فخ طالبان ..الحركة تحاول استدراج المسئولين الحكوميين ب" العفو العام" .. والأمم المتحدة تكشف انتهاكات بحق المدنيين والنساء
الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 08:02 م
يبدو أن حركة طالبان قررت تنفيذ مخططها لاستدراج المسئولين الحكوميين الذين فروا من البلاد عقب استيلاء الحركة علي الأوضاع في أفغانستان، حيث تحاول الحركة تجميعهم لتنفيذ حكم الإعدام بهم عبر إعلان " مريب " عن العفو العام عن كل المسئولين الحكوميين.
وقالت الحركة في بيان لها أنها قررت العفو العام عن المسئولين الحكوميين، وحثت على "العودة إلى العمل"، وجاء ذلك عقب مغادرة رئيس البلاد أشرف غني للقصر الرئاسي إلى خارج البلاد، ليضع مقاتلو "طالبان" عقب ذلك أيديهم على القصر، ويسيطروا على العاصمة.
النية المبيتة لمحاكمة المسئولين الحكوميين عبر بيان عفو " مشكوك فيه " كشفه اعتراض مقاتلو الحركة لمروحية "مي – 17" في مطار مدينة هيرات الأفغانية لدى محاولة مسئولين حكوميين الفرار بها من المدينة التي سقطت في يد الحركة.
وقد ظهرت هذه النية عبر قيام الحركة بإعدام جنود حكوميين، علاوة علي الزواج القسري بين النساء ومقاتلي طالبان، وهجمات غير مبررة على المدنيين.
وأشار موقع "فوينيي أوبزريفاتيل" الروسي إلى أن "المسؤولين الحكوميين أرادوا الفرار من المدينة بعد أن أصبحت تحت سيطرة "طالبان"، لكن المسلحين تمكنوا من اعتراضهم قبل إقلاع المروحية مباشرة".
وأظهرت مشاهد على الإنترنت "مسلحين بملابس داكنة يقتربون من طائرة الهليكوبتر أثناء استعدادها للإقلاع".
التشكيك في عفو طالبان سبقه ميراث قديم من العنف والدم رصدته المنظمات الدولية عبر عدد من البيانات .
الغريب أن الحركة لم تستطع إقناع المواطنين بسلميتها، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن موظف حكومي سابق، يختبئ في كابول، قوله: "القلق يساور الجميع، لم يستهدفوا الناس بعد، لكنهم سيفعلون، وهذه هي الحقيقة، ربما خلال أسبوعين أو 3، ولهذا يكافح الناس من أجل الخروج الآن".
من جانبه نشر موقع وول ستريت جورنال تقريرا قال فيه : يبدو أن طالبان تمتنع عن تنفيذ الاعتقالات الجماعية الفورية أو ارتكاب أعمال عنف في كابول، "لكن سلوكها في الأسابيع الأخيرة يشير إلى أنها ستسعى للانتقام على الأقل من بعض أولئك الذين عملوا لصالح الحكومة أو الدول الأجنبية".
من جانبها كشفت المنظمات الحكومية عن قلقها البالغ بشأن التطورات في أفغانستان، على أنه "يتوجب على طالبان الالتزام باحترام حقوق الإنسان".
وأفادت الأمم المتحدة بوجود "تقارير عن انتهاكات بحق النساء في أفغانستان بعد سيطرة طالبان" على معظم البلاد. ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي "لتقديم الدعم للأفغان الذين يتعرضون للخطر".
وحثت الأمم المتحدة حركة طالبان على الوفاء "بوعودها"، بما في ذلك تعهداتها بمنح عفو للعاملين السابقين بالحكومة الأفغانية، ودمج النساء والسماح للفتيات بمواصلة التعليم.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل للصحفيين اليوم في جنيف "أصدرت طالبان عدداً من التصريحات التي تبدو مطمئنة على السطح. لكن أفعالهم تتحدث بشكل أعمق من الكلمات، ولا يزال الوقت مبكراً جداً لإصدار حكم". وقال إن وعود طالبان "يجب الالتزام بها".
وأضاف كولفيل: "بالنظر إلى تاريخهم السابق، فمن المتوقع أن تقابل هذه التصريحات ببعض الشك. لكن الوعود قد قُطعت، وسواء تم الوفاء بها أم لا، فسنراقب ذلك عن كثب".