بدأت علامات التغيير تدب سريعا فى شوارع العاصمة الافغانية كابول بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم، حيث أظهرت لقطات أحد عناصر حركة طالبان وهو يشوه صور النساء الملصقة على وجهات محال التجميل في كابول، مما يشير إلى تكرار السيناريو السابق من المعاملة القاسية والوحشية التي تعرضت لها النساء في ظل حكم طالبان السابق.
ورش أحد جنود طالبان، صورة النساء على المحال بطلاء أسود لإخفاء معالم العارضات الموضوعة للدعاية لمحال بيع أدوات التجميل المبتسمات، وظهر في الصور الجندي وهو يقبل على هذا التصرف خلال مروره أمام أحد المحال أثناء دورية في الشارع ويحمل بندقيته على كتفه، حسبما نقلت شبكة "يورو نيوز".
كما لم ينتظر أصحاب بعض المحال ردود فعل جنود حركة طالبان خلال مرورهم في الشوارع، حيث قام أحد هذه المتاجر على الأقل بتبييض جدران المحال الخارجية لتغطية الإعلانات التي تظهر وجوه نساء مبتسمات في ملابس الزفاف كطريقة عادية للدعاية للمحال، وأقبل على هذا التصرف خوفا من بطش حركة طالبان.
وينتظر المرأة الأفغانية مصير مجهول بعد سيطرة حركة طالبان على جميع ربوع أفغانستان، لتعود الذاكرة لأيام اعتقدت الكثير من الأفغانيات أنها ولت ولا تعود مرة أخرى، ليكون الأمر ليس ببعيد فما بين ليلة وضحاها، عادت حركة طالبان لتسيطر على البلاد من جديد، ولعل أبرز المخاوف حول المرأة الأفغانية، والتى تعاملت معها أعضاء الحركة أنها ليس لها دورا فى المجتمع إلا منزلها فقط وليس مسموح لها بالتعليم أو الخروج من المنزل أو التسوق وكأنها تعيش داخل سجن فى بلدها.
ولعل حديث المتحدث باسم طالبان في أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحفي تعقده الحركة في العاصمة الأفغانية كابول بعد سقوط البلاد في أيدي مقاتليها، أعطى بعض التطمينات والتعهدات باحترام حرية الصحافة وبعدم اضطهاد الصحفيين، كما أكد أن النساء سيسمح لهن بمواصلة عملهن شرط وضعهن الحجاب أو غطاء للشعر، وأعلن مجاهد "نهاية الحرب" والعفو عن جميع الخصوم