أزمة متفاقمة تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أشهرها الأولي خلفتها سياسات الانفتاح علي المهاجرين غير الشرعيين علي الحدود، بخلاف الإجراءات التي طالما اتبعها الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو ما أثار حالة من القلق في أوساط الحزبين الديمقراطي والجمهوري علي حد سواء.
وكشف استطلاع جديد أجرته صحيفة ذا هيل الأمريكية، أن عددا كبيرا من الأشخاص في الولايات المتحدة يعتقدون أن الإدارة الحالية للرئيس جو بايدن تتحمل المسئولية أكثر من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عن الوضع الحالي للمهاجرين على الحدود الجنوبية مع المكسيك.
وفقًا للاستطلاع الذي أجري عبر الإنترنت، قال 44% من المشاركين فيه إن الرئيس بايدن يتحمل مسؤولية زيادة المهاجرين على الحدود، بينما قال 28% إن الرئيس السابق ترامب هو المسؤول.
بينما قال 20% إن الإدارتين متساويتان في المسؤولية، وقال 7% إن لا أحد منهما مسؤول.
وعلى المستوى الحزبى، قال 73% من المشاركين المنتميين للحزب الجمهورى أن العبء يقع على عاتق الإدارة الحالية- إدارة بايدن- ويشاركهم الرأى 38% من المستقلين، بينما قال عدد كبير من المشاركين الديمقراطيين بنسبة 46% أن العبء يقع على عاتق إدارة ترامب.
وبحسب تقرير آخر نشرته شبكة سى أن إن، فإن الولايات المتحدة فى طريقها لاستقبال رقم قياسى يبلغ مليونى مهاجر أو أكثر خلال هذه السنة المالية التى تنتهى فى 30 سبتمبر.
وتكافح إدارة بايدن للتعامل مع ما يمكن أن يكون أكبر موجة من المهاجرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة منذ 20 عامًا، خاصة مع زيادة عدد الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم على الحدود مع المكسيك فى الأشهر الأخيرة حيث قررت الإدارة عدم ترحيل القاصرين.
وكشفت صور جديدة نشرت لأول مرة عن أوضاع المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، والتى نشرها مكتب النائب هنرى كويلار عن ظروف سيئة تٌظهر الازدحام فى منشأة مؤقتة لهيئة الجمارك وحماية الحدود. وتُظهر الصور التى التقطت أماكن الإقامة المؤقتة للأطفال المهاجرين فى مرفق مزدحم فى دونّا بولاية تكساس.
وقالت شبكة «سى بى إس نيوز» فى وقت سابق أن السجلات التى راجعتها أظهرت أن الحكومة الأمريكية لديها حوالى 15500 مهاجر قاصر غير مصحوبين بذويهم محتجزين فى الولايات المتحدة.
ويقضى الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم 136 ساعة فى المتوسط فى عهدة هيئة الجمارك وحماية الحدود، بما يتجاوز الحد الزمنى القانونى البالغ 72 ساعة.
يذكر أن وزارة الأمن الداخلى دعت فى وقت سابق فى بيان صادر عنها الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ إلى دعم الجهود الحكومية خلال الـ 90 يومًا القادمة لاستقبال وإيواء ونقل الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين يقومون برحلة خطرة إلى الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة.
وفى استطلاع أخر لمجلة نيوزويك، وجد أن أغلبية الأمريكيين لا يوافقون على سياسات جو بايدن الخاصة بالهجرة وتعامله مع أزمة الحدود الأمريكية المكسيكية، ويعتقد الناس أن إعادة توحيد الأطفال المهاجرين وآبائهم الذين تم فصلهم عنهم على الحدود يجب أن يكونوا أهم أولويات الحكومة الفيدرالية.
ووفقا للاستطلاع الذى أجرته وكالة أسوشيتدبرس مع NORC، فإن 56% من المشاركين يرفضون موقف بايدن من الهجرة، بينما يعارض 55% الوضع الحالى على الحدود.
ويأتى الاستطلاع فى الوقت الذى أدان فيه المشرعون الجمهوريون بايدن لتعامله مع الحدود، واتهموه بالتشجيع على زيادة المهاجرين.
وكان عدد المهاجرين العابرين للحدود الأمريكية المكسيكية قد بلغ أعلى مستوى له منذ عدة سنوات. وأرسل حاكم ولاية تكساس جريج أبوت خطابا لبايدن فى أواخر مارس يطالب بإجابات على الأزمة الإنسانية على الحدود.
و دعا الجمهوريون فى الولايات المتحدة البيت الأبيض إلى تبنى سياسات هجرة أكثر تقييدًا للتعامل مع الارتفاع فى عدد الوافدين الجدد على الحدود مع المكسيك.
وفى حديثه إلى فوكس نيوز، انتقد النائب الجمهورى جيم جوردان الرئيس جو بايدن، بسبب التراجع عن سياسات ترامب الحدودية.
وقال جوردان: "ما يحدث الآن هو أكثر من مجرد أزمة.. إنه فوضي.. فوضى كاملة"، وأضاف النائب الجمهورى أن ذلك يترك أفراد ومنشئات الحدود تحت ضغط، داعيا إلى العودة لاتباع سياسات ترامب فى السيطرة على الحدود والهجرة.