بالأساس إلى الزيادة في عدد الرسائل التي يتم بثها بواسطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشددا على أنه ينبغي على جميع الدول أن تتخذ الخطوات اللازمة لمنع توفير الملاذ الآمن لمن يمولون الأعمال الإرهابية أو يديرونها أو يدعمونها أو يرتكبونها.
قتل الإرهابيين في سيناء
الميثاق الدولي الذي طرحته مصر كان خطوة من بين خطوات كثيرة، أهمها الشغل على الأرض في سيناء من خلال تصدي القوات المسلحة والشرطة للعناصر الإرهابية كان من بينها عملية عسكرية في يوليو الماضي أسفرت عن مقتل أكثر من عدد 40 تكفيريا وتدمير 6 عربات بعد أن تعرضت قوات إحدى النقاط لانفجار عربات مفخخة نتج عنها استشهاد وإصابة 26 فردا من أبطال القوات المسلحة وجار تمشيط المنطقة ومطاردة العناصر الإرهابية.
هذه علمية من ضمن عمليات كثيرة قام بها الجيش والشرطة في سيناء، حيث منعت حدوث عمليات إرهابية خلال العامين الماضيين بشكل مكثف مثلما كان يحدث منذ أربعة أعوام، مما جعل إرهابيو داعش لا يستطيعون الدخول في مواجهات مباشرة مع قوات الجيش حتى لا يفقدوا عناصرهم أو أسلحتهم، وأصبحت عمليات الإرهابيين في سيناء تقتصر على المدنين العزل من السلاح.
السيطرة على جبل الحلال
قوات الجيش في حربها ضد الإرهاب استطاعت أن تسيطر على جبل الحلال في سيناء ذلك الجبل الذي حامت حوله أساطير كثيرة، حيث سيطر الجيش على الجبل الذي لم تطأه قدم عسكري من الجيش المصري عليه منذ اتفاقية كامب ديفيد، وقضاء على أسطورة الجبل، وما كان يحاك عنه من روايات أغرب من الخيال، وقبض على عشرات الإرهابيين هناك، كما عثر على وثائق ومستندات تعد كنزا معلوماتيا يفوق أهميته وثمنه كنوز مغارة على بابا، بجانب مخازن الأسلحة وسيارات الدفع الرباعي، وأثار مهربة ومخدرات.