«سايجون - كابول» التاريخ يعيد نفسه.. متلازمة انسحاب العقدين تطارد «أبناء العم سام»
الخميس، 19 أغسطس 2021 03:00 صمحمد فزاع
ما أشبه الليلة بالبارحة، المشاهد واحدة والتاريخ أيضا واحد رغم فارق السنوات بين الحدثين الأهم للولايات المتحدة، ولكن الخسائر كانت أكبر في إحداها.
20 عاما من الأموال الضخمة مع ضحايا ليس بالمئات بل بالآلاف، تبخرت مع عودة طالبان للسيطرة على أفغانستان، في مشهد تكرر في سايجون منتصف السبعينيات، في حرب فيتنام.
المشهد المألوف لتدافع الأفغان على الطائرة العسكرية الأمريكية التي تجلي المواطنين، كان مشابها في التفاصيل لما حدث عام 1975، بتدافع على مروحية من سطح أحد المنازل بمدينة سايجون في ختام حرب فيتنام.
كيف كان سقوط سايجون؟
شهدت حرب فيتنام 1955، نزاعا بين الحكومة الشيوعية لفيتنام الشمالية، وجنوب فيتنام التي كانت تدعمها الولايات المتحدة، واستمر النزاع لحوالي 20 عاما، مع أموال ضخمة قدرت بالمليارات دفعتها الولايات المتحدة.
وتعني كلمة «سقوط سايجون» استيلاء القوات الشيوعية للجيش الشعبي الفيتنامي، على عاصمة فيتنام الجنوبية، التي تسمى أيضا «سفيت كونج» في عام 1975.
وكانت هناك حرب باردة، وكان الشمال مدعوما من الاتحاد السوفيتي وحلفاء شيوعيين آخرين، بينما كان الجنوب مدعوما من قبل قوات غربية، من بينها مئات الآلاف من القوات الأمريكية.
وسحبت أمريكا قواتها من فيتنام الجنوبية 1973، بعد سقوط المدينة الجنوبية بعامين، واستيلاء القوات الشمالية على سايجون، وسمتها فيما بعد مدينة «هوشي منه»، على اسم الزعيم الفيتنامي الشمالي الراحل.
وأعلنت وقتها الولايات المتحدة، إجلاء أكثر من 7 آلاف أمريكي وفيتنامي جنوبي، في مروحية مع تدافع المئات في صورة تشبه المشهد المألوف في مطار كابول.
كابول وسايجون.. الخسائر كارثية
مثلت الحرب في سايجون، أول هزيمة فعلية للولايات المتحدة وهزت مكانتها عالميا، كما كلفتها مليارات الدولارات، وحياة أكثر من 58 ألف أمريكي، حتى باتت أزمة حتى وقتنا هذا وتسمى «متلازمة فيتنام»، وتعني إحجام الناخبين الأمريكيين عن الالتزام بالقوة العسكرية في الخارج.
وأنفقت الولايات المتحدة، أكثر من 2.26 تريليون دولار على الحرب في أفغانستان خلال 20 عامًا، منذ 2001، في أقل تقدير، فيما أظهرت وثائق أن الميزانية التي أُنفقت في أفغانستان تجاوزت 300 مليون دولار يوميا، لمدة عقدين، أي حوالي 50 ألف دولار لكل فرد من سكان أفغانستان بالمقارنة بعددهم البالغ 40 مليون نسمة.
وقُتل أكثر من 3500 من عناصر قوات التحالف في أفغانستان، من بينهم 2300 جندي أمريكي، كما قُتل ما يقارب 4000 متعاقد مدني أمريكي.
ويرى محللون أن الانسحاب من فيتنام 1975، أثر وقتها في الرئيس الأمريكي السابق، جيرالد فورد، ولكن مع جو بايدن، الوضع مختلف كثيرا مع الهزيمة الثانية لأمريكا، وسيكون كبيرا مع الحرب الداخلية.
وانتقدت رئيسة مؤتمر مجلس النواب الجمهوري، إليز ستيفانيك، الانسحاب من أفغانستان وقالت «هذه هي سايغون جو بايدن. فشل ذريع على المسرح الدولي لن ينسى أبدا»، أما رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، أوضح أنه لا تشابه في الأحداث مضيفا: «قد أكون مخطئا، من يدري، لكن لا يمكنك التنبؤ بالمستقبل، طالبان ليسوا مثل جيش فيتنام الشمالية، الوضع مختلف».