العراق.. منطقة صراع جديدة بين الاحتلال التركي والعرب
الثلاثاء، 14 يوليو 2020 02:05 م
مسلسل الانتهاكات التركية للمناطق العربية لا يزال مستمر، فمن سوريا إلى ليبيا حتى العراق، لا تتوقف أنقرة في فتح معارك جديدة مع الدول العربية.
وعلى الحدود العراقية تكثف تركيا من غاراتها حيث تقول إنه لمكافحة الإرهاب، بينما تتوالى ردود الفعل العراقية الغاضبة جراء هذا الأمر وتصفه بالتعدي على سيادة بغداد وبالتدخل السافر في شؤونها.
وقال رئيس لجنة الدفاع والدفاع النيابية بالبرلمان العراقي، محمد رضا آل حيدر إن أنقرة تجاوزت الحد في العراق واحتلت نحو 15 كيلومتراً من الشريط الحدودي، مضيفا بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية، تركيا تعتمد على الاتفاقية الأمنية المبرمة سابقاً بالدخول نحو خمسة كيلومترات إلى سبعة كيلومترات في الشريط الحدودي.
ولا تزال تركيا تنظر إلى منطقة الشرق الأوسط على أنها مجرد كعكة كبيرة ترغب في أكبر استفادة منها على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري بعيدا كل البعد عن ما تدعيه من أهداف كالدفاع عن الشرعية ومحاربة الإرهاب والتعاون الوثيق مع الشعوب العربية.
فرغم إدعاءها بوجودها في ليبيا للدفاع عن الشرعية بحكم اتفاقيتها مع حكومة الوفاق، يتناقض هذا المبرر مع تدخلاتها في العراق، مواصلة انتهاكها للأراضي العراقية تحت مزاعم ملاحقة قوات حزب العمال الكردستاني ومكافحة إرهابه.
وترفض العراق التدخلات التركية في شمالي البلاد، وتصفها أنها انتهاك وخرق للسيادة، لكن رغم تحذيرات بغداد المتكررة، كثفت أنقرة من غاراتها لمواقع واقعة ضمن قضاء زاخو بمحافظة دهوك شمالي البلاد.
واندلعت معارك طاحنة بين قوات حزب العمال الكردستاني والقوات التركية، استخدمت فيها أنقرة الطائرات المقاتلة وسلاح المدفعية، فيما أسفرت عمليات القصف التركي المستمرة على العراق، عن خسائر كبيرة في ممتلكات ومنازل المدنيين، كما أدت إلى تهجير أعداد كبيرة من سكان القرى الواقعة ضمن الإقليم العراقي، فيما قصفت تركيا أمس قرى كردية في شمال العراق بـ15 قذيفة مدفع، كما استهدفت أطراف جبل خامتير الاستراتيجي بمحافظة دهوك العراقية.
كما نشبت حرائق في مزارع وممتلكات سكان القرى الكردية العراقية جراء القصف التركي، في وقت جاء يمثل هذا التصعيد التركي مزيد من التوتر في العلاقات العراقية التركية، وهو توتر أسفر عن مطالبة العراق للمجتمع الدولي بوقف تلك الانتهاكات، ووضع حد للخطوات التصعيدية غير المسبوقة التي باتت تنتهجها أنقرة في الآونة الأخيرة.
لكن بعض المحللون يرون في خطوات أنقرة في العراق مساعي جدية بتثبيت الأولى قواتها على طول الشريط الحدودي بين البلدين، على أن يكون ذلك تواجد ثابت للقوات التركية في العراق.
وكانت تركيا أطلقت في منتصف يونيو الماضي، حملة جوية وبرية أطلق عليها اسم "عملية مخلب النمر"، وحينها نقلت أنقرة قواتها جواً إلى شمال العراق، ومنذ ذلك التاريخ استمرت الانتهاكات والضربات التي طالت عدداً من المناطق الحدودية مثيرة استنكار العراقيين.