طالبان من الأدغال للقصر الرئاسي في كابول .. ماذا يحدث في أفغانستان؟
الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 12:17 مإيمان محجوب
خلال الأيام الماضية شهدت أفغانستان أحداث مثيرة ومتسارعة قلبت الأوضاع في العالم وجعلت القيادة الأميريكية، تقف مذهولة، فبعد 20 عاما من الحروب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في افغانستان ، إجتاحت قوات حركة طالبان معظم المدن الأفغانية، حتي وصلت للقصر الرئاسي التي أحكمت السيطرة عليه دون مقاومة من حراسة، وذلك بعد هروب الرئيس الافغاني أشرف غني وبعض مساعدية للولايات المتحدة الأميريكية، وأصبح السؤال: ماذا يحدث في أفغانستان؟
أول ظهور لحركة «طالبان» كان بدعم أمريكي للمشاركة في مقاومة قوات الاتحاد السوفيتي التي دخلت أفغانستان عام 1979 لدعم الحكومة الأفغانية الصديقة للاتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفيت والذين حصلوا على دعم من بعض الدول المعادية للاتحاد السوفييتي وقتها «الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، وباكستان ومصر في نهاية حكم الرئيس أنور السادات» خلال هذة الفترة من التدخلات الخارجية في دولة افغانستان تغير وجهها الاشتراكي المتحرر إلي حروب أهلية طاحنة خلفت ورائها بلد ممزق.
حركة «طالبان» أو حركة طلاب العلم الديني ، الذي وصفها المحللين بانها صنيعة أمريكية لضرب الاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة بين القطبين الرأسمالي والاشتراكي ،لم توقف نشاطها بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي، وانسحاب القوات السوفييتية من افغانستان بين 15 مايو 1988 و2 فبراير 1989 بل كبر طموحها، ودخلت في مواجهات مع حركات المقاومة الأخرى التي شاركتها محاربة السوفيت، انتهت بإنتصار لـ«طالبان» ووصولها إلى حكم أفغانستان عام 1996 وبرغم الدعم الذي لقيته الحركة في بداية نشأتها من العديد من الدولة ، لكنها عندما وصلت للحكم لم يعترف بها دوليا سوي من دولة باكستان.
لذلك لم يستمر حكم «طالبان» كثيرًا، بعد رفض المجتمع الدولي الاعتراف بنظام حكمها المتطرف، الذي قضي علي العديد من الحريات والحقوق، حتي تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا وأطاحت بالحركة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 بدعوي أن حركة «طالبان» ترعى الإرهاب وتستتر علي أسامة أبن لادن وقيادات تنظيم القاعدة.
ورغم الحصار الدولي للحركة واجتياح القوات الامريكية لافغانستان رفضت الحركة ، الاستسلام وقررت حمل السلاح لمواجهة القوات الامريكية، فلجأت لأدغال وجبال أفغانستان، وظلت تقاتل لمدة عشرين عام.
وبرغم الضربات التي تلقاتها الحركة لم تتراجع، وساعدها في ذلك الطبيعة الجبلية لأفغانستان، كما أن الحركة تتمتع بظهير قبلي، من البشتون اكبر مجموعة عرقية بأفغانستان، رغم وجود عرقيات أخرى مثل الأوزبك والطاجيك والهزارة.
وخلال عشرين عاما دعمت الولايات المتحدة إقامة جيش أفغاني قامت بتدريبه وتجهيزه، حتي رأت «واشنطن» ضرورة سحب قواتها من أفغانستان ، وبعد الانسحاب الأمريكي، تقدمت «طالبان» نحو العديد من المدن دون أي مقاومة، بل وبترحيب من الأهالي في بعض المناطق.
وخلال أيام نجحت حركة «طالبان» في تطويق العاصمة «كابول»، بعد هروب الرئيس أشرف غني وعدد من مساعدية وإعلانه انتصار الحركة، في تدوينه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وبعد هروب « غني » كان الانهيار السريع للجيش، نتيجة تخلي الحكومة عنه في كثير من المناطق، وتجاهل إرسال الدعم له أو مروحيات تساندهم في معاركهم مع قوات حركة طالبان.
وعندما اقتحمت قوات حركة طالبان العاصمة كابول كانت القوات الحكومية الافغانية وصلت إلى قناعة بضرورة تجنب القتال ، فخرجت بيانات وتصريحات متبادلة بين القوات الحكومية وحركة طالبان تؤكد ضرورة تفادي القتال، والتوافق على آلية لإنتقال سلمي للسلطة يعيد حركة طالبان إلى القصر الرئاسي والحكم بعد 20 عام، ليتغير وجه افغانستان المشرق المتحرر بعد 40 عام الحروب الاهلية والصراعات والتدخلات الخارجية ، للعصور الجاهلية و حياة الكهوف والادغادل.