«دماء التلاميذ بكل مكان».. مشاهد لا تنسى في الذكرى الـ51 لمذبحة "بحر البقر"

الخميس، 08 أبريل 2021 12:54 م
«دماء التلاميذ بكل مكان».. مشاهد لا تنسى في الذكرى الـ51 لمذبحة "بحر البقر"
النصب التذكاري لشهداء مذبحة مدرسة بحر البقر

تمر اليوم الذكري الـ51 لمذبحة شهداء مدرسة " بحر البقر" بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، والتى ارتكبها العدو الصهيونى فى صباح الثامن من أبريل عام 1970، ضد أطفال عزل، بالطائرات الإسرائيلية وراح ضحيتها 19 تلميذا وتلميذة وأصيب 50 آخرين.
 
وبالرغم من مرور 51 عاما على مذبحة بحر البقر، لم يمحى من ذاكرة العم "محمد أبو محجوب عبد الونيس" مقيم قرية 1 الصالحية بحر البقر، 66 عاما ما شهده فى هذا اليوم، حيث استرجع هذا اليوم، قائلا: كان عمرى 17 عاما وقت المذبحة ولازال أمام عينى مشهد آثار دماء الأطفال الطاهرة التى سالت على ملابسه واغرقتها حتى اليوم، فدائما يمر شريط الذكريات أمامه ليتذكر دماء التلاميذ الطاهرة التى سالت على ملابسه وأغرقتها، وأنه كان من أوائل الأهالى الذين ذهبوا إلى المدرسة لنقل الأطفال فى جراره الزراعى إلى المستشفى.
 
ويضيف: كان لدى جرار زراعى يقوم بأعمال صيانة له بورشة مجاورة للمدرسة فى الثامنة من صباح يوم الأربعاء عام 1970، وفجأة سمع صوت انفجار مدمر وانهيار جدران المدرسة، وشاهد آثار التدمير بها، وأشلاء التلاميذ وقد تبعثرت فى الشوارع المجاورة للمدرسة من شدة الصواريخ التى تم تدمير المدرسة بها، وأن الأهالى شاركوا معه بوضع التلاميذ فى جرار الزراعى لنقلهم إلى مستشفى الحسينية العام، وفى الطريق توفى ما يقرب من 19 تلميذا قبل وصولهم إلى المستشفى وتم نقل المصابين منهم إلى المستشفى، فيما أصيب أكثر من 50 تلميذا بإصابات خطيرة خلفت لبعضهم عاهات مستديمة.
 
السيدة نبيلة على محمد حسن، تحرص على مدار 51 عاما إحياء ذكرى استشهاد نجلها "ممدوح حسنى" ابن الـ6 أعوام فى مذبحة مدرسة بحر البقر، بالتوجه إلى النصب التذكارى بمدخل قرية 2 بحر البقر لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة وأرواح زملاءه، لن يمحى من ذاكرة السيدة العجوز تفاصيل يوم 8 أبريل من عام 1970، واصفة هذا اليوم، باليوم الأسود فى حياتها وحياة أهالى شهداء مدرسة بحر البقر، قائلة: أصيبت بالقلب من هول هذا اليوم، فصوت طائرات الفانتوم لن أنساه أبدا ولن يروح من ذكرتى، وسردت قصتها قائلة: زوجى توفى قبل المذبحة بأربعة سنوات، وترك لى 4 أطفال، ويوم المذبحة، جهزت ساندوتشات لأطفالى، لأنهم يذهبون لمدرسة بعيدة عن القرية، وقمت للقيام بأعمال الخبيز فى الصباح، و نجلى ممدوح قالى "يا ماما عايز ساندوتش أخذه المدرسة قلت له هخبز عيش وأجهز لك ساندوتش تعالى فى الفسحة خده، قالى مش راجع فى الفسحة، ومرجعش للأبد".
 
وتابعت الحاجة "نبيلة": فجأة سمعت صوت غارة قوية، أسفرت عن تهشم نوافذ المنزل، من صوت الانفجار، وخرجت مسرعة لكى أبحث عن أطفالى، وعندما شاهدتهم حضنتهم، وحمدت الله أنهم بخير، ولكنها سرعان ما تذكرت، أن "ممدوح" كان بالمدرسة، فهرعت حافية إليه وجدته جثة وأحد الأهالى يحتضنه وسلمه لي، وأسرعت بيه على أمل أن الروح فيه، وفى الطريق حاول أحد الأهالى إيقاف سيارة سائق كان يعمل مع المرحوم زوجى، لكى تركب معه.
 
وتقول الحاجة نبيلة،: أخذت مع أطفالى الثلاثة الأيتام بالعربية، وبعد ما صعدت العربية ربع نقل شاهدت على الكرسى أطفال مصابين وأشلاء المجزرة، فخفت ونزلت من هول المنظر مع أبنائى، وأخذت إلى قرية المناجاة مسقط رأس والده ودفنته.
 
في سياق متصل، افتتح الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، أعمال تطوير متحف شهداء مدرسة بحر البقر الابتدائية التابعة لإدارة الحسينية التعليمية، فى حضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية، وتفقد تفقد المحافظ ومرافقوه مقتنيات المتحف والتى تضم بقايا الأدوات المدرسية من "سبورة – تخت مدرسية"، بالإضافة إلى متعلقات التلاميذ من "كراريس" وكشاكيل" و"أقلام" و"مريلة" مدرسية ملطخة بالدماء، مشيدا بطريقة العرض المتحفية الحديثة والتى تتلاءم وتتماشى مع ما موجود فى المتاحف المصرية وذلك بعد أن تم وضعها بفاترينات عرض محكمة الغلق لتأمينها والحفاظ عليها من العوامل الجوية .
 
وقال عبد العظيم مصطفى مدير الإدارة التعليمية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، إن ذكرى بحر البقر ذكرى حزينة على قلوب المصريين جميعا، وكان متحف شهداء المدرسة عبارة عن تجمع مقتنيات الشهداء داخل فصل دراسي داخل مدرسة شهداء بحر البقر.
 
يذكر أنه فى صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970م فى الساعة 9:20 ص، كانت مدرسة بحر البقر على موعد لتدخل التاريخ من باب الكوارث، حيث قامت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم، تزن "1000 رطل" بقصف المدرسة وتدميرها على أجسام التلاميذ الصغار.
 
وأسفرت الهجمات عن استشهاد 19 طفلا وطفلة وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب ومدرس و11 شخصاً من العاملين بالمدرسة، وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا.
 
ومن أسماء التلاميذ الشهداء "حسن محمد السيد الشرقاوى"، و"محسن سالم عبدالجليل محمد"، و"بركات سلامة حماد"، و"إيمان الشبراوى طاهر" و"فاروق إبراهيم الدسوقى هلال"، و" محمود محمد عطية عبدالله"، و"جبر عبدالمجيد فايد نايل"، و" عوض محمد متولي الجوهري"، و" محمد احمد محرم"، و" نجاة محمد حسن خليل"، و" صلاح محمد إمام قاسم"، و" أحمد عبدالعال السيد"، و" محمد حسن محمد إمام"، و" زينب السيد إبراهيم عوض"، و"محمد السيد إبراهيم عوض" و"محمد صبرى محمد الباهي"، و"عادل جودة رياض كراوية"، و"ممدوح حسنى الصادق محمد".
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق