هل ينجح "تدويل الأزمات" في فضح الانتهاكات التركية في حق المدنيين؟
الخميس، 11 يونيو 2020 03:30 ممحمد الشرقاوي
إلى متى يصمت المجتمع الدولي أمام الانتهاكات التركية ضد المدنيين؟.. سؤال يطرح نفسه على الساحة الدولية، في ظل استهداف وقتل المدنيين العزل من قبل القوات التركية الموجودة في ليبيا وسوريا، والتي تدعم ميليشيات إرهابية هناك.
وخلال اليومين الماضيين، قصف الطيران التركي المسير منزل موظف بالخارجية الليبية، يدعى سالم الفيتوري الفرجاني، وقتل زوجته وأبناءه الثلاثة وأخيه؛ بالإضافة لمقتل عائلتين جنوب المدينة، في نفس الأسبوع.
وقبل أسبوع ارتكب الطيران التركي المسير، مجزرة في حق الليبيين أيضاً، أسفرت عن مقتل 12 شخصاً من عائلة واحدة، في منطقة قصر بن غشير، جنوب طرابلس.
في الوقت ذاته، تُرتكب نفس المجازر في مدينة عفرين السورية، والواقعة تحت سيطرة قوات الاحتلال التركي، من قبل ميليشيات الحمزة أحد الفصائل السورية الموالية لتركيا.
مع تواصل الانتهاكات وجد المدنينون ضرورة تدويل أزماتهم، في محاولة لإيجاد ضغط دولي على الاحتلال التركي، ففي عفرين، تقدم نحو 20 منظمة حقوقية سورية، بطلب لدى كل من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، ورئيس لجنة التحقيق الخاصة بسوريا، باولو بينيرو، لإرسال لجان حقوقية ترصد الأوضاع في المدينة، وتضع حدًّا للممارسات التركية.
وجاء في البيان، الذي نقلته تقارير وصحف سورية، أن الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين العُزَل في منطقة عفرين بلغت أوج بشاعتها، وبدأت تسيء معها لآدمية الإنسان، خاصة مع الرافضين للاحتلال التركي للمناطق الكردية.
وطالب الموقعون بإنهاء الاحتلال التركي للمدينة السورية الكردية، مع وضع المناطق الكردية الخاضعة لتركيا لحماية دولية لحين إيجاد حل سياسي شامل للمشكلة السورية مع ضرورة تشكيل لجنة تحقيق وتقصٍ للحقائق؛ خاصة بالجرائم والانتهاكات التي ترتكب في عفرين وغيرها من المناطق التي تحتلها تركيا بشكل يومي بغية توثيقها، وإحالتها إلى الجهات الأممية المختصة لوضع حد لتلك الجرائم ومحاسبة المتورطين بارتكابها.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه المدن السورية بشكل يومي اشتباكات بفعل الممارسات الإجرامية التي تمارسها الميليشيات الإرهابية التابعة لتركيا، يقول مراقبون إنه بفعل هذه السياسات تجد تركيا نفسها في مأزق سببه توتر الأوضاع في مناطق الأكراد.
وفي ليبيا، دشن الليبيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب المجتمع الدولي بوضع حد للغزو التركي في ليبيا، وبالتالي نشروا تدوينات باللغتين العربية والإنجليزية، جاء فيها: "مهم جداً ، على الجميع تنزيل هذا في صفحاتهم، فالعالم يخاف الشعوب فقط، وأرفقوا النص العربي بنسخة مترجمة للغة الإنجليزية".
ومن بين المنشورات: "دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تهاجم حتى هذه اللحظة 8 مدن ليبية وتقتل الليبيين وتحاول مهاجمة حقول النفط الليبية باستعمال تنظيم داعش من سوريا”.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات كفيلة بنقل صورة واضحة للمجتمع الدولي وإثارة الرأي العام الدولي ضد الانتهاكات التركية، وما تنفذه ميليشياتها من عمليات استهداف للمدنيين وقتل وسرقة.