حينما بكي الزعيم ناصر علي شهداء مجزرة بحر البقر
الطيار اﻹسرائيلي الذي قصف مدرسة شهداء بحر البقر: كنا نعلم أنها مدرسة للأطفال ولكن أردنا توصيل رسالة (صور)
الأحد، 08 أبريل 2018 05:37 م
تمر اﻷيام والسنين، وتتبدل الأماكن، لكن الذكرى المريرة تظل عالقة باﻷذهان، تتجرع مرارتها وتبكي فصولها المأساوية، تلعن مرتكبها ومؤيدها ومن التزم الصمت حيالها، إنها الذكري الـ 48 لمجزرة بحر البقر التي وقعت يوم 8 إبريل 1970، وراح ضحيتها 30 تلميذا وخلفت ورائها 50 مصابا.
يقول مجدي البقري شقيق إحدي الناجيات من مجزرة بحر البقر، «كان لي شقيقة في الصف اﻷول بمدرسة بحر البقر، وكانت أرضنا ملاصقة للمدرسة، وكان والدي يقطن في قرية شرارة التابعة لمركز الحسينة، قبل أن يأتي إلى بحر البقر ويشتري اﻷرض، ليبدأ مع الكثيرين مشوار اﻹصلاح والتنمية الذي بدأه الزعيم جمال عبد الناصر».
واستطرد قائلا: «في صبيحة يوم الأربعاء، إصطحب والدي، أمي وشقيقتي نادية، لقضاء يومي اﻷربعاء والخميس في بيتنا القديم بالقرية، وبعد وصوله، عرف بالخبر فقرر بيع اﻷرض والعودة حيث كنا».
وتابع: «ضرب مدرسة بحر البقر، كان ضربا لمحور تنمية واقتصاد مصر، حيث كان اهتمام الدولة ينصب آنذاك على قرى اﻹصلاح ومنها بحر البقر، حيث كان يتم إعدادها لبناء نهضة مصر، ونجح العدو وقتها في تلك الضربة التي وجهت إلى اﻹقتصاد كما وجهت إلى اﻷبرياء، فالكثير من الفلاحين الذين تركوا أرضهم وديارهم وجاءوا ﻹستصلاح اﻷرض في بحر البقر، باعوا أراضيهم ورجعوا إلى ديارهم خوفا على أبنائهم بعد تلك المجزرة الشنيعة».
أما أمين الناصري، فيروي ما قالته مني عبد الناصر، عن والدها حينما تلقي خبر ضرب مدرسة بحر البقر، فيقول «أخبرتنا أن الزعيم ناصر بكى كما لم يبك من قبل حين سماعه قصف مدرسة بحر البقر، وقال ضربونا بالتكنولوجيا يامني».
وأضاف: أن الطيار اﻹسرائيلي «آمي حاييم» قال (كنا نعلم أنها مدرسة للأطفال وأردنا توصيل رسالة للمصريين أن أطفالكم هم ثمن جديد ستدفعونه)، مضيفا أن هذا الطيار تم أسره في 73 بمدينة بورسعيد، لكن للأسف تم إعادته ﻹسرائيل في عملية تبادل اﻷسري.
مجزرة بحر البقر
محمد السيد، أحد أبناء القرية، فيقول، «فقدت عمتي نجاة محمد حسن في مجزرة بحر البقر، ولم أكن ولدت بعد، ولكني سمعت حكايات كثيرة من جدتي عن معاناة ذلك اليوم، فكانت تروي لي أنها عندما سمعت صوت ارتجاج وإرتطام شديدين أسرعت مثل الكثيرين إلي خارج البيت نحو المدرسة، وما أن شاهدت الجثث تناثرت أشلاؤها هنا وهناك، حتى وقعت مغشيا عليها، وماهي إلا دقائق وعادت لتفيق تتحسس بين قوالب الطوب جسد ابنتها لتغيب ثانية عن الوعي، لكن هذة المرة لم تفق إلا في مستشفي الحسينية على أصوات البكاء واﻷنين والمصابين، ووجدت في وجوه الواقفين ما أغناها عن السؤال عن ابنتها هل مازالت على قيد الحياة أم رحلت مع الراحلين».
وتابع: ظلت جدتي تبكي طوال حياتها كلما تذكرت تلك الصور التي رأتها بعينها، وكانت تدعو على إسرائيل، ومن والاها، وتشكو إلى الله مافعل باﻷبرياء، وكانت كثيرا ما تردد (يارب الثأر لهم)، حتي جاء يوم حرب أكتوبر وقامت بتوزيع الشربات قائله هو دا يوم الثأر).
مجزره بحر البقر
مجزره بحر البقر