مسئول رئاسي تونسي سابق يفتح النار.. الإخوان يطمعون في الزعامة ويسعون لاستبعاد المغرب وموريتانيا من اتحاد المغرب العربي
الأربعاء، 10 مارس 2021 02:00 م
وجه المدير السابق لديوان رئيس الجمهورية التونسي السابق، عدنان منصر، اتهامات إلى حركة النهضة الإخوانية في تونس، بأنها باعت الثورة التونسية.
وصرح عدنان منصر، لوسائل إعلام تونسية، بأن تحالف الترويكا، الذي تزعمته حركة النهضة الإخوانية، في الفترة من 2011 إلى 2013، ومعها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، لم يكن متوازناً أو قائماً على برنامج واضح، وأن كل ما قيل خلال تلك الفترة كان مجرد شعارات لإيهام التوانسة، وبكل بساطة، حركة النهضة باعت الثورة التونسية، وما زالت حتى يومنا هذا تدعي زوراً أنها تمثل الثورة، وتدافع عنها، لكنها استغلتها وحولتها لمجرد أصل تجاري.
كما اتهم عدنان منصر، حركة النهضة الإخوانية، بالوقوف وراء عملية تسليم البغدادي المحمودي، رئيس وزراء ليبيا السابق، إلى مليشيات طرابلس الليبية، على الرغم من وجود عدة مخاطر تهدد حياته، موضحا أن حمادي الجبالي، القيادي بالحركة، والذي كان يتولى حينها، منصب رئيس الحكومة التونسية، كان على علم بعملية تسليم البغدادي، وأصدر الأوامر بتنفيذ عملية التسليم بعد التأكد من سفر رئيس الجمهورية السابق، المنصف المرزوقي، إلى جنوب البلاد لإحياء ذكرى تأسيس الجيش التونسي.
وكشف عدنان منصر، أن تسليم رئيس وزراء ليبيا السابق، تم دون علم المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، وهو ما أكدته المحكمة الإدارية التونسية لاحقاً، معتبراً أن العملية برمتها تمثل خدعة كبرى، شارك فيها وخطط لها شركاء في الحكم حينها.
وفي تصريح له في فيلم وثائقي من إنتاج موقع الكتيبة'، يحمل اسم '«موت العظام»، ويُوثّق أطوار اغتيال الشهيد شكري بلعيد وكيف تعاملت مؤسسات الحكم والطبقة السياسية بشكل عام مع ذلك المنعرج الخطير، اتهم عدنان منصر، عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع السابق، بالمشاركة في عمل تحريضي من أجل إحداث الفوضى والفراغ، عقب جريمة اغتيال بلعيد.
في المقابل، أكد تقرير نشرته مجلة جون أفريك، أن رئيس حركة النهضة الإخوانية، رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، يسعى إلى الظهور بمظهر الزعيم باقتراحه تقليص الاتحاد المغاربي إلى ثلاث دول هي تونس والجزائر وليبيا، ما أثار جدلا حول خلفيات هذا الاقتراح.
واعتبر التقرير أن الغنوشي، يبدو مقتنعا بإنقاذ مشروع اتحاد المغرب العربي الذي توقف منذ تأسيسه عام 1989 بتقليص مكوناته من خمس إلى ثلاث دول، حيث قال رئيس حزب النهضة والبرلمان إن المثلث المكون من تونس والجزائر وليبيا، سيكون نقطة انطلاق لتعزيز حلم الاتحاد هذا"، ما يعني استبعاد الرباط ونواكشوط، مشيرا أن الغنوشي، قد يستغل صفته المزدوجة لخلط الأوراق والتدخل في الشؤون الدبلوماسية لكن بعيدا عن صلاحياته.
بينما في المقابل، علق أمين عام الاتحاد المغاربي، الطيب البكوش، بأن تصريحات عدنان منصر، ليس لها تأثير، مؤكدا أن الغنوشي، لا يجوز أن يقول مثل هذه الأشياء باسم البرلمان، والاعتماد على تصريحات رئيس الدولة التونسي قيس سعيد، التي جدد فيها تمسكه بالصرح المغاربي بمناسبة الذكرى الـ 32 لاتحاد المغرب العربي في 17 فبراير الماضي.
ونقل التقرير عن الباحثة والمدرسة في جامعة باريس، خديجة محسن فينان، قولها: «لدي شعور بأن الغنوشي، يحاول أن يجد هالة من حوله من خلال وضع نفسه في وضع الزعيم الإقليمي، وهو ليس كذلك، هدفه الهروب من إضعاف حزبه وانقسامه، وكذلك الشلل الذي تجد اللعبة السياسية التونسية نفسها فيه، ولا تزال هناك حاجة إلى منطقة متكاملة، لكن كل بلد لا يزال مغلقا أمام اهتماماته الخاصة، ولا تزال أسئلة القيادة تُثار.
وتساءلت خديجة محسن فينان، عما إذا كان اتحاد المغرب العربي قد يتعثر في مسألة الصحراء الغربية التي لا تزال تربك الرباط والجزائر؟ وهل يمكن لجيرانها الاستغناء عن الزعيم الإقليمي الذي يمثله المغرب؟
ووفق رؤية راشد الغنوشي، فإن هذه المرحلة من مشروع إحياء اتحاد المغرب العربي ستعتمد على مثال إطلاق الاتحاد الأوروبي، فتح الحدود وإنشاء عملة مشتركة والهدف حل المشاكل الاقتصادية لتونس في إطار إقليمي بالاعتماد على جيرانها المباشرين، إضافة الجزائر في خضم الأزمة وليبيا، في خضم الحرب وتونس، التي تبحث عن نفسها لا معنى له، إنه مجرد خطاب، وفق الباحثة، التي أوضحت في هذا السياق أن إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة بين هذه البلدان الثلاثة، لن يثير أسئلة تنظيمية فحسب، بل أمنية أيضا.
وتساءل التقرير عن أسباب الإدلاء بهذه التصريحات اليوم مشيرا إلى أنه في ديسمبر الماضي، قال زعيم النهضة إنه صُدم باختيار المغرب، إعادة العلاقات مع إسرائيل بينما دعا البلدان المغاربية إلى الوحدة، وأضاف "لكن، هل تشكل معسكران منذ ذلك الحين في المنطقة؟.
ويمضي التقرير قائلا إنه بينما يرى البعض نهج راشد الغنوشي، محاولة للاستيلاء على صلاحيات الرئيس قيس سعيد، يحللها آخرون على أنها رغبة في التقارب مع الجزائر في وقت تتراجع فيه العلاقات مع حزب العدالة والتنمية المغربية، مشيرا إلى حديث الشيخ، كما يسميه أتباعه، عن العلاقات الممتازة مع رئيس الدولة الجزائري عبد المجيد تبون، وقد عزز هذه العلاقات مع الدولة المجاورة من خلال زيارة الجزائر عدة مرات، عندما كان تبون، لا يزال وزيراً لبوتفليقة بين عامي 2011 و2017، في الوقت الذي لقيت كلمات الغنوشي، صدى داخل الحزب الإسلامي الجزائري وحركة المجتمع من أجل السلام، وأيدها زعيمها عبد الرزاق مقري، لكن بفارق بسيط لأنه يريد إضافة موريتانيا، إلى القائمة ويذهب إلى أبعد من ذلك، مبررا استبعاد المغرب تماما من خلال التقارب مع إسرائيل.
ومن جانب حزب العدالة والتنمية المغربي، وصف عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة تصريحات الغنوشي، في البداية بأنها غير مناسبة، وأخيرا رد رئيس العلاقات الخارجية في الحزب رضا بن خلدون في خطاب مفتوح ليس على كلام الغنوشي، بل على كلام زعيم حركة مجتمع السلم الذي يتهمه بإخراج تصريحات زعيم النهضة من سياقها متهما إياه بالدعوة للانفصالية، وفق تعبيره.