طهران ممرها الآمن.. مخطط قطر للتقرب من إدارة جو بايدن
الخميس، 18 فبراير 2021 01:00 م
إلا أن العلاقة بين قطر وكلا من تركيا وإيران، ربما تباينت بحسب كل المعطيات الدولية المتاحة، والتي تحكمها التغيرات الكبيرة التي شهدتها السياسات الأمريكية، بدءً من إدارة أوباما، وحتى انطلاق حقبة بايدن، حيث توطدت العلاقة القطرية مع تركيا مع بداية حقبة أوباما، بينما تدرجت مع إيران إلى أن وصلت إلى ذروتها، مع إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية الكبرى.
ومع انطلاق حقبة الرئيس جو بايدن، والتي تزامنت مع المصالحة الخليجية، تبقى تحركات الإمارة الخليجية مرهونة إلى حد كبيرة بالرؤى الأمريكية، وهو ما يبدو في الإعلان مؤخرا حول استعداد الدوحة للقيام بدور الوسيط بين طهران وواشنطن، فى إطار رغبة الإدارة الأمريكية الجديد في العودة إلى الاتفاق النووي، باعتباره جزءً من الإرث، والذى ساهم فيه بايدن عندما كان نائبا للرئيس، وبالتالي يسعى إلى استعادته في المرحلة المقبلة، بعدما نجح ترامب في تقويضه، عبر الانسحاب منه أولا في مايو 2018، ثم بعد ذلك من خلال سياسة فرض العقوبات، والتي ساهمت بصورة كبيرة في الحد من الأنشطة التخريبية التي قامت بها طهران.
المبادرة القطرية للوساطة بين واشنطن وطهران، تمثل امتدادا لمحاولات الدوحة لاسترضاء واشنطن، في المرحلة الحالية، بينما تبقى المواقف القطرية تجاه تركيا فاترة، في ظل عدم وضوح موقف أمريكا في عهد بايدن، والذى ربما تبقى خطواته للتقارب مع أنقرة محدودة بسبب المواقف الأوروبية المتشككة في النوايا التركية، في ظل سياسة الابتزاز التي يمارسها أردوغان، عبر تصدير أزمة اللاجئين تارة، بالإضافة إلى دعم الميليشيات الإرهابية، والتي تجاوزت في تهديداتها النطاق الإقليمى في الشرق الأوسط، إلى الغرب الأوروبى، وهو ما تترجمه العمليات المتواترة، التي هزت العديد من عواصم القارة العجوز في الآونة الأخيرة.
ولعل المبادرة القطرية، بالقيام بدور الوساطة بين طهران وواشنطن، تعد بمثابة «المحلل» لخطوة التقارب الأمريكي لإيران، حيث تعول عليها واشنطن بدرجة كبيرة، من أجل الحصول على المباركة الخليجية في المرحلة المقبلة، للخطوة، خاصة وان الولايات المتحدة ربما تدرك انها لا يمكنها عقد الاتفاق مع طهران، دون مباركة الجوار الإقليمى لطهران، وبالتالي فتحاول قطر تقديم فروض الولاء والطاعة لواشنطن في المرحلة الحالية عبر القيام بهذا الدور، وهو الدور نفسه الذى سبق وأن قامت به عدة مرات، أبرزها في اتفاق أوباما مع طهران قبل ما يقرب من 6 سنوات.
وهنا يثور التساؤل حول ما إذا كانت الخطوة القطرية، تمثل انتهاكا جديدا للالتزامات التي قطعتها الدوحة على نفسها، قبل أسابيع قليلة، خلال قمة «العلا» التي استضافتها السعودية، والتي قامت على أساسها، المصالحة الخليجية بعد سنوات من المقاطعة، والتي قامت في الأساس على الالتزام بعدم تهديد أمن دول الجوار، خاصة مع تمادى الميليشيات الموالية لطهران، في اليمن، في انتهاكاتها ضد السعودية، عبر إطلاق الطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين.