"كأنه مفيش" .. الأحزاب إذا وعدت بمحاربة الإرهاب أخلفت
الثلاثاء، 05 ديسمبر 2017 06:54 م
المعلومات المفزعة التى تداولها الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، خلال مؤتمر التطرف وأثره على التراث، بشأن إصدار دار داعش 30 ألف تويتة يومية بـ12 لغة لنشر فكرها بين الشباب، سلطت الضوء على دور المجتمع المدني والقوى الناعمة والثقافة والأحزاب في تلك الحرب الطاحنة التي يخوضها الوطن ضد القوى الظلامية، وعلى وجه التحديد الأحزاب التى أعلنت أكثر من مرة عن تصديها لتلك الأفكار بحملات توعية وندوات تثقيفة لم تترك صدى ملموساً حتى الآن.
الشعبية لمكافحة الإرهاب
فى سياق الحديث عن تلك الكيانات الوهمية المستخدمة من أجل الاستهلاك الاعلامى أعلن أعلن سيد عبدالغني رئيس الحزب الناصري، تأسيس ما يسمى بالجبهة الشعبية لمكافحة الإرهاب لتشكل لجاناً شعبية بمقرات الأحزاب لمكافحة الإرهاب، موضحًا أن شباب وقيادات الأحزاب سيرفعون من وعي الشباب المصري وسينقذونهم من الأفكار الإرهابية، الا أن شيئًا من ذلك لم يتحقق منذ تاريخه
اجتماعات لم الشمل
فيما جاءت أيضًا اجتماعات لم الشمل للأحزاب على ذات الغرار، ففي الثالث من أغسطس من العالم الجارى ، اجتمع رؤساء الأحزاب المصرية في ندوة تحت عنوان لم الشمل، من أجل الاصطفاف الوطني لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد مصر في الداخل والخارج بهدف النيل من استقرار الدولة المصرية والإضرار بوحدتها الوطنية وعرقلة جهود القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي الرامية إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي والتشريعي والاجتماعي في البلاد.
وشهدت اللجنة كلامًا طبيًا ووعود براقة جذابة وآمال عريضة حيث أجمع المشاركون في الندوة على ضرورة تقديم جميع أوجه الدعم للقيادة السياسية التي ثبت بما لا يدع مجالا للشك قدرتها على التخطيط والإنجاز واتخاذ القرارت الصعبة لإحداث إصلاحات طال انتظارها في جميع المجالات من أجل تحقيق رفعة الوطن والنهوض به لتكون مصر في مصاف الدول الكبرى وتعود للمكانة التي تستحقها في المنطقة.
الا أن شيئًا من ذلك لم يحدث بعد الندوة مباشرة بل وقع الاحزاب فى هوس الانقسامات والصراعات الداخلية.
انقسامات الاحزاب
الشاهد من اختفاء دور الأحزاب فى تلك الحرب أنها لا تعي خطورة الظرف الراهن، مُغلبة النزاعات على الوطن، فقد شهدت أكبر الاحزاب من حيث التمثيل العددى تحت البرلمان حزب المصريين الأحرار، انقسامًا حادًا مطلع العام بين مؤسسة المهندس نجيب ساويرس من جهة، والدكتور عصام خليل رئيس الحزب، نتج عنه استقالات جماعية داخل الحزب كان آخرها، استقالة إيمان إمبابي، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالحزب، حيث أعلنت إمبابي تقدمها باستقالة مسببة من كافة المناصب القيادية وعضوية الحزب، على خلفية ما وصفته بممارسات "مريبة" لرئيس الحزب، مؤكدة أن سر الخلاف مع الأمين العام للحزب يكمن فى لغز تمويل الحزب الذى يصر عصام خليل رئيس الحزب على أن يكون له وحده.
كما تشابه مع حزب الوفد الذى خاض عدد من المعارك الجانبية التى قسمت الحزب إلى فرق متناحرة تتبادل الاتهامات والشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وانتهى به المطاف بالتواري بعيدًا عن الاضواء، منكفئًا على ذاته لاحتواء ازماته الداخلية التي مَزعَته إلى ثلاث جبهات جبهة بدراوى، والبدوى وتيار الإصلاح، بسبب اخفاقات البدوى المتكررة فى إدارة الحزب، والخوض فى معارك جانبية لاسباب شخصية تتعلق بشخص رئيس الحزب، أدت إلى استقالات جماعية داخل عدد كبير من أمانات المحافظات .